المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثاني: النور والظلمات في السنة النبوية - عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة - جـ ١

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الرسالة الأولى: العروة الوثقى: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله

- ‌الفصل الأول: تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله

- ‌المبحث الأول: مكانة ومنزلة لا إله إلا الله

- ‌المبحث الثاني: معنى لا إله إلا الله

- ‌المبحث الثالث: أركان لا إله إلا الله

- ‌المبحث الرابع: فضل لا إله إلا الله

- ‌المبحث الخامس: لا إله إلا الله تتضمن جميع أنواع التوحيد

- ‌1 - التوحيد الخبري العلمي الاعتقادي:

- ‌2 - التوحيد الطلبي القصدي الإرادي:

- ‌ أنواع التوحيد على التفصيل

- ‌النوع الأول: توحيد الربوبية

- ‌النوع الثاني: توحيد الأسماء والصفات:

- ‌النوع الثالث: توحيد الإلهية

- ‌المبحث السادس: لا إله إلا الله دعوة الرسل عليهم السلام

- ‌المبحث السابع: شروط لا إله إلا الله

- ‌الشرط الأول: العلم بمعناها المنافي للجهل

- ‌الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك

- ‌الشرط الثالث: القبول المنافي للرد

- ‌الشرط الرابع: الانقياد المنافي للترك

- ‌الشرط الخامس: الصدق المنافي للكذب

- ‌الشرط السادس: الإخلاص المنافي للشرك

- ‌الشرط السابع: المحبة المنافية للبغض

- ‌الشرط الثامن: الكفر بما يعبد من دون الله

- ‌الفصل الثاني: تحقيق شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الأول: معناها ومقتضاها

- ‌المبحث الثاني: وجوب معرفة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الثالث: الحُجَجُ والبراهين على صدقه صلى الله عليه وسلم

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: معجزات القرآن العظيم:

- ‌الوجه الأول: الإعجاز البياني والبلاغي:

- ‌الوجه الثاني: الإخبار عن الغيوب:

- ‌والإخبار بالغيوب أنواع:

- ‌الوجه الثالث: الإعجاز التشريعي:

- ‌الوجه الرابع: الإعجاز العلمي الحديث:

- ‌المطلب الثاني: معجزات النبي صلى الله عليه وسلم الحسية:

- ‌النوع الأول: المعجزات العلوية:

- ‌النوع الثاني: آيات الجوّ:

- ‌النوع الثالث: تصرّفه في الإنس والجن والبهائم:

- ‌أ - تصرفه في الإنس:

- ‌ب - تصرفه في الجنّ والشياطين:

- ‌جـ - تصرّفه في البهائم:

- ‌النوع الرابع: تأثيره في الأشجار والثمار والخشب

- ‌أ - تأثيره في الأشجار:

- ‌ب - تأثيره في الثّمار:

- ‌جـ - تأثيره في الخشب:

- ‌النوع الخامس: تأثيره في الجبال والأحجار وتسخيرها له:

- ‌أ - تأثيره في الجبال:

- ‌ب - تأثيره في الحجارة:

- ‌جـ - تأثيره في تراب الأرض:

- ‌النوع السادس: تفجير الماء، وزيادة الطعام والشراب والثمار:

- ‌أ - نبع الماء وزيادة الشراب:

- ‌ب - زيادة الطعام وتكثيره لما جعل الله فيه صلى الله عليه وسلم من البركة:

- ‌جـ - زيادة الثمار والحبوب:

- ‌النوع السابع: تأييد الله له بالملائكة:

- ‌النوع الثامن: كفاية الله له أعداءه وعصمته من الناس:

- ‌النوع التاسع: إجابة دعواته صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث الرابع: حقوقه على أمته صلى الله عليه وسلم

- ‌1 - الإيمان الصادق به صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم والحذر من معصيته

- ‌3 - اتباعه صلى الله عليه وسلم واتخاذه قدوة

- ‌4 - محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين

- ‌5 - احترامه وتوقيره ونصرته

- ‌6 - الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - وجوب التحاكم إليه والرضى بحكمه صلى الله عليه وسلم

- ‌8 - إنزاله مكانته صلى الله عليه وسلم بلا غلو ولا تقصير

- ‌المبحث الخامس: عموم رسالته صلى الله عليه وسلم وختمها لجميع النبوات

- ‌المبحث السادس: تحريم الغلو فيه صلى الله عليه وسلم

- ‌1 - الغلو في الصالحين هو سبب الشرك بالله تعالى

- ‌2 - وحذَّر صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ المساجد على القبور

- ‌3 - وحذّر صلى الله عليه وسلم أمته عن اتخاذ قبره وثناً يُعبد من دون الله

- ‌4 - وكما سد صلى الله عليه وسلم كل باب يوصّل إلى الشرك فقد حمى التوحيد عما يقرب منه ويخالطه من الشرك وأسبابه

- ‌5 - أنواع زيارة القبور:

- ‌النوع الأول: زيارة شرعية

- ‌النوع الثاني: زيارة شركية وبدعية

- ‌الفصل الثالث: نواقض ونواقص الشهادتين

- ‌المبحث الأول: أقسام المخالفات

- ‌القسم الأول: يوجب الردة، ويبطل الإسلام

- ‌القسم الثاني: لا يبطل الإسلام ولكن ينقصه

- ‌المبحث الثاني: أخطر النواقض وأكثرها وقوعاً

- ‌الأول: الشرك في عبادة الله تعالى

- ‌الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم

- ‌الثالث: من لم يكفِّر المشركين، أو شك في كفرهم

- ‌الرابع: من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه

- ‌الخامس: من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌السابع: السحر

- ‌التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌العاشر: الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به

- ‌المبحث الثالث: تفصيل الناقض الأول والرابع وأنواع النفاق والبدع

- ‌1 - تفصيل الناقض الأول من هذه النواقض: ((الشرك)):

- ‌النوع الأول: شرك أكبر يخرج من الملة [

- ‌1 - شرك الدعوة:

- ‌2 - شرك النية

- ‌3 - شرك الطاعة:

- ‌4 - شرك المحبة:

- ‌النوع الثاني من أنواع الشرك: شرك أصغر لا يخرج من الملة [

- ‌النوع الثالث من أنواع الشرك: شرك خفي:

- ‌2 - تفصيل الناقض الرابع:

- ‌3 - أنواع النفاق:

- ‌(أ) نفاق اعتقادي يُخرج من الملَّة، وهو ستة أنواع:

- ‌(ب) النوع الثاني النفاق العملي لا يخرج من الملَّة، وهو خمسة أنواع:

- ‌4 - الأمور المبتدعة عند القبور أنواع:

- ‌النوع الأول:

- ‌النوع الثاني:

- ‌النوع الثالث:

- ‌المبحث الرابع: أصول نواقض الشهادتين

- ‌القسم الأول:

- ‌1 - الردة القولية:

- ‌2 - الردة الفعلية:

- ‌3 - الردة العقدية:

- ‌4 - الردة بالشك:

- ‌القسم الثاني

- ‌الفصل الرابع: دعوة المشركين والوثنيين إلى كلمة التوحيد

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: الحجج العقلية القطعية على إثبات ألوهية الله تعالى

- ‌ يستحيل وجود مرادهما معاً

- ‌إذا لم يحصل مراد واحد منهما لزم عجز كل منهما

- ‌ النافذ مراده هو الإله القادر والآخر عاجز

- ‌ واتفاقهما على مراد واحد في جميع الأمور غير ممكن

- ‌المبحث الثاني: ضعف جميع المعبودات من دون الله من كل الوجوه

- ‌المبحث الثالث: ضرب الأمثال

- ‌1 - قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ

- ‌2 - ومن أحسن الأمثال وأدلّها على بطلان الشرك

- ‌المبحث الرابع: الكمال المطلق للإله الحق المستحق للعبادة وحده

- ‌1 - المتفرد بالألوهية:

- ‌5 - إحاطة علمه بكل شيء

- ‌المبحث الخامس: بيان الشفاعة المثبتة والمنفيّة

- ‌الشفاعة لغة:

- ‌واصطلاحاً:

- ‌أولاً: ليس المخلوق كالخالق

- ‌ثانياً: الشفاعة شفاعتان: مثبتة ومنفية:

- ‌1 - الشفاعة المثبتة: وهي التي تُطلب من الله، ولها شرطان:

- ‌الشرط الأول:

- ‌الشرط الثاني:

- ‌2 - الشفاعة المنفية:

- ‌ثالثاً: الاحتجاج على من طلب الشفاعة

- ‌المبحث السادس: الإله الحق سخر جميع ما في الكون لعباده

- ‌أولاً: على وجه الإجمال:

- ‌ثانياً: على وجه التفصيل:

- ‌الرسالة الثانية: بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ولزوم اتباعها

- ‌المبحث الأول: مفهومُ عقيدة أهلِ السنةِ والجماعة

- ‌أولاً: مفهوم العقيدة لغةً:

- ‌ثانياً: مفهوم العقيدة اصطلاحًا:

- ‌ثالثاً: مفهوم أهل السُّنَّة:

- ‌رابعاً: مفهوم الجماعة:

- ‌خامساً: أسماءُ أهلِ السُّنَّة وصِفَاتُهُم:

- ‌1 - أهل السنة والجماعة:

- ‌2 - الفرقة الناجية:

- ‌3 - الطائفة المنصورة:

- ‌4 - المعتصمون المتمسكون بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - القدوة الصالحة

- ‌المبحث الثاني: أصولُ أهلِ السُّنّةِ والجماعة

- ‌الأصل الأول: الإيمان بالله عز وجل

- ‌الأول: الإيمان بوجود الله عز وجل

- ‌الثاني: الإيمان بالربوبية

- ‌الثالث: الإيمان بالألوهية

- ‌الرابع: الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا:

- ‌الأصل الثاني: الإيمان بالملائكة:

