الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الضحاك بن فيروز.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أبي وهب والضحاك بن فيروز؛ ففيهما ضعف.
لكن يشهد له -في المعنى- الحديث الذي قبله، وما روي عن عمر وعلي رضي الله عنهما من العمل به، وقوّاه من ذكرت آنفًا، وتفصيل هذا الإجمال مما أودعته في "الإرواء" تحت الحديث (1915).
26 - باب إذا أسلم أحد الأبوين؛ مع من يكون الولد
؟
1941 -
عن رافع بن سنان:
أنه أسلم، وأبَتِ امرأته أن تُسْلِمَ، فَأتَتِ النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ابْنَتِي، وهي فَطِيمٌ أو شبهه! وقال رافع: ابنتي! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
"اقْعُدْ ناحيةً". وقال لها: "اقعدي ناحيةً".
قال: وأقعد الصَّبِيَّةَ بينهما، ثم قال:"ادْعُوَاها". فمالت الصبية إلى أمِّها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"اللهم! اهدها"؛ فمالت الصبية إلى أبيها؛ فأخذها.
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه الحاكم والذهبي وابن القطان).
إسناده: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي: أخبرنا عيسى: ثنا عبد الحميد بن جعفر: أخبرني أبي عن جدي رافع بن سنان.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ وعيسى: هو ابن يونس.
ورافع بن سنان: هو جَدُّ جدِّ عبد الحميد؛ لأنه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان، كما قال الحافظ المِزِّيُّ في "تحفة الأشراف"(3/ 163)، وقد سمع منه والد عبد الحميد كما يأتي.
والحديث أخرجه الحاكم (2/ 206)، وعنه البيهقي (8/ 3 - 4) من طريق أخرى عن إبراهيم بن موسى
…
به؛ إلا أنه قال: حدثني .. مكان: عن جدي.
وهذا يؤيد -إن كان محفوظًا- أن والد عبد الحميد روى عن جده، كما ذكروا في ترجمته؛ وجاء فيها: وقيل: إن رافع بن سنان جده لأمه.
وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(4/ 178 - 179)، وأحمد (5/ 446) من طريقين آخرين عن عيسى بن يونس
…
به.
وتابعه المُعَافَى بن عمران -عند النسائي في "الكبرى"-، وعلي بن غراب وأبو عاصم -عند الدارقطني (ص 443) - ثلاثتهم عن عبد الحميد بن جعفر
…
به؛ إلا أن ابن غراب قال: عن جد أبيه رافع بن سنان.
وهذا يؤيد ما تقدم عن المزي.
وخالفهم بكر بن بَكَّار فقال: عن عبد الحميد عن أبيه قال: حدثني أبي وغير واحد:
أن أبا الحكم أسلم
…
فذكره. قال المزي:
"وحديث بكر أقرب إلى الصواب"!
كذا قال! وهو غريب؛ فإن رواية الجماعة هي الصواب، كما هي القاعدة، وحديث بكر شاذ؛ لأنه فَرْدٌ خالفَ الجماعةَ.
وخالفهم جمعيًا: عثمان البَتِّيُّ فقال: عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن
جده
…
نحوه: أخرجه أحمد والنسائي (2/ 108 - 109)، وابن ماجة (2/ 60)، والطحاوي. وفي رواية له: عن أبيه:
أن رجلًا أسلم
…
وهذا مرسل.
وفي أخرى له -وكذا أحمد-: عن عبد الحميد بن سلمة:
أن جده أسلم
…
وهذا معضل.
فقد اضطرب فيه البَتِّيُّ اضطرابًا شديدًا، فلا تجوز معارضة رواية الجماعة عن عبد الحميد بن جعفر به، كما فعل ابن التركماني! واضطرب في متنه أيضًا، كما شرحه الزيلعي في "نصب الراية" (3/ 269 - 271)؛ نقلًا عن ابن القطان في "كتابه". وقال هذا -أعني: ابن القطان- عقب روايات عبد الحميد بن سلمة المضطربة:
"وهذه الروايات لا تصح؛ لأن عبد الحميد بن سلمة وأباه وجده لا يعرفون، ولو صحت لم يَنْبَغِ أن نجعله خلافًا لرواية أصحاب عبد الحميد بن جعفر عن عبد الحميد بن جعفر؛ فإنهم ثقات، وهو وأبوه ثقتان، وجده رافع بن سنان معروف". وأقره الزيلعي.
وأشار الحافظ ابن حجر في "التلخيص"(4/ 11) إلى كلام ابن القطان هذا، فقال:
"ورجح ابن القطان رواية عبد الحميد بن جعفر. وقال ابن المنذر: لا يثبته أهل النقل، وفي إسناده مقال"!