الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دُونِ الله وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلَاّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لَاّ إِلَهَ إِلَاّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (1).
القسم الرابع: شرك المحبة:
لقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ الله أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله} (2).
والخلاصة: أن الشرك الأكبر هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله عز وجل: كأن يدعو غير الله، أو يذبح لغير الله، أو ينذر لغير الله، أو يتقرّب لأصحاب القبور، أو الجن والشياطين بشيء من أنواع العبادة، أو يخاف الموتى أن يضرّوه، أو يرجو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وغير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصرف إلا لله عز وجل (3).
النوع الثاني: شرك أصغر لا يُخرج من الملة
، وهو: كل وسيلة وذريعة توصل إلى الشرك الأكبر: من الإرادات، والأقوال، والأفعال، التي لم تبلغ رتبة العبادة. وهو أيضاً: كل ما ورد في الشرع تسميته شركاً، ولم يصل إلى حدّ الشرك الأكبر.
ومنه يسير الرياء، قال تعالى:{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (4).
(1) سورة التوبة، الآية:31.
(2)
سورة البقرة، الآية:165.
(3)
انظر: كتاب التوحيد للعلامة الفوزان، ص11.
(4)
سورة الكهف، الآية:110.
ومنه الحلف بغير الله؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) (1).
ومنه قول الرجل: لولا الله وأنت، أو ما شاء الله وشئت.
ومن أنواع الشرك: شرك خفي: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل)) (2)، وكفارته هي أن يقول العبد:((اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم)) (3)، قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:{فَلَا تَجْعَلُواْ لله أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (4)، قال: الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل، وهو أن يقول: والله وحياتِك يا فلان، وحياتي، ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان (5).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) (6)، قال الترمذي: فُسِّرَ عند بعض أهل العلم أن قوله: فقد كفر أو أشرك على
(1) رواه الترمذي وحسنه عن ابن عمر رضي الله عنهما، في كتاب النذور والأيمان، باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، 4/ 110، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 99.
(2)
أخرجه الحكيم الترمذي، انظر: صحيح الجامع، 3/ 233،وتخريج الطحاوية للأرنؤوط، ص83.
(3)
أخرجه الحكيم الترمذي، وانظر: صحيح الجامع، 3/ 233، ومجموعة التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب، وابن تيمية، ص6.
(4)
سورة البقرة، الآية:22.
(5)
ذكره ابن كثير في تفسيره، 1/ 56، وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
(6)
رواه الترمذي عن ابن عمر،4/ 110، وتقدم تخريجه.