- ‌1 - الإيمان بوجودهم

- ‌2 - الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه

- ‌3 - الإيمان بما علمنا به من صفاتهم

- ‌4 - الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله عز وجل

- ‌الأصل الثالث: الإيمان بالكتب:

- ‌الأصل الرابع: الإيمان بالرسل:

- ‌الأصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر:

- ‌2 - الإيمان بفتنة القبر

- ‌3 - الإيمان بنعيم القبر وعذابه:

- ‌4 - القيامة الكبرى:

- ‌5 - الميزان الذي توزن به الأعمال

- ‌6 - الدَّواوين وتطاير الصُّحف

- ‌7 - الحساب

- ‌8 - الحوض

- ‌9 - الصِّراط

- ‌10 - الشفاعة وهي سؤال الخير للغير

- ‌11 - الجنة والنار

- ‌الأصل السادس: الإيمان بالقدر خيره وشره:

- ‌1 - الإيمان بأنَّ الله تعالى علم أحوالَ عباده

- ‌2 - كتابتهُ عز وجل لكل المقادير

- ‌3 - الإيمان بمشيئة الله النافذة

- ‌1 - التقدير الشامل

- ‌2 - كتابة الميثاق

- ‌3 - التقدير العُمُري:

- ‌4 - التقدير السنوي

- ‌5 - التقدير اليومي

- ‌4 - الإيمان بأن الله هو الخالق لكل شيء وما سواه مخلوق له

- ‌أمور تدخل في الإيمان

- ‌1 - يدخل في الإيمان بالله الإيمان الصادق بجميع ما أوجبه الله على عباده وفرضه عليهم

- ‌المبحث الثالث: وسطيّةُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعة

- ‌أولاً: أهل السنة وسط في باب صفات الله عز وجل بين أهل التعطيل وأهل التمثيل:

- ‌ثانياً: أهل السنة وسط في باب أفعال العباد بين الجبرية والقدرية:

- ‌ثالثاً: أهل السنة وسط في باب وعيد الله بين الوعيدية والمرجئة:

- ‌رابعاً: أهل السنة وسط في باب أسماء الدين والإيمان والأحكام بين الخوارج والمعتزلة، وبين المرجئة والجهمية:

- ‌خامساً: أهل السُّنّة وسط في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروافض والخوارج:

- ‌سادساً: أهل السنة وسط في التعامل مع العلماء:

- ‌سابعاً: أهل السنة وسط في التعامُلِ مع ولاة الأمور:

- ‌المبحث الرابع: أخلاق أهل السنة والجماعة

- ‌أولاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌ثانياً: النَّصيحة:

- ‌ثالثاً: يرحمون إخوانهم المسلمين ويحثُّون على مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال

- ‌الرسالة الثالثة: اعتقاد الفرقة الناجية في الإيمان، وأسماء الله وصفاته

- ‌المبحث الأول: تعريف الفرقة الناجية: ((أهل السنة والجماعة))

- ‌المبحث الثاني: أركان الإيمان عند الفرقة الناجية

- ‌أولاً: الإيمان بالله تعالى:

- ‌ثانياً: الإيمان بالملائكة:

- ‌ثالثاً: الإيمان بالكتب:

- ‌رابعاً: الإيمان بالرسل:

- ‌خامساً: الإيمان بالبعث بعد الموت:

- ‌سادساً: الإيمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى:

- ‌المبحث الثالث: مذهب أهل السنة والجماعة في صفات الله تعالى إجمالاً

- ‌أولاً: التحريف:

- ‌ثانياً: التعطيل:

- ‌أنواع التعطيل

- ‌ثالثاً: التكييف:

- ‌رابعاً: التمثيل:

- ‌المبحث الرابع: الإلحاد في أسماء الله وصفاته:

- ‌المبحث الخامس: طريقة أهل السنة والجماعة في النفي والإثبات

- ‌المبحث السادس: مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته تفصيلاً

- ‌المبحث السابع: آيات الصفات وأحاديثها

- ‌1 - صفة العزة:

- ‌2 - صفة الإحاطة:

- ‌3 - صفة العلم

- ‌ 4 - صفة الحكمة

- ‌ 5 - صفة الخبرة:

- ‌6 - صفة الرزق

- ‌ 7 - والقوة

- ‌ 8 - والمتانة:

- ‌9 - صفة السمع

- ‌ 10 - صفة البصر:

- ‌11 - صفة الإرادة

- ‌ 12 - والمشيئة:

- ‌والإرادة نوعان:

- ‌1 - إرادة كونية

- ‌2 - إرادة شرعية

- ‌الفرق بين الإرادتين:

- ‌13 - صفة المحبة

- ‌ 14 - والمودة:

- ‌15 - صفة الرحمة

- ‌ 16 - والمغفرة:

- ‌17 - صفة الرضى

- ‌ 18 - والغضب

- ‌ 19 - والسخط

- ‌ 20 - واللعن

- ‌ 21 - والكراهية

- ‌ 22 - والأسف

- ‌ 23 - والمقت:

- ‌24 - مجيء الله

- ‌ 25 - وإتيانه:

- ‌26 - صفة الوجه

- ‌ 27 - واليدين

- ‌ 28 - والعينين:

- ‌29 - صفة المكر

- ‌ 30 - والكيد:

- ‌31 - صفة العفو

- ‌ 32 - والمغفرة

- ‌ 33 - والعزة

- ‌ 34 - والقدرة:

- ‌35 - صفة الاستواء

- ‌ 36 - والعلو:

- ‌37 - صفة المعيّة

- ‌ المعيّة معيّتان:

- ‌1 - معيّة الله لجميع المخلوقات

- ‌2 - معيّة خاصة لأهل الإيمان

- ‌38 - صفة الكلام

- ‌39 - رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة:

- ‌40 - نزول الله إلى السماء الدنيا كل ليلة:

- ‌42 - صفة الضحك

- ‌43 - صفة العجب:

- ‌44 - صفة قَدَم الرحمن:

- ‌الصفات تنقسم إلى فعلية وذاتية

- ‌القسم الأول:

- ‌القسم الثاني:

- ‌قد تكون الصفات ذاتية فعلية باعتبارين

- ‌المبحث الثامن: وسطية أهل السنة والجماعة

- ‌أولاً: توسط أهل السنة بين فرق الضلال في باب صفات الله تعالى

- ‌ثانياً: توسّط أهل السنة في باب أفعال العباد بين الجبرية والقدرية

- ‌ثالثاً: أهل السنة وسط في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية

- ‌رابعاً: أهل السُّنَّة وسط في باب أسماء الإيمان والدِّين بين الحرورية، والمعتزلة، وبين المرجئة، والجهمية

- ‌1 - الحرورية

- ‌2 - المعتزلة

- ‌خامساً: أهل السنة وسط في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج والنواصب

- ‌المبحث التاسع: اليوم الآخر

- ‌أولاً: الإيمان بفتنة القبر

- ‌ثانياً: نعيم القبر وعذابه:

- ‌ثالثاً: القيامة الكبرى:

- ‌رابعاً: الميزان:

- ‌خامساً: الدواوين وتطاير الصحف:

- ‌سادساً: الحساب:

- ‌سابعاً: الحوض المورود:

- ‌ثامناً: الصِّراط وبعده القنطرة بين الجنة والنار:

- ‌تاسعاً: الشفاعة

- ‌1 - الشَّفاعة العظمى

- ‌2 - شفاعته صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة أن يدخلوها

- ‌3 - شفاعته صلى الله عليه وسلم

- ‌عاشراً: الجنة والنار

- ‌المبحث العاشر: القدر ومراتبه

- ‌المرتبة الأولى: الإيمان بأنّ الله تعالى علم بما الخلق عاملون به بعلمه الأزلي الأبد

- ‌المرتبة الثانية: كتابة الله لجميع الأشياء في اللَّوح المحفوظ:

- ‌المرتبة الثالثة: المشيئة النافذة التي لا يردها شيء

- ‌المرتبة الرابعة: الخلق كُلُّهُ لله تعالى

- ‌الإيمان بكتابة المقادير يدخل فيه خمسة تقادير:

- ‌أقلام المقادير التي دلت عليها السنة

- ‌المبحث الحادي عشر: مذهب أهل السنة في الإيمان والدين

- ‌الظَّالم لنفسه

- ‌المقتصد

- ‌السَّابق بالخيرات

- ‌المبحث الثاني عشر: مذهب أهل السُّنَّة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأهل بيته

- ‌المبحث الثالث عشر: مذهب أهل السنة والجماعة في كرامات الأولياءوأهل السنة يؤمنون بكرامات الأولياء

- ‌المبحث الرابع عشر: طريقة أهل السنة الاتّباع

- ‌المبحث الخامس عشر: أصول أهل السنة

- ‌1 - كتاب الله عز وجل الذي هو خير الكلام

- ‌2 - سنة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث السادس عشر: من أخلاق أهل السنة والجماعة

- ‌ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌ الإدانة بالنصيحة

- ‌ المؤمن للمؤمن كالبنيان

- ‌الرسالة الرابعة: شرح أسماء الله الحسنى

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: أسماء الله تعالى توقيفية

- ‌المبحث الثاني: أركان الإيمان بالأسماء الحُسنى

- ‌المبحث الثالث: أقسام ما يوصف به الله تعالى

- ‌المبحث الرابع: دلالة الأسماء الحُسنى ثلاثة أنواع:

- ‌المبحث الخامس: حقيقة الإلحاد في أسماء الله تعالى

- ‌المبحث السادس: إحصاء الأسماء الحُسنى أصلٌ للعلم

- ‌المبحث السابع: أسماء الله كلها حُسنى

- ‌المبحث الثامن: أسماء الله تعالى منها ما يطلق عليه مفرداً ومقترناً بغيره ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده بل مقروناً بمقابله

- ‌المبحث التاسع: من أسماء الله الحُسنى ما يكون دالاً على عدة صفات

- ‌المبحث العاشر: الأسماء الحُسنى التي ترجع إليها جميع الأسماء والصفات

- ‌المبحث الحادي عشر: أسماء الله وصفاته مختصة به، واتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات

