الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس: الطّعن في قائد الجيش
، والاختلاف في المشاركين في الجيش من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم، وعددهم:
وخرج أُسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما:
[17]
"بلوائه معقوداً، فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي، وعسكر بالجرف، فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأوّلين، والأنصار، إلاّ انتدب في تلك الغزوة، فيهم أبو بكر الصّدّيق، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجرّاح، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وقتادة بن النعمان، وسلمة بن أسلم بن حريش، فتكلّم قوم، وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأوّلين - فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً - فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثُمّ قال: "1.
[18]
"قد بلغني أنّكم قلتم في أسامة"2. و [19] "إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحبّ الناس إليّ، وإنّ هذا لمن أحبّ الناس إليّ بعده"3.
1 من رواية ابن سعد، عن شيوخه، وقد سبق تخريجها برقم [10] .
2 أخرجه البخاري (الصّحيح5/145) من حديث موسى بن عقبة، عن سالم، عن أبيه.
3 أخرجه البخاري (الصّحيح5/145) من حديث مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.
قال التوربشتي: "إنّما طعن من طعن في إمارتهما لأنّهما كانا من الموالي، وكانت العرب لا ترى تأمير الموالي وتستنكف عن اتباعهم كل الاستنكاف، فلمّا جاء الله عز وجل بالإسلام، ورفع قدْر مَن لم يكن عندهم قدر بالمسابقة، والهِجرة، والعلم، والتُّقى، عرف حقَّهم المحفوظون من أهل الدين، فأمّا المرتهنون بالعادة، والممتحنون بحب الرياسة من الأعراب ورؤساء القبائل، فلم يزل يختلج في صدورهم شيء من ذلك، لا سيّما أهل النفاق، فإنّهم كانوا يسارعون إلى الطعن وشدّة النكير عليه"1.
قلت: ربمّا كان ذلك قصد المنافقين في الطّعن على أُسامة بن زيد، وأبيه زيد من قبل رضي الله عنهما، أمّا مَن طَعَنَ في تأميرهما من الصحابة رضي الله عنهم، فلم يكن كذلك، لأنّ الإسلام قد أذهب عنهم عبية الجاهلية الأولى التي مكث النّبيّ صلى الله عليه وسلم دهراً وهو يربيهم على نفض أدرانها، والانسلاخ عن أوظارها، وإلقاء نفاياتها البغيضة بعيداً عنهم، وعن مجتمعهم الذي تأسَّس بالإسلام، وبُنِي بتعاليمه، فارتفعوا بها عالياً وعن تلك الشوائب السفلى، فما كان لهم بعد ذلك كله، وبخاصّة بعد نضوج ثمر الغرس الذي غرسه فيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل ثلاثةٍ وعشرين عاماً مضت، أن يتعلّقوا بشيءٍ من تلك الشوائب والأدران المنتنة من دعاوى الجاهلية، وفخرها بالأنساب.
1 نقله عنه كلّ من: البنا (الفتح الرباني 21/222)، والزرقاني:(إرشاد الساري 6/127، وشرح المواهب 3/109) .
وإنّما طَعَن مَن طَعَن منهم في تأمير أُسامة لِصِغَر سِنِّه، فقد أخرج ابن سعد، وابن أبي خيثمة، والبغوي:
[20]
"أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم استعمله وهو ابن ثماني عشرة سنة"1.
وكذلك لوجود بعض كبار الصحابة وأهل الفضل منهم تحت إمرته، فكأنّهم رأوا أنّه كيف يتأمَّر عليهم وهم أفضل سابقة، وأكبر سنّاً، وأقرب موقعاً من النّبيّ صلى الله عليه وسلم، كأبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه ، وأبي عبيدة بن الجرّاح رضي الله عنه.
1 أخرجه ابن سعد (طبقات 4/66) ، من حديث حنش بن الحارث بن لقيط.
قلت: منقطع.
وأخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه (السفر الثاني: ق 4 أ، ب) والبغوي في معجم الصحابة من طريق ابن أبي خيثمة. ونقله ابن عساكر (تاريخ 2/682) ، وذلك عن المصعب بن عبد الله الزبيري نحوه.
قلت: ولم أجد هذه الرواية في كتاب الزبيري المتداول نسب قريش، فلعلّه في كتابه الآخر المفقود. (النسب الكبير) .
