الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقعن فيها، وجعل يَحْجُزُهُنَّ ويَغْلِبْنَهُ فيَتَقَحَّمْنَ فيها (1). قال: فذلكم مَثَلي ومَثَلُكُم أنا آخذٌ بحُجَزِكُم عن النار، هلمَّ عن النَّار، هلمَّ عن النار، فتَغْلِبُوني تقحَّمون فيها)) (2).
المبحث الثالث: أسماء الجنة وأسماء النار
أولاً: أسماء الجنة:
1 -
الجنة، وهو الاسم العام المتناول لتلك الدار، وما اشتملت عليه من أنواع النعيم، واللذَّة، والبهجة، والسرور، وقرّة العين، وأصل اشتقاق هذه اللفظة من الستر والتغطية، ومنه سُمِّيَ الجنين لاستتاره في البطن، ومنه سُمِّي البستان: جَنة؛ لأنه يستر داخله بالأشجار ويغطيه، ولا يستحق هذا الاسم إلا موضع كثير الأشجار مختلف الأنواع (3).
والجنة: الحديقة ذات الشجر والنخل، وجمعها جنات، والجنة كل بستان يستر بأشجاره الأرض (4)، قال الله تعالى:{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ} (5)، والحديقة: جمع ((حدائق))،
(1) التقحم: هو الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت، والحجز: جمع حجزة، وهي: معقد الإزار والسراويل، شرح النووي، 15/ 55.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الفضائل، باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم، برقم 2284/ 18.
(3)
انظر: حادي الأرواح لابن القيم، ص111.
(4)
انظر: لسان العرب، 13/ 99، ومفردات القرآن للأصفهاني، ص204، والمصباح المنير،
1/ 112.
(5)
سورة سبأ، الآية:15.
وهي الروضة ذات الشجر والنخيل، وهي البستان، وسُميت حديقة تشبيهاً بحدقة العين في الهيئة، وحصول الماء فيها (1). قال الله تعالى:
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا} (2)، وقد ذكر الله تعالى الجنة في القرآن الكريم بلفظ المفرد ((جنة)) ستاً وستين مرة، ولفظ الجمع ((جنات)) تسعاً وستين مرة (3).
2 -
دار السلام، قال سبحانه:{لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِندَ رَبِّهِمْ} (4).
{وَالله يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} (5). فهي دار سلامٍ من كل بليَّةٍ وآفة (6).
3 -
دار الخلد، وسُمْيت بذلك؛ لأن أهلها لا يظعنون عنها أبداً،
قال الله تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (7)، أي غير مقطوع. وقال تعالى:
{ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} (8)، وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا
مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ} (9).
4 -
دار المقامة، قال الله تعالى: {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا
(1) انظر: مفردات غريب القرآن للأصفهاني، ص223، والقاموس المحيط، ص1127، وتفسير ابن كثير، 4/ 466.
(2)
سورة النبأ، الآيتان: 31 - 32.
(3)
انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، ص 80 - 82.
(4)
سورة الأنعام، الآية:127.
(5)
سورة يونس، الآية:25.
(6)
حادي الأرواح، ص113.
(7)
سورة هود، الآية:108.
(8)
سورة ق، الآية:34.
(9)
سورة ص، الآية:54.
يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} (1).
5 -
جنة المأوى، قال تعالى:{عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأوَى} (2).
6 -
جنات عدن، قال سبحانه:{جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} (3).
7 -
الفردوس، قال تعالى:{أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (4).
والفردوس: هو البستان الذي يجمع كل شيء يكون في البساتين (5).
8 -
جنات النعيم، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ} (6)، وقال تعالى:{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} (7).
9 -
المقام الأمين، قال الله تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ} (8).
والمقام: موضع الإقامة.
والأمين: الآمن مِنْ كل سوءٍ، وآفةٍ، ومكروهٍ، وهو الذي قد جمع صفات الأمن كله (9).
(1) سورة فاطر، الآية:35.
(2)
سورة النجم، الآية:15.
(3)
سورة مريم، الآية:16.
(4)
سورة المؤمنون، الآيتان: 10 - 11.
(5)
فتح الباري، 6/ 13، والقاموس المحيط، ص725.
(6)
سورة لقمان، الآية:8.
(7)
سورة القلم، الآية:34.
(8)
سورة الدخان، الآية:51.
(9)
حادي الأرواح لابن القيم، ص116.