- ‌المبحث الثاني عشر: أمور ينبغي أن تُعْلَم

- ‌المبحث الثالث عشر: مراتب إحصاء أسماء الله الحُسنى التي من أحصاها دخل الجنة

- ‌المبحث الرابع عشر: الأسماء الحسنى لا تُحدُّ بعدد

- ‌المبحث الخامس عشر: شرح أسماء الله الحُسنى

- ‌1 - الأوَّلُ

- ‌ 2 - الآخِرُ

- ‌ 3 - الظاهِرُ

- ‌ 4 - الباطِنُ

- ‌5 - العَليُّ

- ‌ 6 - الأعلى

- ‌ 7 - المتعالِ

- ‌8 - العظيمُ

- ‌9 - المجيدُ

- ‌10 - الكبيرُ

- ‌11 - السَّميعُ

- ‌12 - البصيرُ

- ‌13 - العَليمُ

- ‌ 14 - الخبيرُ

- ‌15 - الحميدُ

- ‌16 - العزيزُ

- ‌17 - القديرُ

- ‌18 - القادرُ

- ‌19 - المُقتدرُ

- ‌20 - القويُّ

- ‌21 - المتينُ

- ‌22 - الغَنِيُّ

- ‌23 - الحكيمُ

- ‌24 - الحَليمُ

- ‌25 - العفوُّ

- ‌ 26 - الغفورُ

- ‌ 27 - الغفَّارُ

- ‌28 - التَّوَّابُ

- ‌29 - الرَّقيبُ

- ‌30 - الشَّهيدُ

- ‌31 - الحفيظ

- ‌32 - اللَّطيفُ

- ‌33 - القريبُ

- ‌34 - المُجيبُ

- ‌35 - الوَدودُ

- ‌36 - الشَّاكرُ

- ‌ 37 - الشَّكورُ

- ‌38 - السَّيِّدُ

- ‌ 39 - الصَّمدُ

- ‌40 - القاهِرُ

- ‌ 41 - القهَّارُ

- ‌43 - الحَسيبُ

- ‌44 - الهادي

- ‌45 - الحَكمُ

- ‌46 - القُدُّوسُ

- ‌ 47 - السَّلامُ

- ‌48 - البَرُّ

- ‌ 49 - الوَهَّابُ

- ‌50 - الرَّحمنُ

- ‌ 51 - الرَّحيمُ

- ‌ 52 - الكريمُ

- ‌ 53 - الأكرمُ

- ‌ 54 - الرَّءوفُ

- ‌55 - الفتَّاحُ

- ‌56 - الرَّزاقُ

- ‌ 57 - الرَّازقُ

- ‌58 - الحيُّ

- ‌ 59 - القيُّومُ

- ‌60 - نورُ السمواتِ والأرض

- ‌61 - الرَّبُّ

- ‌62 - الله

- ‌63 - الملِكُ

- ‌ 64 - المليكُ

- ‌ 65 - مالكُ الملكِ

- ‌66 - الواحِدُ

- ‌ 67 - الأحدُ

- ‌68 - المُتَكَبِّرُ

- ‌69 - الخالقُ

- ‌ 70 - البارئُ

- ‌ 71 - المُصوِّرُ

- ‌ 72 - الخلَاّقُ

- ‌74 - المُهيمِنُ

- ‌75 - المُحيطُ

- ‌76 - المُقيتُ

- ‌77 - الوَكيلُ

- ‌78 - ذو الجلالِ والإكرامِ

- ‌79 - جامعُ الناسِ ليومٍ لا ريبَ فيه

- ‌80 - بديعُ السموات والأرض

- ‌81 - الكافي

- ‌82 - الواسِعُ

- ‌83 - الحقُّ

- ‌84 - الجَميلُ

- ‌85 - الرَّفيقُ

- ‌86 - الحَييُّ

- ‌ 87 - السِّتِّيرُ

- ‌88 - الإلهُ

- ‌89 - القابضُ

- ‌ 90 - الباسِطُ

- ‌ 91 - المُعطي

- ‌92 - المُقَدِّمُ

- ‌ 93 - المُؤَخِّرُ

- ‌95 - المنَّانُ

- ‌96 - الوليُّ

- ‌99 - الشَّافِي

- ‌النوع الأول: شفاء القلوب والأرواح

- ‌النوع الثاني شفاء الله للأجساد والأبدان:

- ‌المبحث السادس عشر: من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في الأسماء الحسنى

- ‌فتوى رقم 3862 وتاريخ 12/ 8/1401ه

- ‌الرسالة الخامسة: الفوز العظيم والخسران المبين

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأول: مفهوم الفوز العظيم والخسران المبين

- ‌أولاً: مفهوم الفوز العظيم:

- ‌ثانياً: الخسران المبين:

- ‌المبحث الثاني: التبشير بالجنة والإنذار من النار

- ‌أولاً: الترغيب في الجنة:

- ‌ثانياً: الإنذار من النار:

- ‌المبحث الثالث: أسماء الجنة وأسماء النار

- ‌أولاً: أسماء الجنة:

- ‌ثانياً: أسماء النار:

- ‌المبحث الرابع: مكان الجنة ومكان النار

- ‌أولاً: مكان الجنة:

- ‌ثانياً: مكان النار:

- ‌المبحث الخامس: وجود الجنة والنار الآن

- ‌المبحث السادس: السَّوْقُ إلى الجنة وإلى النار

- ‌أولاً: سَوْقُ المؤمنين إلى الجنة:

- ‌ثانياً: سَوْقُ الكافرين إلى النار:

- ‌المبحث السابع: أبواب الجنة وأبواب النار

- ‌أولاً: أبواب الجنة ثمانية:

- ‌ثانياً: أبواب النار:

- ‌المبحث الثامن: حجاب الجنة وحجاب النار

- ‌المبحث التاسع: أول من يدخل الجنة وأول من يدخل النار

- ‌أولاً: أول داخل إلى الجنة:

- ‌1 - أول من يدخل الجنة: محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - الفقراء:

- ‌ثانياً: أول من يُقضى عليه يوم القيامة

- ‌المبحث العاشر: تحية أهل الجنة وتحية أهل النار

- ‌أولاً: تحية أهل الجنة:

- ‌ثانياً: تحية أهل النار:

- ‌المبحث الحادي عشر: أكثر أهل الجنة وأكثر أهل النار

- ‌أولاً: أكثر أهل الجنة:

- ‌1 ـ أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌2 ـ الفقراء:

- ‌3 ـ النساء:

- ‌ثانياً: أكثر أهل النار:

- ‌1 ـ يأجوج ومأجوج:

- ‌2 ـ النساء:

- ‌المبحث الثاني عشر: درجات الجنة ودركات النار

- ‌أولاً: درجات الجنة:

- ‌ثانياً: دركات النار وعمقها:

- ‌المبحث الثالث عشر: أدنى أهل الجنة منزلةً، وأهون أهل النار عذاباً

- ‌أولاً: أدنى أهل الجنة منزلة:

- ‌ثانياً: أهون أهل النار عذاباً وشدة حرارتها، وتفاوتهم فيها:

- ‌المبحث الرابع عشر: لباس أهل الجنة ولباس أهل النار

- ‌أولاً: لباس أهل الجنة:

- ‌ثانياً: لباس أهل النار:

- ‌المبحث الخامس عشر: فُرُشُ أهل الجنة وَفُرُشُ أهل النار

- ‌أولاً: فرش أهل الجنة جعلنا الله من أهلها:

- ‌ثانياً: فرش أهل النار ولحفهم:

- ‌المبحث السادس عشر: طعام أهل الجنة وطعام أهل النار

- ‌أولاً: طعام أهل الجنة:

- ‌ثانياً: طعام أهل النار:

- ‌المبحث السابع عشر: شراب أهل الجنة وأنهارها وشراب أهل النار

- ‌أولاً: شراب أهل الجنة وأنهارها:

- ‌1 - شراب أهل الجنة:

- ‌2 - أنهار الجنة:

- ‌ثانياً: شراب أهل النار أعاذنا الله منها:

- ‌المبحث الثامن عشر: قصور أهل الجنة ومساكن أهل النار

- ‌أولاً: قصور أهل الجنة وخيامهم وغرفهم:

- ‌ثانياً: مساكن أهل النار وسلاسلهم وأنكالهم ومقامعهم:

- ‌المبحث التاسع عشر: عِظم أجسام أهل الجنة، وعِظم أجسام أهل النار

- ‌أولاً: عظم أجسام أهل الجنة، وأعمارهم، وقُوَّتهم:

- ‌ثانياً: عظم أجسام أهل النار وأضراسهم وغلظ جلودهم:

- ‌المبحث العشرون: أشجار الجنة وظلّها، وأشجار النار وظلها

- ‌أولاً: أشجار الجنة وظلها:

- ‌ثانياً: أشجار النار وظلها:

- ‌المبحث الحادي والعشرون: خدم أهل الجنة، وزبانية أهل النار

- ‌أولاً: خدم أهل الجنة وخزنتها:

- ‌ثانياً: زبانية أهل النار وخزنتها:

- ‌المبحث الثاني والعشرون: اجتماع المؤمنين بأحبتهم، وفراق أهل النار لأحبتهم

- ‌أولاً: اجتماع المؤمنين بأهليهم وذرياتهم:

- ‌ثانياً: فراق أهل النار لأحبتهم وأهليهم:

- ‌المبحث الثالث والعشرون: نعيم أهل الجنة النفسي، وعذاب أهل النار النفسي

- ‌أولاً: النعيم النفسي لأهل الجنة:

- ‌ثانياً: العذاب النفسي لأهل النار:

- ‌المبحث الرابع والعشرون: أعظم نعيم أهل الجنة، وأعظم نعيم أهل النار

- ‌أولاً: أعظم نعيم أهل الجنة:

- ‌ثانياً: أعظم عذاب أهل النار:

- ‌المبحث الخامس والعشرون: الطريق إلى الجنة، والطُّرُق إلى النار

- ‌أولاً: الطريق إلى الجنة:

