الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التي هي الثواب في الآخرة وإدخال الجنة كقوله عز وجل: {وَالله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ، وقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ الله لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} .
وكل هداية نفاها الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن البشر فهي ما عدا المختص من الدعاء وتعريف الطريق، وذلك كإعطاء العقل، والتوفيق، وإدخال الجنة كقوله تعالى:{لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَن يَشَاءُ} ، فأسال الله أن يهدينا لما يحبه ويرضاه وهو المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلى بالله (1).
45 - الحَكمُ
قال الله تعالى: {فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ الله بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (2)، وقال تعالى:{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لَاّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ} (3) وقال تعالى: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} (4)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:((إن الله هو الحكمُ وإليه الحكم)) (5).
(1) المفردات في غريب القرآن للأصفهاني، ص539 بتصرف يسير.
(2)
سورة الأعراف، الآية:87.
(3)
سورة الأنعام، الآية:115.
(4)
سورة النحل، الآية:90.
(5)
أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب في تغيير الاسم القبيح، برقم 4955، والنسائي في كتاب آداب القضاة، باب إذا حكَّموا رجلاً فقضى بينهم، برقم 5384، والحاكم، 1/ 23، والطبراني في الكبير، 22/ 179، 180، ورقم 466، 470، وابن حبان كما في الموارد، 6/ 214، برقم 1937، وإسناده جيد. انظر: فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد، لابن عبد الوهاب، بتحقيق عبد القادر الأرنؤوط، ص517. وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 1845.
وقال تعالى: {أَفَغَيْرَ الله أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} (1) الآية.
والله سبحانه هو الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة بعدله وقسطه، فلا يظلم مثقال ذرة، ولا يحمّل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه، ويؤدي الحقوق إلى أهلها. فلا يدع صاحب حق إلا وصَّل إليه حقه. وهو العدل في تدبيره وتقديره (2)، وهو سبحانه موصوف بالعدل في فعله، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة، ليس فيها شائبة جور أصلاً، فهي كلها بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة كما قدمنا.
وما ينزله سبحانه بالعصاة والمكذبين من أنواع الهلاك والخزي في الدنيا، وما أعده لهم من العذاب المهين في الآخرة فإنما فعل بهم ما يستحقونه، فإنه لا يأخذ إلا بذنب، ولا يعذب إلا بعد إقامة الحجة، وأقواله كلها عدل، فهو لا يأمرهم إلا بما فيه مصلحة خالصة أو راجحة، ولا ينهاهم إلا عمَّا مضرته خالصة أو راجحة، وكذلك حكمه بين عباده يوم فصل القضاء، ووزنه لأعمالهم عدلٌ لا جور فيه (3)،كما قال تعالى:{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} (4).
وهو سبحانه ((الحكم)) بالعدل في وصفه وفي فعله وفي قوله وفي
(1) سورة الأنعام، الآية:114.
(2)
تفسير العلامة السعدي، 5/ 627.
(3)
شرح النونية للهراس، 2/ 104.
(4)
سورة الأنبياء، الآية:47.