الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وبقى إِلَى أَيَّام الواثق
وَكَانَ تلمسان بيد الْحسن بن أبي العيس بن عِيسَى بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان فَلَمَّا ظَهرت دَعْوَة عبيد الله المهدى الفاطمي بالمغرب نَهَضَ قائده مُوسَى بن أبي الْعَاقِبَة إِلَى تلمسان وملكها من الْحسن بن أبي العيس فِي سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَبقيت بيد عُمَّال المهدى إِلَى سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة (61 أ) وَكَانَ المستولى على الْمغرب الْأَقْصَى مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن إِدْرِيس العلوى فتوفى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ بعد أَن اسْتخْلف فِي مَرضه وَلَده عليا ابْن مُحَمَّد وَهُوَ ابْن تسع سِنِين فَأَقَامَ إِلَى إيام الواثق
وَكَانَ المستولى على الأندلس عبد الرَّحْمَن بن الحكمك الأموى فبقى إِلَى أَيَّام الواثق
التَّاسِع من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق
الواثق بِاللَّه وَهُوَ أَبُو جَعْفَر هَارُون بن المعتصم بِاللَّه بن الرشيد وَقد تقدم نسبه وَأمه أم ولد رُومِية اسْمهَا قَرَاطِيس
كَانَ أَبيض مشربا بحمرة حسن الْجِسْم فِي عينه الْيُسْرَى نكته بَيَاض وَكَانَ كثير الْإِحْسَان إِلَى أهل الْحَرَمَيْنِ حَتَّى لم يبْق بهما فِي أَيَّامه سَائل وَلما بَلغهُمْ مَوته كَانَ نسَاء الْمَدِينَة يخْرجن كل لَيْلَة إِلَى البقيع ويبكينه
بُويِعَ لَهُ بالخلافة فِي الْيَوْم الذى مَاتَ فِيهِ أَبوهُ المعتصم لاثنتى عشرَة لَيْلَة بقيت من ربيع الأول فِي منتصفه سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ نقش خَاتمه الله ثِقَة الواثق وبقى حَتَّى توفى بالاستسقاء بسامرا يَوْم الْأَرْبَعَاء لست بَقينَ من ذى الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وعمره يَوْمئِذٍ سِتّ وَثَلَاثُونَ سنة وَأشهر وَقيل سبع وَثَلَاثُونَ وَدفن بسامرا وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ المتَوَكل وَمُدَّة خِلَافَته خمس سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام
وَمن عَجِيب أمره أَنه لما اشْتَدَّ بِهِ الْمَرَض أحضر المنجمين فنظروا فِي مولده فقدروا لَهُ أَن يعِيش خمسين سنة مستأنفة بعد ذَلِك فَلم يَعش بعد قَوْلهم غير عشرَة أَيَّام فسبحان المستأثر بِعلم الْغَيْب