- ‌ثانياً: الطُّرُقُ إلى النار:

- ‌الرسالة السادسة: النور والظلمات في الكتاب والسنة

- ‌التمهيد:

- ‌المبحث الأول: النور والظلمات في الكتاب الكريم

- ‌ الناس قسمان:

- ‌القسم الأول: أهل الهدى والبصائر

- ‌القسم الثاني: أهل الجهل والظلم، وهؤلاء قسمان:

- ‌1 - الذين يحسبون أنهم على علم وهدى

- ‌2 - أصحاب الظلمات، وهم المنغمسون في الجهل

- ‌ الناس في الهدى الذي بعث الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم أربعة أقسام:

- ‌ القسم الأول: قبلوه ظاهراً وباطناً، وهم نوعان:

- ‌ النوع الأول: أهل الفقه فيه، والفهم

- ‌ النوع الثاني: حفظوه، وضبطوه وبلّغوا ألفاظه إلى الأمة

- ‌ القسم الثاني: من ردّه ظاهراً وباطناً، وكفر به، ولم يرفع به رأساً، وهؤلاء أيضاً نوعان:

- ‌النوع الأول: عرفه وتيقَّن صحته، وأنه حق، ولكن حمله الحسد، والكِبر

- ‌النوع الثاني: أتباع هؤلاء الذين يقولون هؤلاء سادتنا وكبراؤنا

- ‌ القسم الثالث: الذين قبلوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وآمنوا به ظاهراً

- ‌النوع الأول: من أبصر ثم عمي

- ‌النوع الثاني: ضعفاء البصائر

- ‌ القسم الرابع: يكتمون إيمانهم في أقوامهم، ولا يتمكنون من إظهاره

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌المبحث الثاني: النور والظلمات في السنة النبوية

- ‌((القلوب أربعة:

- ‌قلب أجرد فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن

- ‌فالقلب الأجرد: المتجرِّد مما سوى الله سبحانه وتعالى

- ‌والقلب الأغلف: قلب الكافر، لأنه داخل في غلافه وغشائه

- ‌القلب المنكوس المكبوب: قلب المنافق

- ‌20 - قال يهودي للنبي صلى الله عليه وسلم: أين يكون الناس يوم تُبدَّل الأرض

- ‌الرسالة السابعة: نور التوحيد وظلمات الشرك

- ‌التمهيد

- ‌المبحث الأول: نور التوحيد

- ‌المطلب الأول: مفهوم التوحيد:

- ‌المطلب الثاني: البراهين الساطعات في إثبات التوحيد

- ‌أولاً: قال الله عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ *

- ‌ثانياً: قال سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً

- ‌ثالثاً: قال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ

- ‌رابعاً: قال الله سبحانه وتعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَاّ تَعْبُدُواْ إِلَاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}

- ‌خامساً: الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يقولون لأممهم: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا الله مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}

- ‌سادساً: قال سبحانه وتعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}

- ‌سابعاً: قال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لله رَبِّ الْعَالَمِين *

- ‌ثامناً: عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: له: ((يا معاذ هل تدري ما حق الله على عباده))

- ‌تاسعاً: عن عتبان بن مالك رضي الله عنه، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثالث: أنواع التوحيد

- ‌النوع الأول: التوحيد الخبري العلمي الاعتقادي

- ‌النوع الثاني: التوحيد الطلبي القصدي الإرادي:

- ‌ أنواع التوحيد على التفصيل ثلاثة أنواع

- ‌النوع الأول: توحيد الربوبية

- ‌النوع الثاني: توحيد الأسماء والصفات:

- ‌النوع الثالث: توحيد الإلهية

- ‌المطلب الرابع: ثمرات التوحيد وفوائده

- ‌أولاً: خير الدنيا والآخرة من فضائل التوحيد

- ‌ثانياً: التوحيد هو السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة

- ‌ثالثاً: التوحيد الخالص يثمر الأمن التام في الدنيا والآخرة

- ‌رابعاً: يحصل لصاحبه الهدى الكامل، والتوفيق لكل أجر وغنيمة

- ‌خامساً: يغفر الله بالتوحيد الذنوب، ويكفّر به السيئات

- ‌سادساً: يدخل الله به الجنة

- ‌سابعاً: التوحيد يمنع دخول النار بالكلية إذا كمل في القلب

- ‌ثامناً: يمنع الخلود في النار إذا كان في القلب منه أدنى حبة

- ‌تاسعاً: التوحيد هو السبب الأعظم في نيل رضا الله وثوابه

- ‌عاشراً: جميع الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها

- ‌الحادي عشر: يُسَهِّل على العبد فعل الخيرات، وترك المنكرات

- ‌الثاني عشر: التوحيد إذا كَمُل في القلب حبّب الله لصاحبه الإيمان

- ‌الثالث عشر: التوحيد يخفف عن العبد المكاره، ويهوِّن عليه الآلام

- ‌الرابع عشر: يحرِّر العبد من رِقّ المخلوقين والتعلُّقِ بهم

- ‌الخامس عشر: التوحيد إذا كَمُلَ في القلب

- ‌السادس عشر: تكفَّل الله لأهل التوحيد بالفتح، والنصر في الدنيا

- ‌السابع عشر: الله عز وجل يدفع عن الموحِّدين

- ‌المبحث الثاني: ظلمات الشرك

- ‌المطلب الأول: مفهوم الشرك

- ‌المطلب الثاني: البراهين الواضحات في إبطال الشرك

- ‌أولاً: كل من دعا نبيًّا، أو وليًّا، أو مَلَكًا، أو جنيًّا

- ‌ثانياً: من البراهين القطعية التي ينبغي تبيينها وتوضيحها

- ‌ثالثاً: من المعلوم عند جميع العقلاء أن كل ما عُبِدَ من دون الله من الآلهة ضعيف من كل الوجوه

- ‌رابعاً: من المعلوم يقينًا أن ما يعبده المشركون من دون الله:

- ‌خامساً: وقد أوضح الله تعالى، وبيّن سبحانه أن ما عُبِدَ من دونه قد توافرت فيهم جميع أسباب العجز

- ‌سادساً: قال الله عز وجل: {قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ الله

- ‌سابعاً: قال سبحانه وتعالى: {وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ الله مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ

- ‌ثامناً: قال الله عز وجل: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ الله

- ‌تاسعاً: ضرب الأمثال من أوضح وأقوى أساليب الإيضاح والبيان

- ‌1 - قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ

- ‌2 - ومن أحسن الأمثال وأدلّها على بطلان الشرك

- ‌3 - ومن أبلغ الأمثال التي تُبيّن أن المشرك قد تشتّت شمله

- ‌عاشراً: الذي يستحق العبادة وحده من يملك القدرة على كل شيء

- ‌1 - المتفرِّد بالألوهية:

- ‌2 - وهو الإله الذي خضع كل شيء لسلطانه

- ‌3 - وهو الإله الذي بيده النفع والضرّ

- ‌4 - وهو القادر على كل شيء

- ‌5 - إحاطة علمه بكل شيء

- ‌المطلب الثالث: الشفاعة

- ‌أولاً: مفهوم الشفاعة لغةً:

- ‌ثانيًا: يُرَدُّ على من طلب الشفاعة من غير الله تعالى بالأقوال الحكيمة الآتية:

- ‌1 - ليس المخلوق كالخالق

- ‌ الوسائط بين الملوك وبين الناس

- ‌الوجه الأول: إما لإخبارهم عن أحوال الناس بما لا يعرفونه

- ‌الوجه الثاني: أو يكون الملِكُ عاجزًا عن تدبير رعيته

- ‌الوجه الثالث: أو يكون الملك لا يُريدُ نفع رعيته

- ‌2 - الشفاعة: شفاعتان:

- ‌الشفاعة الأولى: الشفاعة المثبتة:

- ‌الشرط الأول: إذن الله للشّافع أن يشفع

- ‌الشرط الثاني: رضا الله عن الشّافع والمشفوع له

- ‌الشفاعة الثانية: الشفاعة المنفية:

- ‌3 - الاحتجاج على من طلب الشفاعة من غير الله

- ‌المطلب الرابع: مسبغ النعم المستحق للعبادة

- ‌أولاً: على وجه الإجمال:

- ‌ثانيًا: على وجه التفصيل:

- ‌المطلب الخامس: أسباب ووسائل الشرك

- ‌أولاً: الغلو في الصالحين هو سبب الشرك بالله تعالى

- ‌ثانياً: الإفراط في المدح والتجاوز فيه

- ‌ثالثاً: بناء المساجد على القبور، وتصوير الصُّوَر فيها:

- ‌رابعاً: اتخاذ القبور مساجد:

- ‌خامساً: إسراج القبور وزيارة النساء لها:

- ‌سادساً: الجلوس على القبور والصلاة إليها:

- ‌سابعاً: اتخاذ القبور عيدًا، وهجر الصلاة في البيوت

- ‌ثامناً: الصور وبناء القباب على القبور:

- ‌تاسعاً: شدّ الرّحال إلى غير المساجد الثلاثة:

- ‌عاشراً: الزيارة البدعية للقبور من وسائل الشرك

- ‌النوع الأول: زيارة شرعية

- ‌1 - من يسأل الميت حاجته

- ‌2 - من يسأل الله تعالى بالميت

- ‌3 - من يظنّ أن الدعاء عند القبور مُستجاب

- ‌الحادي عشر: الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها

- ‌الخلاصة:

- ‌المطلب السادس: أنواع الشرك وأقسامه

- ‌أولاً: الشرك أنواع، منها

- ‌النوع الأول: شرك أكبر يُخرج من الملّة

- ‌القسم الأول: شرك الدعوة:

- ‌القسم الثاني: شرك النية والإرادة والقصد:

- ‌القسم الثالث: شرك الطاعة:

- ‌القسم الرابع: شرك المحبة:

- ‌النوع الثاني: شرك أصغر لا يُخرج من الملة

- ‌ الشرك الأصغر قسمان:

- ‌القسم الأول: شرك ظاهر

- ‌النوع الأول: الألفاظ:

- ‌القسم الثاني من الشرك الأصغر: شرك خفي

- ‌النوع الأول: الرياء، والسمعة

- ‌‌‌النوع الثاني: إرادة الإنسان بعمله الدنيا:

- ‌النوع الثاني: إرادة الإنسان بعمله الدنيا:

- ‌ثانيًا: الفروق بين الشرك الأكبر والأصغر:

- ‌1 - الشرك الأكبر يخرج من الإسلام

- ‌2 - الشرك الأكبر يُخلّد صاحبه في النار

- ‌3 - الشرك الأكبر يُحبط جميع الأعمال

- ‌4 - الشرك الأكبر يُبيح الدم والمال

- ‌5 - الشرك الأكبر يوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين

- ‌المطلب السابع: أضرار الشرك وآثاره

- ‌أولاً: شرّ الدنيا والآخرة من أضرار الشرك وآثاره

- ‌ثانياً: الشرك هو السبب الأعظم لحصول الكربات في الدنيا والآخرة

- ‌ثالثاً: الشرك يسبب الخوف، وينزع الأمن في الدنيا والآخرة

- ‌رابعاً: يحصل لصاحب الشرك الضلال في الدنيا والآخرة

- ‌خامساً: الشرك الأكبر لا يغفره الله إذا مات صاحبه قبل التوبة

- ‌سادساً: الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال

- ‌سابعاً: الشرك الأكبر يوجب الله لصاحبه النار ويحرم عليه الجنة

- ‌ثامناً: الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار

- ‌تاسعاً: الشرك أعظم الظلم والافتراء

- ‌عاشراً: الله تعالى بريء من المشركين ورسولُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌الحادي عشر: الشرك هو السبب الأعظم في نيل غضب الله وعقابه

- ‌الثاني عشر: الشرك يطفئ نور الفطرة

- ‌الثالث عشر: يقضي على الأخلاق الفاضلة

- ‌الرابع عشر: يقضي على عزّة النفس

- ‌الخامس عشر: الشرك الأكبر يبيح الدم والمال

- ‌السادس عشر: الشرك الأكبر يوجب العداوة بين صاحبه وبين المؤمنين

- ‌السابع عشر: الشرك الأصغر يُنقص الإيمان

- ‌الثامن عشر: الشرك الخفي، وهو شرك الرياء، والعمل لأجل الدنيا

الفصل: ‌المبحث الثاني: النور والظلمات في السنة النبوية

يخلو مخلوق من فضله طرفة عين، ولا أقلّ من ذلك)) (1).

وقوله تعالى: {تَمْشُونَ بِهِ} ، قيل: تمشون به في الناس تدعونهم إلى الإسلام (2).

وقيل: تمشون به على الصراط (3).

وقد جمع بين هذين القولين الإمام ابن القيم رحمه الله، فقال:((وفي قوله: {تَمْشُونَ بِهِ} إعلام بأن تصرفهم وتقلّبهم الذي ينفعهم إنما هو بالنور، وأنّ مشيهم بغير نور غير مجدٍ عليهم، ولا نافع لهم، بل ضرره أكثر من نفعه، وفيه أن أهل النور هم أهل المشي، ومن سواهم أهل الزمانة والانقطاع، فلا مشي لقلوبهم، ولا لأحوالهم، ولا لأقوالهم، ولا لأقدامهم إلى الطاعات، وكذلك لا تمشي على الصراط، إذا مشت بأهل الأنوار أقدامهم، وفي قوله تعالى: {تَمْشُونَ بِهِ} نكتة بديعة، وهي أنهم يمشون على الصراط بأنوارهم، كما يمشون بها بين الناس في الدنيا، ومن لا نور له فإنه لا يستطيع أن ينقل قدماً عن قدم على الصراط، فلا يستطيع المشي أحوج ما يكون إليه)) (4).

‌المبحث الثاني: النور والظلمات في السنة النبوية

جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ذكر النور والحث على اكتسابه والترغيب

(1) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص783.

(2)

الجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 17/ 256.

(3)

تفسير البغوي، 4/ 302.

(4)

اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية، 2/ 43.

ص: 497

فيه، وسؤال الله عز وجل ذلك، وجاء ذكر الظلمات والتحذير من أسباب ذلك، ومن الأحاديث والآثار في ذلك ما يأتي:

1 -

كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه في آخر الليل إذا ذهب إلى الصلاة في المسجد: ((اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، واجعل في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً، وعظِّم لي نوراً، واجعل لي نوراً، واجعلني نوراً، اللهم أعطني نوراً، واجعل في عصبي نوراً، وفي لحمي نوراً، وفي دمي نوراً، وفي شعري نوراً، وفي بشري نوراً)) (1).

قال ابن الأثير رحمه الله: ((أراد ضياء الحق، وبيانه، كأنه قال: اللهم استعمل هذه الأعضاء منِّي في الحق، واجعل تصرفي وتقلّبي فيها على سبيل الصواب والخير)) (2).

وقال الإمام النووي رحمه الله: ((قال العلماء سأل النور في أعضائه، وجسمه، وتصرفاته، وتقلباته، وحالاته، وجملته في جهاته الست، حتى لا يزيغ شيء منها عنه)) (3).

ويزيد لك وضوحاً ما بيّنه الإمام القرطبي رحمه الله حيث قال:

(1) متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه من الليل، 7/ 191، برقم 6316، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، 1/ 525، برقم 763.

(2)

النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب النون مع الواو، مادة ((نور)) 5/ 125.

(3)

شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 291، وانظر: فتح الباري، لابن حجر، 11/ 118.

ص: 498

((يمكن أن تحمل على ظاهرها، فيكون معنى سؤاله: أن يجعل الله له في كل عضو من أعضائه نوراً يوم القيامة يستضيء به في تلك الظلم، هو ومن تبعه، أو من شاء الله ممن تبعه، والأولى أن يقال: هذه الأنوار هي مستعارة للعلم والهداية، كما قال تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ الله صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ} (1)، وكما قال تعالى:{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} (2) أي علماً وهداية))، ثم قال:((والتحقيق في معنى النور مظهرٌ ما ينسب إليه، وهو يختلف بحسبه، فنور الشمس: مظهرٌ للمبصرات، ونور القلب: كاشفٌ عن المعلومات، ونور الجوارح: ما يبدو عليها من أعمال الطاعات، فكأنه دعا بإظهار الطاعات عليها دائماً، والله أعلم)) (3).

وذكر الطيبي رحمه الله: أن معنى طلب النور للأعضاء: عضواً عضواً، أن يتحلَّى بأنوار المعرفة والطاعة، ويتعرّى عن ظلمة الجهالة والمعاصي؛ فإن الشياطين تحيط بالجهات الست بالوساوس، فكان التخلص منها بالأنوار السادَّة لتلك الجهات، وكل هذه الأنوار راجعة إلى الهداية، والبيان، وضياء الحق، وإلى مطالع هذه الأنوار يرشد قوله تعالى (4):{الله نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} إلى قوله: {نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي

(1) سورة الزمر، الآية:22.

(2)

سورة الأنعام، الآية:122.

(3)

المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 2/ 395.

(4)

انظر: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 4/ 1183، وفتح الباري، لابن حجر، 11/ 118.

ص: 499

الله لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ} (1).

2 -

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض، والصلاة نور

)) الحديث (2).

قوله صلى الله عليه وسلم: ((والصلاة نور))، قال الإمام القرطبي رحمه الله في شرح ذلك:((معناه: أن الصلاة إذا فُعِلَت بشروطها: المصححة، والمكملة نوَّرت القلب؛ بحيث تُشرق فيه أنوار المكاشفات والمعارف، حتى ينتهي أمر من يراعيها حق رعايتها أن يقول ((وجعلت قُرّة عيني في الصلاة)) (3)، أيضاً: فإنها تنوِّر بين يدي مراعيها يوم القيامة في تلك الظلم، وأيضاً: تنوِّر وجه المصلي يوم القيامة، فيكون ذا غُرّةٍ وتحجيل)) (4).

وقال الإمام النووي: ((وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((والصلاة نور)) فمعناه: أنها تمنع صاحبها من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يُستضاء به، وقيل: معناه: أن يكون أجرها نوراً لصاحبها يوم القيامة، وقيل: لإشراق أنوار المعارف، وانشراح القلب، ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها، وإقباله إلى الله تعالى، بظاهره

(1) سورة النور، الآية:35.

(2)

أخرجه مسلم، في كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، 1/ 203، برقم 223.

(3)

أخرجه الإمام أحمد في المسند، 3/ 128، 199، 285، والنسائي في كتاب عشرة النساء، باب: حب النساء، 7/ 62.

(4)

المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 1/ 476.

ص: 500

وباطنه، وقد قال الله تعالى:{وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} (1).

وقيل: معناه: أنها تكون نوراً ظاهراً على وجهه يوم القيامة، ويكون في الدنيا أيضاً على وجهه البهاء، بخلاف من لم يصلِّ، والله أعلم)) (2)، قلت: النور يشمل ذلك كله في كل ما ذُكِرَ والله أعلم.

3 -

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً (3) من فوقه، فرفع رأسه فقال:((هذا باب من السماء فُتح اليوم لم يُفتَح قطّ إلاّ اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أو تيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلاّ أُعطيته)) (4).

وقد بيّن الإمام القرطبي رحمه الله معنى ذلك: وأن قول الملك: ((أبشر بنورين)) أي أبشر بأمرين عظيمين، نيِّرين، تنير لقارئهما، وتنوِّره، وخُصّت الفاتحة بهذا؛ لأنها تضمّنت جملة معانٍ: الإيمان، والإسلام، والإحسان، وعلى الجملة فهي آخذة بأصول القواعد الدينية، والمعاقد المعارفية، وخُصّت خواتيم سورة البقرة بذلك، لِمَا تضمّنته من الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى أصحابه رضي الله عنهم، بجميل انقيادهم لمقتضاها، وتسليمهم لمعناها، وابتهالهم إلى الله، ورجوعهم إليه في جميع أمورهم، ولِمَا حصل

(1) سورة البقرة، الآية:45.

