الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لثلاث بَقينَ من رَجَب سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ ثمَّ توفى يَوْم السبت لثلاث خلون من شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ أخرج للنَّاس مَيتا من سجنه وَيُقَال إِنَّه منع الطَّعَام وَالشرَاب أَيَّامًا ثمَّ أَدخل الحالم وأغلق عَلَيْهِ بَابه فَأصْبح مَيتا وَقيل أدخلوه سردابا وجصصوا عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ المهتدى وَدفن بسامرا وَيُقَال إِن صَالحا الْحَاجِب قَتله ورماه فِي دجلة وَالْمَشْهُور الأول وعمره يَوْمئِذٍ أَربع وَعِشْرُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر إِلَّا أَيَّامًا (66 ب) وَكَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد عبد الله بن المعتز الْمَشْهُور بالبلاغة وفن الْأَدَب
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
لما بُويِعَ بالخلافة أخرج أَخَاهُ الْمُؤَيد من الاعتقال وخلع عَلَيْهِ ثمَّ بلغه عَنهُ أَنه يدبر عَلَيْهِ أمرا فَضَربهُ
أَرْبَعِينَ سَوْطًا وحبسه حَتَّى أشهد على نَفسه بِالْخلْعِ من الْعَهْد الذى كَانَ عهد إِلَيْهِ بِهِ أَبوهُ المتَوَكل بِأَن يكون لَهُ ولَايَة الْعَهْد بعد المعتز ثمَّ بلغه أَن جمَاعَة من الأتراك اجْتَمعُوا إِخْرَاج الْمُؤَيد من محبسه فَأخْرجهُ فِي يَوْم الْخَمِيس لثمان بَقينَ من رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ مَيتا وأحضر الْقُضَاة وَالْفُقَهَاء حَتَّى رَأَوْهُ وَلَا أثر بِهِ زويقال إِنَّه أدرج فِي لِحَاف سمور وَشد عَلَيْهِ طرفاه حَتَّى مَاتَ
وَكَانَ حَاجِبه صَالح بن وصيف غَالِبا على أمره ثمَّ كَانَ من أمره أَنه أَتَاهُ يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث بَقينَ من رَجَب سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَمَعَهُ جمَاعَة فصاحوا على بَابه وبعثوا إِلَيْهِ ان اخْرُج إِلَيْنَا فَاعْتَذر بِأَنَّهُ تنَاول دَوَاء وَأمر أَن يدْخل بَعضهم عَلَيْهِ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فجروا بِرجلِهِ إِلَى بَاب الْحُجْرَة وأقيم فِي الشَّمْس يرفع قدما وَيَضَع أُخْرَى وهم يلطمونه وَهُوَ يتقى بِيَدِهِ حَتَّى أجَاب إِلَى الْخلْع وأدخلوه حجرَة وبعثوا إِلَى قاضى الْقُضَاة ابْن ابي الشَّوَارِب وَجَمَاعَة فَحَضَرُوا فَخلع نَفسه بحضرتهم ووكل بِهِ فِي الْحَبْس وَكَانَت خِلَافَته مُنْذُ بيعَته الْعَامَّة إِلَى أَن خلع ثَلَاث سنسن وَسَبْعَة أشهر إِلَّا أَرْبَعَة أَيَّام وَمن
لدن مبايعته بسامرا إِلَى أَن خلع أَربع سِنِين وَسَبْعَة أشهر إِلَّا سَبْعَة أَيَّام
وَفِي أَيَّامه فِي سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ أحدث أَحْمد ابْن الْمُدبر صَاحب خراج مصر ضَمَان النطرون بهَا وَكَانَ قبل ذَلِك مُبَاحا لمن يَأْخُذهُ
(67 أ) ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَ على مصر بن مُزَاحم فبقى إِلَى آخر أَيَّام خِلَافَته وَقَالَ فِي عُيُون المعارف كَانَ عَلَيْهَا فِي أَيَّامه يزِيد بن عبد الله ثمَّ مُزَاحم بن خاقَان ثمَّ ابْنه أَحْمد ثمَّ أرخوز التركى ثمَّ أَحْمد بن طولون وَفِي أَيَّام ابْن طولون عظم شان مصر وَعلا قدرهَا وانتقلت من الْإِمَارَة إِلَى الْملك وَهُوَ أول من جلب المماليك التّرْك إِلَى الديار المصرية وَكَانَ قبل ذَلِك أَكثر عسكره من السودَان سودان يُقَال إِنَّه كَانَ فِي عسكره اثْنَا عشر ألف أسود وَكَانَ القاضى بهَا بكار بن قُتَيْبَة وَلم أَقف على عماله بِالشَّام وَمَكَّة وَالْمَدينَة