الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو مؤمن ناقص الإيمان. فلا يُعطى الاسم المطلق، ولا يسلب مطلق الاسم. أما حكمه في الآخرة فهو تحت مشيئة الله تعالى إذا مات ولم يتب، فإن شاء الله عذبه بقدر ذنبه ومصيره إلى الجنة، وإن شاء غفر له من أول وهلة وأدخله الجنة برحمته وفضله. أما مرتكب الكبيرة عند الخوارج والمعتزلة فهو مخلَّد في النار في الآخرة، وفي الدنيا كافر عند الخوارج مُستحَلُّ الدم والمال، أما المعتزلة ففي منزلة بين المنزلتين: خرج من الإيمان ولم يدخل في الكفر. وعند الجهمية والمرجئة: كامل الإيمان ولا يستحق العذاب. وسبق التفصيل في هذا في توسط أهل السنة.
المبحث الثاني عشر: مذهب أهل السُّنَّة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه وأهل بيته
من أصول أهل السنة سلامة قلوبهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحقد والبغض، والعداوة، وسلامة ألسنتهم من الطَّعن، والسَّبِّ. وهم يترضون عنهم ويدعون لهم:{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} (1)، وهم يمتثلون أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:((لا تسبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفَه)) (2)، ويقبلون ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم، ويفضِّلون من أنفق من قبل الفتح وقاتل، ويُقدِّمون المهاجرين على الأنصار، وكل العشرة المشهود لهم بالجنة من المهاجرين، ويؤمنون بأنَّ الله اطَّلع على أهل بدر وهم ثلاثمائةٍ وبضعةَ عشرَ رجلاً فقال: ((اعملوا ما
(1) سورة الحشر، الآية:10.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:((لو كنت متخذاً خليلاً))، برقم 3673، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب تحريم سب الصحابة رضي الله عنهم،برقم 2540.
شئتم فقد غفرت لكم)) (1)، ويؤمنون بأنَّه لا يدخل النار أحدٌ بايع تحت الشجرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:((لا يدخل النار أحدٌ بايع تحت الشجرة)) (2)، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم، كثابت بن قيس بن شماس، فقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)، وكالعشرة المشهود لهم بالجنة. وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والزبير، وطلحة، وسعد بن مالك بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، وسعيد بن زيد (4)، ويُقِرِّون بأن خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم: أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم (5)، ويتبرؤون من طريق الروافض - وقد سبق بيان مذهبهم - ومن طريق النواصب الذين يكفّرون آل البيت ويطعنون فيهم، وقد نصبوا العداوة لأهل البيت ويمسك أهل السنة عما شجر بين الصحابة، وما صحَّ من أخبارهم فهم معذورون؛ لأنهم إمّا مجتهدون مصيبون، وإمّا مجتهدون مخطئون. وأهل السنة يعتقدون أنه لا أحد معصوم من الكبائر إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. والصحابة تجوز عليهم الذنوب، ولكن لهم من السوابق
(1) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب الجاسوس، برقم 3007، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة، برقم 2494.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أصحاب الشجرة، أهل بيعة الرضوان رضي الله عنهم، برقم 2496.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله، برقم 119.
(4)
أخرجه أبو داود في كتاب السنة، باب في الخلفاء، رقم 4649، والترمذي في كتاب المناقب، باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، برقم 3747، وابن ماجه في المقدمة، باب فضائل العشرة رضي الله عنهم، برقم 133،وأحمد في المسند، 1/ 187، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 50، 4010.
(5)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل أبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 3655.