(2)

شرح النووي على صحيح مسلم، 3/ 103.

(3)

نقيضاً: أي صوتاً كصوت الباب إذا فتح. شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 339.

(4)

مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، 1/ 554، برقم 806.

ص: 501

فيها من إجابة دعواتهم، بعد أن علموها، فخفَّف عنهم، وغفر لهم، ونُصِروا، وفيها غير ذلك مما يطول تتبُّعه)) (1).

4 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذه القبور مملوءةٌ ظلمةً على أهلها، وإن الله عز وجل ينوِّرها لهم بصلاتي عليهم)) (2).

قال الطيبي رحمه الله: ((أما قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذه القبور مملوءةٌ ظلمةً)) إلى آخره، فكالأسلوب الحكيم، يعني ليس النظر في الصلاة على الميت إلى حقارته ورفعة شأنه، بل هي بمنزلة الشفاعة له، لينوَّر قبره

)) (3).

5 -

وعن أمِّ سلمة رضي الله عنها في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة عند إغماضه: ((اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه)) (4)، وهذا دعاء عظيم لأبي سلمة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له برفع الدرجة: أي: ارفع درجته واجعله في زمرة الذين هديتهم للإسلام، وكن الخليفة على من يتركه من عقبه: كأهله وأولاده، فاحفظ أمورهم ومصالحهم، ولا تكِلْهم إلى غيرك؛ فإنهم عقبة: أي الذين تأخروا عنه، ويعني بالغابرين: الباقين، كما قال الله عز وجل: {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَاّ امْرَأَتَهُ

(1) انظر: المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 2/ 434.

(2)

صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر، 2/ 659، برقم 956.

(3)

شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 4/ 1395، وانظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للملا علي القاري، 4/ 17.

(4)

مسلم، كتاب الجنائز، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر، 2/ 634، برقم 920.

ص: 502

كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ} (1): أي من الباقين في العذاب، وغبر من الأضداد، يأتي بمعنى بقي، وبمعنى ذهب (2).

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وافسح له في قبره، ونوِّر له فيه)) أي وسّع في قبره، وادفع عنه ظلمة القبر)) (3).

6 -

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماءٍ يُدعى خُمّاً بين مكة والمدينة، فَحِمَد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثم قال:((أمّا بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله: فيه الهدى والنور [وهو حبل الله المتين، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة] فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به)) فحث على كتاب الله ورغّب فيه .. )) الحديث (4).

قال الإمام النووي رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم: ((هو حبل الله)) قيل: ((المراد بحبل الله: عهده، وقيل: السبب الموصل إلى رضاه، ورحمته، وقيل: هو نوره الذي يهدي به)) (5).

ولا شك أن العمل بكتاب الله يوصل إلى رحمته، ورضاه، وهدايته

(1) سورة الأعراف، الآية:83.

(2)

انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 2/ 573، وشرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 478، وشرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 4/ 1374.

(3)

انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للملا علي القاري، 4/ 87.

(4)

مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، 4/ 1873، برقم 2408.

(5)

شرح النووي على صحيح مسلم، 15/ 191.

ص: 503

وتوفيقه، والله المستعان.

7 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في فتنة القبر، وإجابة المسلم على الأسئلة:((ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين، ثم يُنوّر له فيه)) (1)، والمعنى أنه يُوسَّع له في قبره سبعون ذراعاً في الطول وسبعون ذراعاً في العرض، ثم يجعل له النور في هذا القبر الذي وُسِّع له (2).

8 -

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نتف الشيب وقال: ((إنه نور المسلم)) (3).

9 -

وعن كعب بن مُرّة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ شاب شيبةً في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة)) (4).

(1) الترمذي، كتاب الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر 4/ 274، برقم 1071، وابن أبي عاصم، في كتاب السنة، 2/ 416، برقم 864، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 369، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1243.

(2)

انظر: تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، 4/ 683.

(3)

الترمذي، كتاب الأدب، باب ما جاء في النهي عن نتف الشيب، 5/ 125، برقم 2821، وابن ماجه، كتاب الأدب، باب نتف الشيب، 2/ 1226، برقم 3721، وأحمد في المسند، 2/ 179، 207، 210، 212،وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي،2/ 369،وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1243.

(4)

الترمذي، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله، 4/ 172، برقم 1634، والنسائي، في كتاب الزينة، باب النهي عن نتف الشيب، 8/ 136، برقم 5068، وابن حبان في صحيحه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، 7/ 251، برقم 2983، وأبو داود بنحوه، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، في كتاب الترجّل، بابٌ: في نتف الشيب، 4/ 85، برقم 4202، وأحمد في المسند، 4/ 413، 236، 6/ 20، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 3/ 248، برقم 1244، وفي صحيح سنن الترمذي، 2/ 126.

ص: 504

10 -

وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة)) (1).

11 -

وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الشيب نور المؤمن، لا يشيب رجلٌ شيبةً في الإسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة، ورُفِع بها درجة)) (2).

12 -

وعن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: ((لا تنتفوا الشيب؛ فإنه نورٌ يوم القيامة، ومن شاب شيبة في الإسلام، كُتب له بها حسنة، وحُطّ عنه بها خطيئة، ورُفِع له بها درجة)) (3).

وقد جاءت الأحاديث الكثيرة في هذا المعنى عن أكثر من عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الأحاديث الخمسة السابقة تبيّن فضل الشيب، وأنه لا يُنتف؛ لأنه نور المسلم، ووقاره؛ لأن الوقار يمنع الشخص عن الغرور والطرب، ويميل إلى الطاعة والتوبة، وتنكسر نفسه عن الشهوات، فيصير ذلك نوراً يسعى بين يديه في ظلمات الحشر إلى أن

(1) الترمذي، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في سبيل الله، 4/ 172، برقم 1635، وقال:((هذا حديث حسن صحيح))، وأخرجه ابن حبان من حديث أبي نجيح السلمي، 7/ 252، برقم 2984.

(2)

أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، 5/ 205، برقم 6387، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1243. ورواه أبو داود بنحوه، في كتاب الترجل، باب في نتف الشيب، 4/ 85، برقم 4202.

(3)

ابن حبان في صحيحه 7/ 253، برقم 2985، وحسن إسناده شعيب الأرناؤوط، وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 3/ 247، برقم 1243.

ص: 505

يدخله الجنة (1).

فالشيب يصير نفسه نوراً يهتدي به صاحبه، ويسعى بين يديه يوم القيامة، والشيب وإن لم يكن من كسب العبد، لكنه إذا كان بسبب من نحو جهاد أو خوف من الله ينزل منزلة سعيه، فيُكره نتف الشيب من نحو: لحية، وشارب، وعنفقة، وحاجب، قال النووي: لو قيل يحرم لم يبعد (2).

ومن غيّر بالسواد لا يحصل على هذا النور إلاّ أن يتوب أو يعفو الله عنه (3).

وهذا الشعر الأبيض يؤدي إلى نور الأعمال الصالحة، فيصير نوراً في قبر المسلم، ويسعى بين يديه في ظلمات حشره (4)، ويحصل هذا الفضل بشعرة واحدة بيضاء، تكون ضياء ومخلصاً عن ظلمات الموقف، وشدائده (5).

وهذا الفضل في هذه الأحاديث يرغِّب المسلم في ترك نتف الشيب، وأعظم من النتف التغيير بالسواد، فقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وحذّر منه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أُتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((غيِّروا هذا بشيء واجتنبوا السواد)) (6)، والثغامة نبت أبيض الزهر، والثمر، شُبِّه بياض الشيب به،

(1) انظر: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 9/ 2934.

(2)

انظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير، للمناوي، 6/ 156.

(3)

انظر: المرجع السابق، 6/ 157.

(4)

انظر: مرقاة المفاتيح، للملا علي القاري، 8/ 235.

(5)

انظر: تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، للمباركفوري، 5/ 261.

(6)

صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة، باب استحباب خضاب الشيب بصفرة أو حمرة وتحريمه بالسواد، 3/ 1663، برقم 4212.

ص: 506

وقيل: شجرة تبيضّ كأنها الثلجة، أو كأنها الملح (1).

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((غيّروا هذا بشيء)) أمرٌ بتغيير الشيب، قال به جماعة من: الخلفاء، والصحابة، لكن لم يَصِر أحد إلى أنه للوجوب، وإنما هو مستحبٌّ (2).

قال الإمام القرطبي رحمه الله: ((أما قولهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخضب فليس بصحيح، بل قد صحّ عنه أنه خضب بالحنّاء، وبالصّفرة)) (3)، ولعل القرطبي رحمه الله يشير إلى حديث أبي رمثة رضي الله عنه حيث قال:((أتيت أنا وأبي النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وكان قد لطّخ لحيته بالحنّاء)) (4).

وعنه رضي الله عنه قال: ((أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ورأيته قد لطّخ لحيته بالصّفرة)) (5).

وعن زيد بن أسلم قال: ((رأيت ابن عمر يُصفِّر لحيته، فقلت:

(1) المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 5/ 418.

(2)

المرجع السابق، 5/ 418، وسمعت شيخنا العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله أثناء تقريره على الحديث رقم 5073، من سنن النسائي في: 21/ 8/1418هـ يقول: ((الخضاب سنة مؤكدة وليس واجباً)).

(3)

المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 5/ 418.

(4)

النسائي، في كتاب الزينة، باب الخضاب بالحناء والكتم، 8/ 140، برقم 5083، وأبو داود، كتاب الترجل، باب في الخضاب، 4/ 86، برقم 4206، وصححه الألباني في صحيح النسائي،

3/ 1044.