قال الحلبي (سيرة 3/227) : "وقيل: تسعة عشرة سنة، وقيل: سبعة عشرة سنة". ويؤيّد ذلك أن الخليفة المهدي لمّا دخل البصرة، رأى إياس بن معاوية الذي يضرب به المثل في الذكاء وهو صبيّ، وخلفه أربعمائة من العلماء أصحاب الطيالسة. فقال المهدي: أفٍ لهذه العثانين، أمّا كان فيهم شيخ يتقدّم غير هذا الحدث؟ ثُمّ التفت إليه المهدي، وقال: كَم سنّك يا فتى؟ فقال: سنّي أطال الله بقاء أمير المؤمنين، سن أُسامة ابن زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنهما لمّا ولاّه رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً فيه أبو بكر، وعمر بن الخطّاب رضي الله عنه. فقال: تقدّم بارك الله فيك. وكان سنه سبع عشر سنة".
وهنا قد يسأل سائل: إذاً لماذا أمَّره النّبيّ صلى الله عليه وسلم على مثل هؤلاء السابقين؟
والجواب عنه ما ذكره السهيلي، والعامري سابقاً حول إدراك ثأره، ومن ذلك بيان فضله ومنقبته العظيمة بمحبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم له، استمراراً لحبه أباه من قبل والأهمّ من ذلك كلّه، هو قول التوربشتي نفسه:"وكان صلى الله عليه وسلم بَعَثَ زيداً أميراً على عِدَّة سرايا وأعظمها على جيش مؤتة، وسار تحت رايته فيها نجباء الصحابة، وكان خليقاً بذلك لسوابقه وفضله وقربه من النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَمَّر أُسامة في مرضه على جيشٍ فيه جماعة من مشيخة الصحابة وفضلائهم، وكأنّه رأى فيه ذلك، سوى ما توسَّم فيه من النجابة أن يُمَهد الأرض، وتوطئة لمن يلي الأمر بعده لئلاّ ينْزع أحد يداً من طاعة، وليعلم كلٌّ منهم أنّ العادّة الجاهلية قد عميت مسالكها، وخفيت معالمها"1.
هذه وقد اختلف أهل العلم في كون أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنه قد انتدب في جيش أُسامة رضي الله عنه أم لا؟
قال الشامي: "ذكر محمّد بن عمر، وابن سعد، أنّ أبا بكر رضي الله عنه كان مِمَّ أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج مع أُسامة إلى أُبنى، وجرى عليه في المورد، وجزم به في العيون، والإشارة، والفتح في مناقب زيد بن حارثة، وأنكر ذلك الحافظ أبو العباس بن تيمية"2.
1 البنا (الفتح الرباني 21/222) ، الزرقاني (إرشاد 6/127، شرح المواهب 3/109) .
2 الشامي: سبل الهدى 6/382.
وقال ابن تيمية: "ولم ينقل أحد من أهل العلم أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أرسل أبا بكر، أو عثمان في جيش أُسامة، وإنّما روى ذلك في عمر، وكيف يُرسل أبو بكر في جيش أُسامة، وقد استخلفه يُصلِّي بالمسلمين مُدَّة مرضه، فكيف يُتَصَوَّر أن يأمره بالخروج في الغزاة وهو يأمره بالصلاة بالناس؟!. وأيضاً فإنّه جهَّز جيش أُسامة قبل أن يمرض، فإنّه أمَّره على جيش عامّتهم المهاجرون، منهم عمر بن الخطّاب في آخر عهده صلى الله عليه وسلم، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بأيام، فلمّا جلس أبو بكر للخلافة أنفذه مع ذلك الجيش، غير أنّه استأذنه في أن يأذن لعمر بن الخطاب في الإقامة، لأنّه ذو رأيٍ ناصحٍ للإسلام، فَأَذَن له، وإنّما أنفذ جيشَ أُسامة أبو بكر الصّدِّيق بعد موت النّبيّ صلى الله عليه وسلم "1.
قال الشامي: "وفيما ذكر نظر من وجهين: أوّلهما قوله: "لم ينقل أحد من أهل العلم
…
" الخ. فقد ذكره محمّد بن عمر، وابن سعد، وهما من أئمة المغازي. ثانيهما: قوله: "وكيف يُرْسَلُ أبو بكر في جيش أُسامة؟
…
" الخ. ليس بلازم، فإنّ إرادة النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعث جيش أُسامة كان قبل ابتداء مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمّا اشتدّ به المرض استثنى أبا بكر وأمره بالصلاة بالناس"2. وذكر مثل الزرقاني في شرحه على المواهب3.
1 شيخ الإسلام ابن تيميم: منهاج السنة 1/411-412.
2 سبل الهدى والرشاد 6/382.
3 شرح المواهب اللدنية 3/108.
