الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منه أحد)) (1).
قال ابن رجب رحمه الله: ((وقد استدلَّ بعضهم لهذا (2) بأن الله تعالى أخبر أن الكفار يُعرضون على النار غدواً وعشيَّاً - يعني في مدة البرزخ - وأخبر أنه لا تفتح لهم أبواب السماء، فدل على أن النار في الأرض
…
وفي حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة قبض الروح، قال في روح الكافر:((حتى يُنتهى به إلى السماء الدنيا، فَيُسْتَفْتَحُ له، فلا يُفتَحُ له))، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:{لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} (3)، فيقول الله عز وجل:((اكتبوا كتابه في سجِّين في الأرض السُّفلى)) ثم قال: ((
…
فَتُطْرَحُ رُوحُه طرحاً
…
)) الحديث (4) بطوله (5).
المبحث الخامس: وجود الجنة والنار الآن
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الإسراء أنه قال: ((
…
ثم انطلق بي جبريلُ حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى، فغشيها ألوان لا أدري
(1) تفسير ابن كثير، 4/ 486.
(2)
وقد استدل بعضهم لهذا: أي على أن النار في الأرضين السبع في الأرض السابعة السفلى.
(3)
سورة الأعراف، الآية:40.
(4)
التخويف من النار، والتعريف بحال دار البوار، ص63.
(5)
أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب المسألة في القبر وعذاب القبر، برقم 4753، والنسائي في كتاب الجنائز، باب مسألة الكافر، برقم 2059، وابن ماجه في كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى، برقم 4269، وأحمد في المسند، 4/ 287، 295، 296، والحاكم في المستدرك، 1/ 37 - 38، وهناد في الزهد، برقم 339، وقد جمع طرقه واعتنى بتخريجه وتصحيحه العلامة الألباني في أحكام الجنائز، ص158.
ما هي، قال: ثم دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ (1)، وإذا ترابها المسك)) (2).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبرائيل إلى الجنة فقال: انظر إليها، وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فجاء فنظر إليها، وإلى ما أعدّ الله لأهلها فيها
…
ثم قال: اذهب إلى النار فانظر إليها، وإلى ما أعددت لأهلها فيها، فنظر إليها فإذا هي يركب بعضها بعضاً
…
)) (3) الحديث.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحدكم إذا مات عُرِضَ عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يُقالُ هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة)) (4).
وعن كعب بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما نَسَمَةُ المؤمن
(1) الجَنَابِذ: هي القباب، واحدتها: جنبذة، ووقع في كتاب الأنبياء من صحيح البخاري كذلك. وفي هذا الحديث دلالة لمذهب أهل السنة والجماعة: أن الجنة والنار مخلوقتان، وأن الجنة في السماء. والله أعلم. انظر: شرح النووي، 2/ 579.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء، برقم 349، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات وفرض الصلوات، برقم 163.
(3)
أخرجه الترمذي في كتاب صفة الجنة، باب ما جاء حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، برقم 2560، وأبو داود في كتاب السنة، باب في خلق الجنة والنار، برقم 4744، والنسائي في كتاب الأيمان والنذور، باب الحلف بعزة الله تعالى، برقم 3761، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال عنه الشيخ الألباني ((صحيح))، صحيح سنن الترمذي، برقم 2698.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة، والعشي، برقم 1379، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، برقم 2866.