الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الرابع والأربعون
93 -
عن ثابتٍ البنانيّ عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه ، قال: إنّي لا آلو أنْ أُصلِّي بكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بنا.
قال ثابتٌ: فكان أنسٌ يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه. كان إذا رفع رأسه من الرّكوع ، انتصب قائماً حتّى يقول القائل: قد نسي ، وإذا رفع رأسه من السّجدة مكث ، حتّى يقول القائل: قد نسي (1).
قوله: (لا آلو) بهمزةٍ ممدودة بعد حرف النّفي ولام مضمومة بعدها واو خفيفة ، أي: لا أقصّر
قوله: (أنْ أُصلِّي بكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلِّي بنا) وللبخاري من رواية شعبة عن ثابت " كان أنس ينعَت لنا صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يصلي .. " وينعت: بفتح المهملة، أي يصف.
وهذا الحديث ساقه شعبة عن ثابت مختصراً، ورواه عنه حماد بن زيد مطولاً. فقال في أوله " عن أنس قال: إني لا آلو أن أُصلِّي بكم كما رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا " فصرَّح بوصف أنس لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالفعل.
قوله: (قال ثابت: فكان أنس يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه) فيه إشعار بأنّ من خاطبهم كانوا لا يطيلون الجلوس بين السّجدتين،
(1) أخرجه البخاري (787) ومسلم (472) من طريق حماد بن زيد عن ثابت به.
ورواه البخاري (767) من طريق شعبة عن ثابت مختصراً.
ولكنّ السّنّة إذا ثبتت لا يبالي من تمسّك بها بمخالفة من خالفها.
قوله: (حتّى نقول) بالنّصب.
قوله: (قد نسي) أي: نسي وجوب الهويّ إلى السّجود ، قاله الكرمانيّ.
ويحتمل: أن يكون المراد أنّه نسي أنّه في صلاة، أو ظنّ أنّه وقت القنوت حيث كان معتدلاً ، أو وقت التّشهّد حيث كان جالساً.
ووقع عند الإسماعيليّ من طريق غندر عن شعبة عن ثابت ، قلنا: قد نسي من طول القيام. أي: لأجل طول قيامه (1)
(1) تقدم في حديث البراء الذي قبله ما يتعلّق ببعض مسائل هذا الحديث.