(5)

النسائي، كتاب الزينة، باب الخضاب بالحناء والكتم، 8/ 140، برقم 5084، وأبو داود في كتاب الترجل، باب في الخضاب، 4/ 86، برقم 4208، وصححه الألباني في صحيح النسائي،

3/ 1044، وفي مختصر الشمائل المحمدية، ص40 - 41، برقم 36 - 37.

ص: 507

يا أبا عبد الرحمن، تُصفِّر لحيتك بالخلوق؛ قال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصفِّر بها لحيته ولم يكن شيء من الصبغ أحب إليه منها)) (1)، وهذا من فعله صلى الله عليه وسلم، أما من قوله فقد ثبت عنه أحاديث:

فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحسن ما غيرتم به الشيب: الحناءُ والكتم)) (2).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد خضب بالحناء فقال: ((ما أحسن هذا؟))، قال: فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال: ((هذا أحسن من هذا))، قال: فمر آخر قد خضب بالصفرة فقال: ((هذا أحسن من هذا كله)) (3).

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس النعال السبتية، ويصفِّر لحيته بالورس والزعفران، وكان ابن عمر يفعله)) (4).

وسمعت شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله

(1) النسائي، كتاب الزينة، باب الخضاب بالصفرة، 8/ 140، برقم 1085، وصححه الألباني، في صحيح سنن النسائي، 3/ 1044.

(2)

النسائي، كتاب الزينة، باب الخضاب بالحناء والكتم، 8/ 139، برقم 5077 - 5080، ومن حديث عبد الله بن بريدة، برقم 5081 - 5082، وأخرجه أبو داود، كتاب الترجل، باب الخضاب، 4/ 85، برقم 4205.

(3)

أبو داود، كتاب الترجل، باب ما جاء في خضاب الصفرة، 4/ 86، برقم 4211، وقال العلامة الألباني في تحقيقه لمشكاة المصابيح:((وإسناده جيد))، 2/ 1266.

(4)

النسائي، كتاب الزينة، باب تصفير اللحية بالورس والزعفران، 8/ 186، برقم 5244، وأبو داود، كتاب الترجل، باب ما جاء في خضاب الصفرة، 4/ 86، برقم 4210، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي، 3/ 1065، برقم 4839، وصحيح سنن أبي داود، 2/ 792.

ص: 508

يقول: ((وقد جاء التصفير عن ابن عمر في الصحيحين، ويستثنى من التزعفر: ما كان في اللحية، أو الشارب، أو الرأس)) (1)، وسمعته أيضاً يقول:((والسنة الخضاب بالحناء أو بالصفرة، أو بالحناء والكتم)) (2).

قال الإمام القرطبي رحمه الله: ((وأما الصباغ بالحناء بحتاً، وبالحناء والكتم، فلا ينبغي أن يختلف فيه؛ لصحة الأحاديث بذلك، غير أنه قد قال بعض العلماء: إن الأمر في ذلك محمول على حالين:

* أحدهما: عادة البلد، فمن كانت عادة موضعه ترك الصبغ فخروجه عن المعتاد شهرة تَقْبُح وتكره.

* وثانيهما: اختلاف حال الناس في شيبهم، فربَّ شيبة نقية هي أجمل بيضاء منها مصبوغة، وبالعكس فمن قبَّحه الخضاب اجتنبه، ومن حسنه استعمله، وللخضاب فائدتان:

إحداهما: تنظيف الشعر مما يتعلق به من الغبار والدخان.

والأخرى: مخالفة أهل الكتاب (3)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم)) (4)، ثم قال رحمه الله: ((ولكن هذا الصباغ بغير

(1) سمعته من سماحته، يوم الأحد بعد المغرب، في جامع الأميرة سارة أثناء شرحه لحديث رقم 5244، من سنن النسائي، بتاريخ 10/ 11/1418هـ.

(2)

سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم 5085، من سنن النسائي في المكان السابق، بتاريخ 24/ 8/1418هـ.

(3)

انظر: المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 420.

(4)

متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، 4/ 175، برقم 3462، ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب في مخالفة اليهود في الصبغ، 3/ 6316، برقم 2103.

ص: 509

السواد، تمسكاً بقوله صلى الله عليه وسلم:((واجتنبوا السواد))، والله أعلم (1)، وقال رحمه الله:((وقوله صلى الله عليه وسلم: ((واجتنبوا السواد)) أمر باجتناب السواد، وكرهه جماعة منهم: علي بن أبي طالب، ومالك، وهو الظاهر من هذا الحديث، وقد عُلِّلَ ذلك بأنه من باب التدليس على النساء؛ وبأنه سواد في الوجه، فيكره؛ لأنه تشبه بسيما أهل النار)) (2)، ثم ذكر رحمه الله جماعة كثيرة من السلف كانوا يخضبون بالسواد، وقال:((ولا أدري عذر هؤلاء عن حديث أبي قحافة ما هو؟ فأقل درجاته الكراهة كما ذهب إليه مالك)) (3).

قلت: أما عذر السلف الذين كانوا يخضبون بالسواد، فيحمل على أنه لم يبلغهم حديث النهي الصريح عن الصبغ بالسواد، والله أعلم. وقال الإمام النووي رحمه الله:((ومذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة، أو حمرة، ويحرم خضابه بالسواد على الأصح)) (4).

ويؤكد اختيار الإمام النووي ومن سلك مسلكه في تحريم الخضاب بالسواد ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة)) (5)، وسمعت سماحة العلامة الإمام عبد العزيز بن عبد الله

(1) المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 420.

(2)

المرجع السابق، 5/ 419.

(3)

المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 5/ 419.

(4)

شرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 325.

(5)

أبو داود، كتاب الترجل، باب ما جاء في خضاب السواد، 4/ 87، برقم 4212، والنسائي في كتاب الزينة، باب النهي عن الخضاب بالسواد، 8/ 138، برقم 5075، وأحمد في المسند،

1/ 273، وقال ابن حجر في فتح الباري، 6/ 499:((إسناده قوي))، وصحح إسناده العلامة الألباني في غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، وقال: على شرط الشيخين، ص84.

ص: 510

ابن باز رحمه الله يقول عن هذا الحديث: ((إسناده جيد، وهذا يدل على تحريم تغيير الشيب بالسواد، ويقتضي أنه كبيرة؛ لأنه وعيد)) (1).

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((كحواصل الحمام)) أي كصدور الحمام في الغالب؛ لأن صدور بعض الحمام ليست بسود (2).

ومما يدل على قُبح الخضاب بالسواد ما بيَّنه بعض السلف الذين كانوا يخضبون بالسواد حيث قيل: إنه قال:

نُسَوِّدُ أعلاها وتأبى أصُولُها

ولا خير في الأعلى إذا فسد الأصل (3)

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((والصواب أن الأحاديث في هذا الباب لا اختلاف بينها بوجه؛ فإن الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من تغيير الشيب أمران:

أحدهما: نتفه.

والثاني: خضابه بالسواد

والذي أذن فيه: هو صبغه وتغييره بغير السواد: كالحناء والصفرة، وهو الذي عمله الصحابة رضي الله عنهم

(1) سمعته منه أثناء شرحه لحديث رقم 5075، من سنن النسائي، في جامع الأميرة سارة بالبديعة، بعد مغرب يوم الأحد الموافق 21/ 8/1418هـ.

(2)

انظر: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 9/ 2933، ومرقاة المفاتيح، للملاّ علي القاري،

8/ 232.

(3)

شرح مشكل الآثار، للطحاوي، 9/ 314.

ص: 511

وأما الخضاب بالسواد فكرهه جماعة من أهل العلم، وهو الصواب بلا ريب لِمَا تقدم، وقيل للإمام أحمد: تكره الخضاب بالسواد؟ قال: إي والله، وهذه المسألة من المسائل التي حلف عليها

ورخص فيه آخرون، منهم أصحاب أبي حنيفة، وروي ذلك عن الحسن، والحسين، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن جعفر، وعقبه بن عامر، وفي ثبوته عنهم نظر، ولو ثبت فلا قول لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنته أحق بالاتباع، ولو خالفها من خالفها)) (1).

ويستخلص من الأحاديث الواردة في الشيب وخضابه ما يأتي:

أولاً: الشيب نور المسلم في الدنيا والآخرة.

ثانياً: المنع من نتف الشيب ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً: الشيب تُزاد به الحسنات.

رابعاً: الشيب تُرفع به الدرجات.

خامساً: الشيب تُحطّ به الخطايا.

سادساً: تحريم صبغ الشيب بالسواد.

سابعاً: صبغ الشيب بالحناء، أو الصفرة، أو الحناء والكتم سنة مؤكدة.

ثامناً: الحناء: لونه أحمر، والحناء والكتم: لونه بين السواد والحمرة.

تاسعاً: من صبغ الشيب بالسواد من السلف فلا دليل له من كتاب ولا سنة.

عاشراً: لا قول لأحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كائناً من كان.

الحادي عشر: الشيب له أسباب غير كبر السن، فقد يكون مبكراً؛ لخوف

(1) تهذيب ابن القيم المطبوع مع معالم السنن للخطابي، 6/ 104.

ص: 512

الله عز وجل، أو لغيره من الأسباب، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت؟ قال: ((شيبتني هودٌ، والواقعة، والمرسلات، وعمّ يتساءلون، وإذا الشمس كوِّرت)) (1).

وعن أبي جحيفة رضي الله عنه، قال: قالوا: يا رسول الله، نراك قد شبت؟ قال:((شيبتني هودٌ وأخواتها)) (2)، والله عز وجل الموفق للصواب.

13 -

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ((كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يَدْبُرنا - يريد بذلك أن يكون آخرهم - فإن يك محمد صلى الله عليه وسلم قد مات فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نوراً تهتدون به بما هدى الله محمداً صلى الله عليه وسلم)) (3).

والمقصود بالنور الذي قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:هو القرآن العظيم؛ لأن فيه الهدى والنور، فمن عمل بما فيه كان على الصراط المستقيم وعلى الحق المبين (4).

