الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بدليل الحديث الآخر (1)، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرّ في صور الرجال، يغشاهم الذُّلُّ من كل مكان، يُساقون إلى سِجْنٍ في جهنم، يُسمَّى بولس، تعلوهم نارُ الأنيار، يُسقون من عصارة أهل النار طينة الخَبَال)) (2).
المبحث العشرون: أشجار الجنة وظلّها، وأشجار النار وظلها
أولاً: أشجار الجنة وظلها:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة شجرةً يسير الراكب الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام ما يقطعها)) (3).
قال العلماء: المراد بظلها: كنفها، وذراها، وهو ما يستر أغصانها (5).
وقال تعالى {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ} (6).
(1) فتح الباري، 11/ 423.
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة، باب 47، برقم 2492، وأحمد، 2/ 179، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 304، وفي صحيح الجامع، 6/ 327.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، برقم 6553، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، برقم 2828.
(4)
سورة الواقعة، الآيات: 27 - 33.
(5)
شرح النووي على صحيح مسلم، 17/ 167.
(6)
سورة المرسلات، الآيتان: 41 - 42.
وقال عز وجل في الجنة الأخرى: {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (2).
وقال تعالى: {وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً} (3)، وقال سبحانه:{فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} (4)، وقال تعالى:{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا * جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا} (5).
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي صلاة الكسوف عناقيد العنب، ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئاً في مقامك، ثم رأيناك كففت؟ قال:((إني رأيت الجنة فتناولت منها عُنقوداً، ولو أخذتُه لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أرَ كاليوم منظراً قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء)) (6).
(1) سورة الرحمن، الآيات: 46 - 52.
(2)
سورة الرحمن، الآية:68.
(3)
سورة الإنسان، الآية:14.
(4)
سورة الحاقة، الآيات: 21 - 24.
(5)
سورة النبأ، الآيات: 31 - 36.
(6)
أخرجه البخاري في كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف جماعة، برقم 1052، ومسلم في كتاب الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار، برقم 907.