الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1962 -
وفي رواية عنه
…
بإسناده ومعناه؛ قال:
تَبْرُقُ أساريرُ وَجْهِهِ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه. وإسناده في الرواية الأخرى أحد أسانيد مسلم فيها).
إسناده: حدثنا قتيبة: ثنا الليث عن ابن شهاب
…
بإسناده ومعناه.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه من طرق أخرى عن ابن شهاب
…
به، كما بينته في الذي قبله.
وهو عند مسلم والنسائي
…
بإسناد المصنف هذا.
وقال أحمد (6/ 82): ثنا هاشم قال: ثنا ليث
…
به.
32 - باب من قال بالقرعة إذا تنازعوا في الولد
1963 -
عن زيد بن أرقم قال:
كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من اليمن فقال: إن ثلاثةَ نَفَرٍ من أهل اليمن أتَوْا عليًّا يختصمون إليه في ولد، وقد وقعوا على امرأة في طُهْرٍ واحدٍ. فقال لاثنين: طِيبَا بالولد لهذا! فَغَلَيَا. ثم قال لاثنين: طِيبَا بالولد لهذا! فَغَلَيَا. ثم قال لاثنين: طِيبَا بالولد لهذا! فَغَلَيَا.
فقال: أنتم شركاءُ متشاكسونَ؛ إني مُقْرِعٌ بينكم: فمن قُرِعَ؛ فله الولد، وعليه لصاحبيه ثلثا الدِّيَةِ. فأقرع بينهم، فجعله لمن قُرِعَ.
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أضراسه -أو نواجذه-.
(قلت: حديث صحيح، وكذا قال الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن الأجلح عن الشعبي عن عبد الله بن الخليل عن زيد بن أرقم.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير عبد الله بن الخليل -ويقال: ابن أبي الخليل- الحضرمي؛ لم يوثقه غير ابن حبان، وهو -إلى ذلك- قد اختلف عليه في إسناده ورفعه؛ كما بينه البيهقي في "سننه"، والمصنف كما يأتي بعد حديث.
والراجح عندي رفعه؛ للإسناد الآتي بعده؛ فإنه مرفوع وسالم من الاضطراب. والله أعلم.
والحديث أخرجه الحاكم (2/ 207)، وعنه البيهقي (10/ 267) من طريق أخرى عن مسدد
…
به. وقال الحاكم:
"اتفق الشيخان على ترك الاحتجاج بالأجلح بن عبد الله الكِنْدي، وإنما نَقَمَا عليه حديثًا واحدًا لعبد الله بن بريدة، وقد تابعه على ذلك الحديث ثلاثة من الثقات، فهذا الحديث إذًا صحيح"، ووافقه الذهبي.
وأخرجه النسائي (2/ 108): أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى
…
به.
ثم أخرجه هو، وأحمد (4/ 374)، والحميدي (785) من طرق أخرى عن الأجلح
…
به.
وأعله المنذري في "مختصره" بالأجلح؛ فقال:
"واسمه: يحيى بن عبد الله الكِنْدِيُّ؛ ولا يحتج به"!
قلت: وهذا غلو منه رحمه الله تعالى؛ فالرجل مختلف فيه، ومن تكلم فيه؛ فإنما هو من قبل حفظه؛ والأرجح أنه حسن الحديث. وكان الأولى إعلاله بشيخه
ابن الخليل كما فعل البيهقي؛ قال:
"والأجلح قد روى عنه الأئمة: الثوري وابن المبارك ويحيى بن القطان؛ إلا أنه لم يَحْتَجَّ به الشيخان. وعبد الله بن الخليل يتفرد به، واختلف عليه في إسناده ورفعه".
ويستغرب منه قوله: يتفرد به ابن الخليل! مع أنه قد تابعه عَبْدُ خيرٍ، كما يأتي في الطريق التي بعده.
1964 -
ومن طريق أخرى عن زيد بن أرقم قال:
أُتِيَ علي رضي الله عنه بثلاثة -وهو باليمن- وقعوا على امرأة في طُهْرٍ واحد، فسأل اثنين: أتُقِرَّانِ لهذا بالولد؟ قالا: لا. حتى سألهم جميعًا، فجعل كُلَّمَا سأل اثنين؛ قالا: لا. فأقرع بينهم، فألحق الولد بالذي صارت عليه القرعة، وجعل عليه ثُلُثَيِ الدِّيَةِ. قال: فَذَكَرَ ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَضَحِك حتى بَدَتْ نواجذه.