وقال الحلبي: "فلا منافاة بين القول بأنّ أبا بكر رضي الله عنه كان من جملة الجيش وبين القول بأنّه تخلَّف عنه، لأنّه كان من جملة الجيش أوّلاً، وتخلَّف لما أمره صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس، وبهذا يُردّ قول الرافضة طعناً في أبي بكر رضي الله عنه أنّه تخلّف عن جيش أُسامة رضي الله عنه، لما علمت أنّ تَخَلُّفه عنه كان بأمر منه صلى الله عليه وسلم لأجل صلاته بالناس، وقول هذا الرافضي مع أنّه صلى الله عليه وسلم لعن المتخلِّفَ عن جيش أسامة مردودٌ، لأنّه لم يرد اللعن في حديث أصلاً"1.
قلت: لكن شيخ الإسلام رحمه الله ردّ بقوّةٍ على هذا البهتان الذي ذكره الرافضي، حول تخلُّف أبي بكر رضي الله عنه عن جيش أُسامة، وفنَّد ذلك الاتهام الباطل، وقد أحسن جدّاً - رحمه الله تعالى - في ذلك، فالصّدِّيق رضي الله عنه فوق أن يُظَنَّ به أن يتخلّف عن جيشٍ أعدَّه النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يلعنه النّبيّ صلى الله عليه وسلم أو أن يذكر كلاماً أو حديثاً فيه إشارة إلى ذلك، لأنّ الصّدِّيق رضي الله عنه مِمَّن أنعم الله عليه فجعله من الصّدِّيقين والشهداء والصالحين، وهو صاحب المواقف المشهورة في الثبات على الحقّ، والذّود عن حياض الإسلام، حتّى قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم:"لو كنت متّخذاً خليلاً لاتّخذت أبا بكر خليلاً".
ولكنهم الرافضة الذين امتلأت قلوبهم حقداً وبُغْضاً على من عدّلهم الله عز وجل واختارهم لصحبة نبيّه صلى الله عليه وسلم.
1 الحلبي: سيرة 3/228.
ويُلاحظ في ردّ شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - إنكارٌ للقِصَّة من أساسها، بينما الذي لم يصحّ هو حديث اللّعن الذي ذكره الرافضيّ، أمّا انتداب أبي بكر رضي الله عنه في جيش أُسامة بن زيد - رضي الله تعالى عنهما، فقد ذكره غير واحد من أهل العلم.
فقد أخرج ابن سعد بسنده عن نافع، عن ابن عمر:
[21]
"أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعث سرية فيهم أبوبكر، وعمر، فاستعمل عليهم أُسامة ابن زيد، وكان الناس طعنوا فيه - أي في صغره
…
".الحديث1.
وأخرج ابن أبي شيبة بسنده عن هشام بن عروة عن أبيه:
[22]
"أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قطع بعثاً قبل مؤتة، وأمَّر عليهم أُسامة بن زيد، وفي ذلك البعث: أبو بكر، وعمر
…
". الحديث2.
وأخرج ابن سعد، وابن خياط من حديث حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه نحوه، إلاّ أنّه قال فيه:
[23]
"في الجيش الذي استعمله عليهم أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة بن
1 أخرجه ابن سعد (طبقات 4/67) ، من حديث العمري، عن نافع، عن ابن عمر.
قلت: سنده ضعيف. العمري هو: عبد الله بن عمر بن حفص. قال عنه ابن حجر (تقريب 314) : "ضعيفٌ عابدٌ".
2 أخرجه ابن أبي شيبة (المصنف 12/139) . من حديث عبد الرحمن بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
قلت: سنده رجاله رجال الصحيح، غير أنّه مرسل.
الجرّاح"1.
ولعلّ شيخ الإسلام نظر في رواية عروة، والزهري، وموسى بن عقبة عند البيهقي، وذلك واضح، للتشابه الكبير بينها وبين ما ذكره بصدد الردّ على ابن المطهر، وهذه الرواية لم يرد فيها ذكر أبي بكر رضي الله عنه، وكذلك رواية ابن إسحاق، وما رواه الطبري بسنده عن الحسن البصري، أما الواقدي فإنّه لم يرد ذكر أبي بكر في روايته في كتاب المغازي المتداول، فلعلّ الشامي، والزرقاني، اطّلعا على نسخةٍ أخرى. والله تعالى أعلم.
هذا وقد اختلفت الروايات في تحديد عدد الجيش، ففي رواية عروة، والزهري، وابن عقبة ذكروا:
[24]
"أنّهم جيش عامّتهم المهاجرون"2.
وقال ابن إسحاق في روايته:
[25]
"وأوعب3 مع أُسامة المهاجرون الأوّلون"4.
وقال ابن سعد:
[26]
"فخرج معه سروات الناس وخيارهم"5.
1 أخرجه ابن سعد (طبقات 4/68) ، وابن خياط (تاريخ 100) ، من حديث حماد بن سلمة عن هشام بن عروة، عن أبيه، وسنده صحيح لكنه مرسل.
