الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني: تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم
-
المبحث الأول: معناها ومقتضاها
1 -
معنى ((شهادة أن محمداً رسول الله)) هو الإقرار باللسان، والاعتقاد الجازم بالقلب بأن محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي عبد الله ورسوله أرسله إلى جميع الخلق كافة: من الجن والإنس (1).
2 -
ومقتضى هذه الشهادة: طاعته فيما أمر، وتصديقُهُ فيما أخبر، واجتنابُ ما عنه نهى وزجر، وأن لا يُعبد الله إلا بما شرع (2).
فيجب الإيمان بشريعته صلى الله عليه وسلم، والانقياد لها: قولاً، وعملاً، واعتقاداً: من الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، والقيام الكامل بأركان الإسلام: من شهادة، وصلاة، وزكاة، وصيام، وحج، وغير ذلك مما شرع الله على يده صلى الله عليه وسلم كالإحسان بأنواعه (3).
المبحث الثاني: وجوب معرفة النبي صلى الله عليه وسلم
-
وهذا هو الأصل الثالث من الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم معرفتها وهي: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم (4). وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، بن هاشم، وهاشم من قريش وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا
(1) الأصول الثلاثة وحاشيتها للعلامة محمد العثيمين ضمن فتاواه، 6/ 71.
(2)
الأصول الثلاثة مع حاشيتها لابن القاسم، ص57.
(3)
انظر: مجموع فتاوى العلامة ابن باز، 4/ 12، و 14.
(4)
الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب.
أفضل الصلاة والسلام، وله من العمر ثلاث وستون سنة، منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبياً رسولاً، نبئ بـ (اقرأ) وأرسل بالمدثر، وبلده مكة وهاجر إلى المدينة، بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو إلى التوحيد، أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد، وبعد العشر عُرِجَ به إلى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس، وصلى في مكة ثلاث سنين، وبعدها أُمِرَ بالهجرة إلى المدينة، فلما استقر بالمدينة أُمِرَ ببقية شرائع الإسلام مثل: الزكاة، والصلاة، والحج، والجهاد، والأذان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك أخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوات الله وسلامه عليه، ودينه باق وهذا دينه، لا خير إلا دلّ أمته عليه، ولا شر إلا حذرها منه، وهو خاتم الأنبياء والمرسلين لا نبي بعده، وقد بعثه الله إلى الناس كافة، وافترض الله طاعته على الجن والإنس، فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار (1).
وتحصل معرفته صلى الله عليه وسلم بدراسة حياته، وما كان عليه من العبادة، والأخلاق الجميلة، والدعوة إلى الله عز وجل، والجهاد في سبيل الله تعالى، وغير ذلك من جوانب حياته صلى الله عليه وسلم، فينبغي لكل مسلم يريد أن يزداد معرفة بنبيه وإيماناً به أن يطالع من سيرته ما تيسر: في حربه وسلمه، وشدته ورخائه، وسفره وإقامته، وجميع أحواله نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً، وأن يثبتنا على ذلك حتى نلقاه وهو راضٍ عنا (2).
(1) الأصول الثلاثة، لمحمد بن عبد الوهّاب رحمه الله تعالى، ص75، و76.
(2)
انظر: فتاوى العلامة محمد بن صالح العثيمين، 6/ 39.