14 -

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى، ومن أخطأه ضل، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله)) (5)، وهذا الحديث يبيّن أن الله عز وجل خلق الخلق في ظلمة، وألقى

(1) الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة الواقعة، 5/ 402، برقم 3297، وحسنه، وصححه الألباني مختصر شمائل الترمذي، ص40، برقم 34.

(2)

أخرجه الترمذي في الشمائل، وصححه الألباني في مختصر الشمائل، ص40، برقم 35.

(3)

البخاري، كتاب الأحكام، باب الاستخلاف، 8/ 160، برقم 7219.

(4)

انظر: فتح الباري، لابن حجر، 13/ 209، وإرشاد الساري، للقسطلاني، 15/ 180.

(5)

الترمذي، كتاب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، 5/ 26، برقم 2642، وقال:((هذا حديث حسن))، وأخرجه أحمد، 2/ 176، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، 1/ 30، وصحح إسناده العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1076.

ص: 513

عليهم شيئاً من نوره، فمن أصابه شيء من ذلك النور اهتدى إلى طريق الجنة، ومن أخطأه ذلك النور وجاوزه ولم يصل إليه ضل وخرج عن طريق الحق؛ لأن الاهتداء والضلال قد جرى على علم الله وحكم به في الأزل لا يتغير ولا يتبدل، وجفاف القلم عبارة عنه. وقيل: من أجل عدم تغير ما جرى في الأزل تقديره: من الإيمان، والطاعة، والكفر، والمعصية، أقول: جف القلم (1).

15 -

عن أنس رضي الله عنه أن رجلين خرجا من عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، وإذا نور بين أيديهما حتى تفرّقا فتفرّق النور معهما))، وقال معمر عن ثابت عن أنس:((إن أسيد بن حضير ورجلاً من الأنصار))، وقال حماد: أخبرنا ثابت عن أنس: ((كان أسيد بن حُضير وعبّاد بن بشر عند النبي صلى الله عليه وسلم)) (2).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((فأما رواية معمر فوصلها عبد الرزاق في مصنفه عنه، ومن طريقه الإسماعيلي بلفظ: ((إن أسيد بن حضير ورجلاً من الأنصار تحدثا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا وبيد كل واحد منهما عُصية فأضاءت عصا أحدهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت عصا الآخر فمشى كل منهما في ضوء عصاه حتى بلغ أهله)

(1) تحفة الأحوذي، للمباركفوري، 7/ 401.

(2)

البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب منقبة أسيد بن حضير وعباد بن بشر،3/ 270،برقم 3805.

ص: 514

وأما رواية حماد بن سلمة فوصلها أحمد والحاكم في المستدرك بلفظ: ((إن أسيد بن حضير وعباد بن بشر كانا عند النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء حندس، فلما خرجا أضاءت عصا أحدهما فمشيا في ضوئها، فلما افترقت بهما الطريق أضاءت عصا الآخر)) (1).

وهذه من كرامات الأولياء؛ فإن أهل الصلاح إذا حصل لهم أمر خارق للعادة فهي كرامة، أما إذا حصل ذلك لفاسق فهي من عمل الشيطان، وإذا حصل لإنسان مجهول مستور فيعرض أمره على الكتاب والسنة. وهذا النور الذي حصل لهذين الصحابيين مبني على نور الإيمان والتقوى، فاستنار الباطن، وجعل الله نوراً في عصا كل واحد منهما، فاستنار الظاهر، وليس من شرطٍ أن يحصل ذلك لكل مؤمن، وإنما ذلك راجع إلى الله عز وجل.

16 -

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)) (2).

ذكر العلامة الملاّ علي القاري أن معنى: ((أضاء له من النور)) أي: في قلبه، أو قبره، أو يوم حشره في الجمع الأكبر، ((ما بين الجمعتين)) أي: مقدار الجمعة التي تليها من الزمان، وهكذا كل جمعة تلا فيها هذه السورة)) (3).

(1) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 7/ 125.

(2)

البيهقي 3/ 249، والحاكم في المستدرك وصحح إسناده، 2/ 368، والدارمي موقوفاً في حكم الرفع، في فضائل القرآن، باب في فضل سورة الكهف، 2/ 326، برقم 3410، وصححه الألباني بطرقه، في إرواء الغليل، 3/ 94، برقم 626.

(3)

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 4/ 678.

ص: 515

قال الطيبي رحمه الله: ((أضاء له)) يجوز أن يكون لازماً، وقوله:((ما بين الجمعتين)) ظرف، فيكون إشراق ضوء النور فيما بين الجمعتين، بمنزلة إشراق النور نفسه مبالغة، ويجوز أن يكون متعدياً، والظرف مفعول به)) (1).

17 -

وذكر مالك رحمه الله: أنه بلغه أن لقمان الحكيم أوصى ابنه فقال: ((يا بنيّ جالس العلماء وزاحمهم بالركب، فإن الله يُحيي القلوب بنور الحكمة، كما يحيي الله الأرض الميتة بوابل السماء)) (2).

فقوله: ((جالس العلماء وزاحمهم بالركب)) عبارة عن مزيد القرب منهم، وقوله:((فإن الله يحيي الأرض بنور الحكمة)) هي تحقيق العلم وإتقان العمل، والإصابة في القول والفعل، وهي العلم المشتمل على الفقه في الدين، والمعرفة بالله مع نفاذ البصيرة، وتحقيق الحق للعمل، والكف عن الباطل (3).

فالله سبحانه يحيي القلوب بذلك كما يحيي الأرض بالمطر، وهذا يؤكد على فضل العلم النافع والعمل الصالح؛ ولهذا الفضل قال محمد بن سيرين رحمه الله:((إن قوماً تركوا طلب العلم، ومجالسة العلماء، وأخذوا في الصلاة، والصيام حتى يبس جلدُ أحدهم على عظمه، ثم خالفوا السنة فهلكوا، وسفكوا دماء المسلمين، فوالذي لا إله غيره ما عمل أحد عملاً على جهل إلا كان يفسد أكثر مما يصلح)) (4).

(1) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 5/ 1675.

(2)

موطأ الإمام مالك، 2/ 1002.

(3)

انظر: شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك،4/ 553،والحكمة في الدعوة إلى الله عز وجل،لسعيد بن علي بن وهف القحطاني، ص27.

(4)

أخرجه ابن عبد البر في الاستذكار بسنده، 27/ 434، برقم 41779.

ص: 516

18 -

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تُعرَض الفتن على القلوب كالحصير عُوداً عُوداً، فأيُّ قلب أُشربها نُكت فيه نكتٌ سوداءٌ، وأيُّ قلب أنكرها نكت فيه نكتةٌ بيضاء، حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصفا لا تضّرهُ فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسودُ مربادّاً كالكُوز مجخيّاً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشرِب من هواه)) (1).

الفتنة أصلها في كلام العرب: الابتلاء، والامتحان، والاختبار، ثم صارت في عرف الكلام لكل أمر كشفه الاختبار عن سوء، فقيل: فُتن الرجل إذا وقع في الفتنة وتحوّل من حال حسنة إلى سيئة.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((تُعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عُوداً عُوداً)) والمعنى أن الفتن تلصق بعرض القلوب: أي بجانبها كما يلصق الحصير بجنب النائم، ويؤثر فيه شدة التصاقها به، وتُعاد وتُكرر شيئاً بعد شيء، فأي قلب أُشربها فدخلت فيه دخولاً تاماً وألزمها وحلّت منه محلّ الشراب نقط فيه نقطة سوداء، ولا يزال هذا القلب يشرب الفتن كلما عُرضت عليه كما يشرب الإسفنج الماء حتى يسودّ وينتكس، فيكون كالكُوز المائل المنكوس، ((والكوز هو ما اتَّسع رأسه من أواني الشرب إذا كانت بِعُرى وآذان، فإن لم يكن لها عُرى فهي أكواب)) (2).

فإذا انتكس القلب وصار مكبوباً منكوساً عرض له اشتباه المعروف عليه بالمنكر، وربما استحكم عليه المرض حتى يعتقد المعروف منكراً

(1) صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً،1/ 128،برقم 144.

(2)

مشارق الأنوار، للقاضي عياض، 1/ 349.

ص: 517

والمنكر معروفاً، والسنة بدعة والبدعة سنة، والحق باطلاً والباطل حقاً، وبذلك يحكم هواه على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وينقاد له ويتبعه.

والقلب الآخر: قلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان، وأزهر فيه مصباحه، فإذا عرضت عليه الفتن أنكرها، وردّها فازداد نوره، وإشراقه، وقوته؛ ولقوة هذا القلب وشدّته على عقد الإيمان، وسلامته من الخلل شُبِّه بالحجر الأملس الذي لا يعلق به شيء، فهذا القلب لا تلصق به الفتن ولا تؤثر فيه، بخلاف القلب الأسود المربادّ ((والمربادّ: هو الذي بين البياض والسواد والغبرة، مثل لون الرمادة)) (1)، فهذا القلب قد اسودَّ، وقُلِبَ، ونُكِسَ حتى لا يعلق به خير ولا حكمة، فَشُبِّهَ بالكوز المنحرف الذي لا يثبت فيه الماء، فإنه قد دخل قلبه بكل معصية تعاطاها ظلمة، وإذا صار كذلك افتتن، وزال عنه نور الإسلام، والقلب مثل الكوز فإذا انكبّ انصبّ ما فيه ولم يدخله شيء بعد ذلك (2).

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: ((والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها، وهي فتن الشهوات، وفتن الشبهات، وفتن الغي والضلال، وفتن المعاصي، والبدع: فتن الظلم والجهل، فالأولى: توجب فساد القصد والإرادة، والثانية: توجب فساد العلم والاعتقاد)) (3)،وقال رحمه الله: ((وقد قسم الصحابة رضي الله عنهم القلوب إلى أربعة كما صح عن حذيفة بن

(1) انظر: مشارق الأنوار، للقاضي عياض، 1/ 279.

(2)

انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 2/ 530 - 531، وإغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، لابن القيم، 1/ 16.

(3)

المرجع السابق، 1/ 17.

ص: 518