الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والنسائي في "الخيل"، والبيهقي أيضًا، وأحمد (4/ 429 و 439 و 443) من طرق أخرى عن الحسن
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
4325 -
عن قتادة قال:
الجلب والجنب في الرِّهانِ.
(قلت: إسناده مقطوع صحيح).
71 - باب في السيف يُحَلَّى
2326 -
عن قتادة عن أنس قال:
كانت قَبِيعَةُ سيفِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فِضَّةً.
(قلت: إسناده صحيح، وقال الترمذي: "حديث حسن غريب").
إسناده: حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا جرير بن حازم: حدثنا قتادة عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وجرير -وإن كان ضعفه بعضهم في روايته عن قتادة-؛ فإنما ذلك فيما تفرد به، كما يشير إلى ذلك قول ابن عدي فيه:
"له أحاديث كثيرة عن مشايخه، وهو مستقيم الحديث صالح فيه؛ إلا روايته عن قتادة؛ فإنه يروي عنه أشياء لا يرويها غيره".
قلت: فإذا شاركه غيره؛ فذلك دليل على حفظه لما روى، وقد توبع على هذا
الحديث كما سترى.
والحديث أخرجه الترمذي (1691)، والدارمي (2/ 221)، وابن سعد في "الطبقات"(1/ 487)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 140 - السعادة)، والبيهقي من طرق عن جرير بن حازم
…
به. وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب. وهكذا روي عن همام عن قتادة عن أنس. وقد روى بعضهم عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن
…
"؛ فذكر الرواية الآتية بعده.
ورواية همام؛ وصلها ابن سعد في "الطبقات"، فقال: أخبرنا عمرو بن عاصم: أخبرنا همام وجرير بن حازم
…
به.
والنسائي آخر "الزينة"، فقال: أخبرنا أبو داود قال: حدثنا عمرو بن عاصم
…
به؛ ولفظه:
كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فِضَّةٍ، وقبيعة سيفه فضَّة، وما بين ذلك حِلَقُ فضة.
قلت: فهذه متابعة قوية من همام -وهو ابن يحيى البصري-، وهو ثقة من رجال الشيخين.
وكذلك الراوي عنه عمرو بن عاصم؛ وفيه كلام يسير لا يضر، كما يأتي بيانه.
2327 -
وفي رواية عنه عن سعيد بن أبي الحسن قال:
كانت قَبِيعة سيفِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فضةً.
قال قتادة: وما علمت أحدًا تابعه على ذلك.
(قلت: إسناده مرسل صحيح يُقَوِّي ما قبله).
إسناده: حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا معاذ بن هشام: حدثني أبي عن قتادة.
قلت: وهذا إسناد صحيح مرسل، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ وسعيد هذا: هو أخو الحسن البصري.
وهشام: هو ابن أبي عبد الله الدَّسْتَوَائِيُّ، وهو ثقة ثبت. ولذلك رَجَّحَ روايتَهُ هذه المرسلةَ النسائيُّ على رواية جريرٍ الموصولة، فقال في "الكبرى" -له كما في "تحفة الأشراف" للمزي (1/ 301) -:
"وهذا حديث منكر. والصواب: قتادة عن سعيد بن أبي الحسن. وما رواه عن همام غير عمرو بن عاصم".
قلت: عمرو هذا من رجال الشيخين كما تقدم، بل هو حافظ ثبت كما قال الذهبي في "تذكرة الحفاظ"، فتفرده محتمل مقبول كسائر الحفاظ، فاستنكار النسائي للحديث غير مقبول؛ بعد ثبوت متابعة همام بن يحيى لجرير برواية هذا الحافظ الثبت عنهما معًا!
وبهذا تعرف الجواب عن تضعيف المؤلف لأحاديث الباب الآتي في آخره، وتقويته لحديث سعيد بن أبي الحسن! مع أن ظاهر قول قتادة عقب حديث سعيد:
وما علمت أحدًا تابعه على ذلك .. فيه استنكار لحديثه، كما ذكره بعض العلماء المتأخرين احتمالًا، ومال إلى أن صواب العبارة: قال أبو داود .. لا قتادة، وإلى أن ضمير قوله:(تابعه) يرجع إلى جرير بن حازم، لا إلى سعيد بن أبي الحسن (1).
(1) انظر "عون المعبود"(7/ 248 - 250)، و"بذل المجهود"(12/ 85 - 86).
فإن صح هذا؛ فكأن المؤلف لم يقف على متابعة همام المذكورة، وإلا؛ لما عدل عنها إلى ذكر رواية عثمان بن سعد الآتية!
وجملة القول: إن الحديث -برواية همام وجرير عن قتادة عن أنس- صحيح لا شك فيه.
ويزيده قوة: أن له شواهد بالإضافة إلى طريق عثمان الآتية، منها: ما عند النسائي عن أبي أمامة بن سهل قال:
كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة.
وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ وأبو أمامة معدود في الصحابة، كما في "التقريب".
ومنها: ما رواه أبو الشيخ والبيهقي وغيرهما من طريق أبي الحكم: حدثني مرزوق الصَّيْقَلُ قال:
صَقَلْتُ سيفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ذا الفقار، فكان فيه قبيعة من فضة، وبَكَرَةٌ في وسطه من فضة، وحِلَقٌ في قيده من فضة.
ورجاله ثقات؛ غير أبي الحكم، فهو غير معروف، كما يستفاد من "نصب الراية"(4/ 233).
وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال:
كانت نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وحِلَقُهُ وقُبَاعَتُهُ من فضةٍ.
أخرجه ابن سعد وأبو الشيخ. وإسناده صحيح مرسل.
2328 -
وعن عثمان بن سعد عن أنس بن مالك قال: كانت
…
فذكر مثله.
(قلت: حديث صحيح بما قبله).
قال أبو داود: "أقوى هذه الأحاديث: حديث سعيد بن أبي الحسن. والباقية ضعاف"!
(قلت: بل الأول صحيح، وما بعده يتقوى به ولا يُعِلُّهُ).
إسناده: حدثنا محمد بن بشار، حدثني يحيى بن كثير أبو غسان العَنْبَرِيُّ عن عثمان بن سعد.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير عثمان بن سعد -وهو الكاتب أبو بكر البصري-، وهو ضعيف.
لكن حديثه هذا صحيح بمجيئه من طريق صحيح عن قتادة عن أنس، كما تقدم تحقيقه قريبًا، وبما له من شواهد، ذكرت بعضها آنفًا.
والحديث أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(ص 140)، والبيهقي (4/ 143) من طريقين آخرين عن يحيى بن كثير
…
به.
وللحديث شاهد آخر من حديث مَزِيدَةَ: أخرجه الترمذي وغيره.
لكن فيه زيادة منكرة، أودعته من أجلها في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم (5406).