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال ابن حزم، وتبعه ابن القيم).
إسناده: حدثنا خُشَيْشُ بن أصْرَمَ: ثنا عبد الرزاق: أخبرنا الثوري عن صالح الهَمْدَاني عن الشعبي عن عبد خَيْرٍ عن زيد بن أرقم.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عبد خير، وهو ثقة.
ومثله خشيش بن أصرم، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه النسائي (2/ 107 - 108)
…
بإسناد المصنف ومتنه.
وأخرجه ابن ماجة (2/ 59): حدثنا إسحاق بن منصور: أنبأنا عبد الرزاق
…
به.
وهو في "المصنف"(13472). وعلقه البخاري عليه في "التاريخ"(3/ 1 / 79).
وخالفهم أحمد فقال (4/ 373): ثنا عبد الرزاق: ثنا سفيان عن أجلح عن الشعبي
…
به.
فجعل (الأجلح) مكان: (صالح الهمداني)؛ فكأنه سلك الجادة؛ فإن الأجلح هو المعروف برواية هذا الحديث عن الشعبي؛ لكن عنه عن عبد الله بن الخليل، كما في الطريق الأولى من رواية جمع عنه.
أما من رواية سفيان الثوري عن أجلح عن الشعبي عن عبد خير؛ فلم أره إلا في رواية أحمد هذه عن عبد الرزاق؛ فإن كانت محفوظة فهي متابعة قوية من الأجلح لصالح الهمداني عن الشعبي.
والأرجح أن للشعبي شيخين:
أحدهما: عبد الله بن الخليل: رواه الجماعة عن الأجلح عنه.
والثاني: عبد خير؛ كما في رواية الجماعة عن عبد الرزاق عن الثوري عن صالح الهمداني عنه.
ويؤيده: أنني وجدت له شيخًا ثالثًا، فقال الحميدي في "مسنده" (786): ثنا سفيان قال: ثنا أبو سهل عن الشعبي عن علي بن ذَرِيحٍ عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
بمثله.
لكن أبو سهل هذا ضعيف؛ واسمه: محمد بن سالم الهَمْداني.
وعلي بن ذريح: لم أعرفه! ولم يذكره الحافظ المزي في الرواة عن زيد بن أرقم، ولا في شيوخ الشعبي من "التهذيب"! والله تعالى أعلم.
وخالفهم جميعًا سَلَمَة بن كُهَيْلٍ فقال: عن الشعبي عن الخليل عن ابن الخليل قال
…
فذكر الحديث موقوفًا على علي مرسلًا مختصرًا.
هكذا أخرجه المصنف من طريق عبيد الله بن معاذ: ثنا أبي: ثنا شعبة عنه.
وأخرجه النسائي (2/ 108) من طريق محمد -وهو ابن جعفر غُنْدَرٌ -: حدثنا شعبة
…
به؛ إلا أنه قال: عن أبي الخليل -أو ابن أبي الخليل-
…
فذكره، وقالا:
"ولم يذكر: زيد بن أرقم، ولم يرفعه"، وقال:
"هذا صواب"!
كذا قال! ومثله قول ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 402) -بعد أن ذكره من طريق الأجلح المسندة المرفوعة-:
"فقال أبي: قد اختلفوا في هذا الحديث فاضطربوا، والصحيح حديث سلمة ابن كهيل"!
قلت: كان يكون الأمر كما ذكر هو والنسائي؛ لو أن الأجلح كان وحده في مقابلة سلمة.
أما وقد تابعه صالح الهمداني فأسنده ورفعه، ولو أنه خالفه في تابعي الحديث؛ فلا أرى ما رَأيَا، لا سيما وأن سلمة قد اختلف عليه في ضبط اسم عبد الله بن الخليل كما رأيت، فلا أرى الصواب إلا المسند المرفوع! ولذلك أوردت هذا الموقوف في الكتاب الآخر (391). والله أعلم.