الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحديث أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1933): حدثنا يونس بن عبد الأعلى: أخبرنا ابن وهب
…
به.
وأخبرني ابن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم
…
يمثله سواء.
وزاد: وقال لي مالك والليث
…
بمثله.
وقد أخرجه جمع آخر عن ابن وهب وغيره.
وأشار المؤلف رحمه الله إلى اختلاف الرواة في رفعه ووقفه بما علقه عن الليث وغيره. وقد وصلت ذلك، وخرجت الحديث، وتكلمت على طرقه، مبينًا أن الأرجح أنه مرفوع في كتابي "إرواء الغليل"(914)؛ فأغنى عن الإعادة.
72 - باب في الرخصة في ذلك
2119 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليَّ؛ قال: "هل عندكم طعام؟ ". فإذا قلنا: لا، قال. "إني صائم".
زاد وكيع: فدخل علينا يومًا آخر، فقلنا: يا رسول الله! أُهْدِيَ لنا حَيْسٌ؛ فحبسناه لك! فقال: "أدْنِيهِ". قال طلحة: فأصبح صائمًا فأفَطر.
(قلت: إسناده حسن صحيح، وهو على شرط مسلم. وقد أخرجه في "صحيحه". وصححه ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: ثنا سفيان. (ح) وثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا وكيع -جميعًا-عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة رضي الله عنها.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير طلحة بن يحيى، فهو على شرط مسلم وحده، وفيه كلام يسير، ينبئك عنه قول الحافظ فيه.
"صدوق يخطيء".
ويتقوى حديثه هذا بأن له طريقًا أخرى عن عائشة، قد أخرجتها مع الطريق الأولى في "الإرواء"(965).
2120 -
عن أم هانئ قالت:
لَمَّا كان يومُ الفتح -فتحِ مَكَّةَ-؛ جاءت فاطمة، فجلست على يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمُّ هانئ عن يمينه، قالت: فجاءتِ الوليدةُ بإناء فيه شراب، فناولَتْهُ، فشرب منه، ثم ناوله أمَّ هانئ، فشربت منه، فقالت: يا رسول الله! لقد أفطرتُ وكنت صائمةً؟ فقال لها:
"أكُنْتِ تقضينَ شيئًا؟ ". قالت: لا. قال:
"فلا يَضُرُّك إن كان تطوعًا".
(قلت: حديث صحيح، وقال العراقي: "إسناده حسن". لكن ذكر (الفتح) فيه منكر؛ لأن (الفتح) كان في رمضان، فكيف يُتَصَوَّرُ قضاء رمضان في رمضان؟ ! قاله ابن التركماني والعسقلاني).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن أم هانئ.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم-؛ أخرج له مسلم مقرونًا بغيره، وفيه ضعف، قال الحافظ:
"ضعيف، كبر فتغيَّر، صار يتلقن". وقال الذهبي:
"أحد علماء الكوفة المشاهير على سوء حفظه".
فمثله حسن الحديث في الشواهد والمتابعات، بل قد يحسن إسناده بعضهم، فهذا هو الحافظ العراقي يقول في "تخريج الإحياء" (2/ 331):
"وإسناده حسن".
نعم؛ هو حسن -بل صحيح- بما له من طرق، يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى.
والحديث أخرجه البيهقي في "سننه"(4/ 277) من طريق المصنف.
وأخرجه الدارمي (2/ 16)
…
بإسناده ومتنه.
وله طريق ثانٍ، مداره على سِمَاك بن حرب، وقد اختلف عليه في إسناده:
فقال إسرائيل: عنه عن رجل عن أم هانئ
…
به.
أخرجه أحمد (6/ 342).
وقال حماد بن سلمة: ثنا سماك عن هارون ابن بنت أم هانئ -أو ابن ابن أم هانئ- عن أم هانئ.
أخرجه أحمد والدارمي والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(2/ 107 - مصر).
وقال أبو الأحوص: عن سماك عن ابن أم هانئ
…
به.
أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 30)، والترمذي (731)، والطحاوي (2/ 108)، والبغوي في "شرح السنة"(1813).
وقال أبو عوانة: عن سماك عن ابن ابن أم هانئ عن جدته أنه سمعه منها.
أخرجه الطحاوي والبيهقي من طريقين عنه، وفي إحداهما: هارون ابن ابن أم هانئ.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 354)، والدارقطني في "سننه"(ص 235) من طرق أخرى عنه
…
به؛ إلا أنه قال: عن ابن أم هانئ؛ لم يذكر لفظة: (ابن) الثانية.
وقال حاتم بن أبي صَغيرَةَ: عن سماك عن أبي صالح عن أم هانئ: أخرجه الدارقطني، والحاكم (1/ 439)، والبيهقي. وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!
وأقول: كلا؛ فإن أبا صالح -واسمه: باذام- ضعفه الجمهور. وأورده الذهبي نفسه في "المغني"، وقال:
"ضعفه البخاري. وقال يحيى القطان: لم أر أحدًا من أصحابنا تركه". وقال الحافظ:
"ضعيف مدلس".
وسماك بن حرب -وإن كان من رجال مسلم-؛ فقد تكلموا فيه. وفي "التقريب":
"صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بأخرة؛ فكان ربما يلقن".
فهذا كله يمنع تصحيح هذا الإسناد لذاته.
إلا أن سماكًا قد توبع عليه، فهو صحيح لغيره، أو على الأقل: حسن، فقال شعبة: أنبأنا جَعْدَةُ -رجل من قريش، وهو ابن أم هانئ، وكان سماك يحدثه فيقول: أخبرني ابنا أم هانئ. قال شعبة: فلقيت أنا أفضلهما: جعدة، فحدثني- عن أم هانئ:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فناولتْه شرابًا، ثم ناولها، فشربت، فقالت: يا رسول الله! كنت صائمة؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الصائم المتطوع أمين -أو أمير- نفسه: إن شاء؛ صام، وإن شاء؛ أفطر".
قال شعبة: فقلت لجعدة: أسمعته أنت من أم هانئ؟ قال: [لا]، أخبرني أهلنا وأبو صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ.
أخرجه أبو داود الطيالسي (رقم 917 - ترتيبه)، وعنه الترمذي (732)، والدارقطني (ص 235)، والبيهقي وأحمد (6/ 341). وقال الترمذي:
"وروى حماد بن سلمة هذا الحديث عن سماك بن حرب فقال: عن هارون ابن بنت أم هانئ عن أم هانئ. ورواية شعبة أحسن".
قلت: ولعل سبب ذلك: أن شعبة سمع من سماك قديمًا؛ فحديثه عنه صحيح، كما قال يعقوب الفسوي. ومع ذلك؛ فقد قال الترمذي عقب ما نقلته عنه آنفًا:
"وحديث أم هانئ في إسناده مقال".
قلت: ولعله لجهالة ابنَيْ أم هانئ، وأحدهما جعدة، ولجهالة أهل هذا، وضعف أبي صالح كما عرفت!
ولكن من الممكن أن يقال: إن مجموع ذلك مما يتقوى به الحديث، لا سيما إذا ضُمَّ إليه حديث الباب.
لكن ذكر يوم الفتح فيه منكر؛ فقد قال ابن التركماني -وتبعه الحافظ في "التلخيص"(2/ 211) -:
"ويوم الفتح كان في رمضان، فكيف يُتَصَوَّرُ قضاء رمضان في رمضان؟ ! ".