الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: تاريخ السرية:
أرَّخها الواقدي بسنة سبع من الهجرة، ولم يحدِّد الشهر الذي انطلقت فيه1.
وتابعه نقلاً عنه كُلٌّ من: الطبري2،والبيهقي، وابن كثير، والذهبي3.
أمَّا ابن سعد فحدَّدها بشهر شوَّال من نفس السنة4.
وتابعه في ذلك البلاذري، وابن سيد الناس، والقسطلاني، والشامي5.
وذكر ابن خياط - في سياقه لسرايا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سنة ست - بَعْث بشير بن سعد إلى خيبر6".
1 مغازي 2/728.
2 تاريخ 3/23 وقال الطبري: "قال الواقدي: وفيها سرية بشير بن سعد إلى يمن وجناب، في شوال من سنة سبع".
قلت: فلا أدري هل اطَّلَع ابن جرير على نسخة أُخرى لمغازي الواقدي فيها هذا التحديد بشهر شوَّال، أم إنه اقتبسه من طبقات ابن سعد، والأوَّل أرجح.
والله تعالى أعلم.
3 انظر: البيهقي: دلائل 4/301، ابن كثير: بداية 4/223، الذهبي: تاريخ، قسم المغازي 451.
4 طبقات 2/120.
5 انظر: البلاذري: أنساب 379، ابن سيد الناس: عيون 2/191، القسطلاني: المواهب 1/539، الشامي: سبل 6/213.
6 تاريخ 79.
وأظنّه يقصد هذه السرية حيث لم يُذكر غيرها لبشير في نفس المنطقة سوى سريته السابقة إلى فدك، كما أنَّ يمن وجبار والجناب قريبة من خيبر، كما وضَّحنا سابقاً، والله تعالى أعلم".
أمَّا ابن القَيّم، فساق الحديث عن هذه السرية ضمن الجدول الذي وضعه لسرايا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعد مقدِمِه من خيبر إلى شوَّال، حيث رتَّبها بعد سرية غالب بن عبد الله الكلبي إلى بني الملوّح بالكُدَيْد، وساق الخبر عنها دون أن ينسبه إلى أحَد، وإنْ كان لفظه هو لفظ الواقدي1".
وإذا استعرضنا بعض ما ورد في رواية الواقدي الأكثر تفصيلاً للأحداث من رواية ابن سعد، لوجدنا قرائن تُقوّي تحديد ابن سعد لها بشهر شوَّال من السَّنة السابعة أي بعد غزوة خيبر".
فقوله مثلاً في بداية روايته: "قدم رجل من أشجع، يُقال له حُسَيْل ابن نويرة2، وقد كان دليل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى خيبر".".". الخ"3".
1 زاد المعاد 3/359، 363.
2 حُسَيل - بالتصغير - ويقال بالتكبير، ابن خارجة، وقيل: ابن نويرة الأشجعي، وحكى ابن منده أنه يُقال فيه: حُسَيْن - بالنون أيضاً - والذي يظهر أنه آخر، وروى الطبراني وغيره من طريق إبراهيم بن خويصة الحارثي، عن خاله معن بن حَوِية - بفتح الحاء المهملة، وكسر الواو، وتشديد التحتانية - عن حُسَيل بن خارجة الأشجعي قال: قدمت المدينة في جلب أبيعه، فأُتي بي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا حُسَيْل! هل لك أن أُعطيك عشرين صاعاً تمراً على أنْ تَدُلَّ أصحابي على طريق خيبر؟ ففعلت. قال: فأعطاني. قال: فذكر القصة. قال: فأسلمت. (انظر: الطبراني: معجم 4/33، ابن حجر: إصابة 1/332) .
3 الواقدي: مغازي 2/728.
ثُمَّ قوله في آخر الرواية: "قال الحارث: "أيها الرجل، قد رأيت ورأينا معك أمراً بَيِّناً في بني النَّضير، ويوم الخندق، وقريظة، وقبل ذلك قينقاع، وفي خيبر:"أنَّهم كانوا أعزَّ يهود الحجاز كلّه، يقرُّون لهم بالشجاعة والسَّخاء، وهم أهل حصون منيعة وأهل نخل، والله إن كانت العرب لتلجأ إليهم فيمتنعون بهم، لقد سار حارثة بن الأوس حيث كانت بهم وبين قومهم ما كانوا، فامتنعوا بهم من النَّاس، ثُمَّ رأيت حيث نزل بهم كيف ذهبت تلك النجدة، وكيف أُديل عليهم". قال عُيَيْنَة: "هو والله ذاك، ولكن نفسي لا تُقرّني"
…
الخ1".
كُلُّ ذلك يُعدّ قرائن قوية على أنَّ هذه السرية كانت بعد خيبر". والله تعالى أعلم".
1 الواقدي: مغازي 2/730.