2 سبق تخريجها برقم: [1] .
3 أوعب: جمع، ومعناه هنا: ذهب الجمع الكثير منهم معه.
4 سبق تخريجها برقم: [8] .
5 سروات الناس: أشراف الناس وفضلاؤهم.
وقال في مكانٍ آخر:
[27]
"فلم يبق أحدٌ من وجوه المهاجرين الأوّلين، والأنصار، إلاّ انتدب في تلك الغزوة"1.
وأخرج الطبري بسنده عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:
[28]
"وخرج أهل المدينة في جند أُسامة"2.
ولم يرد تفصيل لعدد الجيش إلاّ في روايتين: الأولى عزاها ابن كثير للبيهقي بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
[29]
"إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجّه أُسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام "3.
1 سبق تخريجها برقم: [10] .
2 أخرجه الطبري (تاريخ 3/225) ، من حديث سيف وشعيب بسنديهما عن ابن عباس.
قلت: سنداه أحدهما فيه شعيب لا يُعرف، وسيف ضعيف، وفيه عطية، أبو أيوب لم أعثر على ترجمتهما.
والآخر فيه سيف ضعيف في الحديث، عُمدة في التاريخ. والضَّحَّاك بن مزاحم كثير الإرسال، ولم يثبت التقائه بابن عباس. والله تعالى أعلم.
3 عزاه ابن كثير (بداية 6/309) ، للبيهقي من حديث عبّاد بن كثير، عن أبي الأعرج، عن أبي هريرة. وقال ابن كثير: عبّاد هذا أظنّه البرمكي، لرواية الفريابي عنه. وهو متقارب الحديث فأمّا البصري الثقفي فمتروك الحديث. والله أعلم.
قلت: تصحّف اسم عبّاد بن كثير من (الرملي) إلى (البرمكي) ، وهو ضعيف أيضاً يُحَدِّث بمناكير. (التقريب ص 290) ، وأبو الأعرج المذكور في السند لعلّه الأعرج، وهو: عبد الرحمن بن هرمز، من تلاميذ أبي هريرة رضي الله عنه كما في التهذيب (6/480) . والله تعالى أعلم.
والثانية: هي رواية الواقدي التي ذكر فيها:
[30]
"أنّهم كانوا ثلاثة آلاف رجل، وفيهم ألف فرس"1. وتابعه في ذلك الشامي، والحلبي2.
وذكر ابن حجر، والزرقاني، عن الواقدي:
[31]
"أنّهم كانوا ثلاثة آلاف، فيهم سبعمائة من قريش"3.
كما نسبا إليه إخراجه لرواية أبي هريرة رضي الله عنه السابقة4، التي ذكر فيها أنّهم كانوا سبعمائة فقط5.
وقال الزرقاني مُعَلِّقاً: "ولا تنافي، فلعلّه اقتصر على القرشيين"6.
قلت: ما وقع في بعض الروايات من محاولة الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثََنْيَ أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنه مِن إنفاذ الجيش، وتركه في المدينة
1 المغازي 3/1119.
2 الشامي: سبل لاهدى 6/381، الحلبي: سيرة3/230.
3 ابن حجر: فتح الباري 8/152، الزرقاني: شرح 3/111.
ولم أجد هذا القول في كتاب المغازي المتداول.
4 لم أجد ما قالاه في كتاب المغازي المتداول، فربما اطّلعا على نسخةٍ أخرى فيها هذا القول، ونسخة المغازي المتداولة فيها سقط كثير. والله تعالى أعلم.
5 فتح الباري 8/152، وشرح المواهب 3/109.
6 شرح المواهب 3/109.
لمواجهة احتمال هجوم المرتدّين عليها، يؤيّد ما ذكره الواقدي، لأنّهم لو كانوا سبعمائة فقط، كما وقع في رواية أبي هريرة رضي الله عنه لما كان في فعل الصحابة من محاولة إقناع أبي بكر الصّدِّيق رضي الله عنه لإبقاء الجيش في المدينة فائدة، لأنّه سيكون هنالك العدد الوفير من المسلمين مِمَّن بقي في المدينة للدفاع عنها، وهم أكثر بكثير من عدد الجيش المنطلق، والمسلمون في ذلك الوقت كانوا جميعاً جنوداً في سبيل الله وقت الحرب، حيث لم يكن للجيش مؤسسة عسكرية خاصّة به، فيقول قائل: إنّه ربّما يكون السبعمائة هم الجيش النظامي، لذلك رأى الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - بقاءه لمواجهة حرب المرتدّين باعتباره المهيأ عسكرياً بذلك. والله تعالى أعلم.