الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن أنس رضي الله عنه قال: لَمّا عُرِجَ بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء قال: ((أتيتُ على نهرٍ حافَّتاه قباب اللؤلؤ مُجوَّفٌ، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر)) (1)، وفي رواية:((بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهرٍ حافتاه قبابُ الدُّرِّ المجوَّف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربُّك، فإذا طينه أو طيبه مِسكٌ أذفر)) (2). قال الله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} (3)، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال:((ليَرِدنَّ عليَّ أناسٌ من أصحابي الحوض)) وفي رواية: ((أقوامٌ أعرفهم ويعرفوني، ثم يُحال بيني وبينهم فأقول: إنهم مني، فيُقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سُحقاً سُحقاً لمن غيَّر بعدي)) وقال ابن عباس: سُحقاً: بُعداً (4).
ثانياً: شراب أهل النار أعاذنا الله منها:
1 -
الحميم: قال الله تعالى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} (5):أي حاراً شديد الحرارة لايُستطاع، فقطَّع ما في بطونهم من الأمعاء والأحشاء (6).
{يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ
(1) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب سورة الكوثر، برقم 4964.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب في الحوض، برقم 6581.
(3)
سورة الكوثر، الآيات: 1 - 3.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب في الحوض، برقم 6583، ومسلم في كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، برقم 2290، 2291.
(5)
سورة محمد، الآية:15.
(6)
تفسير ابن كثير، 4/ 176.
وَالْجُلُودُ} (1).
2 -
الصديد: قال الله عز وجل: {وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} (2).
والصديد: قيل: هو ما يسيل من أبدان الكفار، وأجوافهم، من القيح والدم (3).
وعن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((كلّ مُسكرٍ حرامٌ، إنّ على الله عز وجل عهداً لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال)) قالوا: يا رسول الله! وما طينة الخبال؟ قال: ((عَرَقُ أهل النار، أو عُصارة أهل النار)) (4).
3 -
الماء الذي كالمهل: والمهل: هو: دُرْدِيُّ الزيت (5)، وهو ماءٌ غليظٌ، أسود، حارٌّ، منتنٌ، إذا أراد الكافر أن يشربه وَقَرَّبَهُ من وجهه شواه حتى تسقط جلدة وجهه فيه (6).
قال الله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ
(1) سورة الحج، الآيتان: 19 - 20.
(2)
سورة إبراهيم، الآيات: 15 - 17.
(3)
تفسير ابن كثير، 2/ 537، والبغوي، 3/ 29.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الأشربة، باب بيان أن كل مسكر خمر وأن كل خمر حرام، برقم 2002، وانظر: أحاديث في الموضوع صحيح الترمذي، 2/ 169، وصحيح أبي داود، 2/ 701.
(5)
مفردات غريب القرآن للأصفهاني، ص476.
(6)
تفسير ابن كثير، 3/ 82، 4/ 421.
مُرْتَفَقًا} (1).
4 -
والغسَّاق: هو البارد الذي لا يُستطاع من شدة برده، يحرقهم ببَرْدِهِ، كما تحرقهم النار بحرّها، وهو الزمهرير، وهو ما اجتمع من صديد أهل النار، وعرقهم، وجروحهم، ودمعهم، فهو بارد مُنْتِنٌ (3).
5 -
عينٌ آنية: قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} (4). و ((آنية)) متناهية في الحرارة والغليان (5).
وقال تعالى: {يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} (6). وكانت العرب تقول للشيء إذا انتهى حرّه حتى لا يكون أحرَّ منه: قد آنَ حرُّهُ (7).
(1) سورة الكهف، الآية:29.
(2)
سورة النبأ، الآيات: 24 - 30.
(3)
تفسير ابن كثير، 4/ 42/465، والبغوي، 4/ 67، 438.
(4)
سورة الغاشية، الآيات: 2 - 5.
(5)
تفسير ابن كثير، 4/ 503، وتفسير البغوي، 4/ 478.
(6)
سورة الرحمن، الآية:44.
(7)
التخويف من النار، لابن رجب الحنبلي، ص150.