الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد مُحَمَّد الْمُنْتَصر والمعتز كِلَاهُمَا ولى الْخلَافَة ومُوسَى وَكَانَ أحدب وَإِبْرَاهِيم الْمُؤَيد وَطَلْحَة الْمُوفق وَإِسْمَاعِيل وَالْمُعْتَمد وَغَيرهم
(62
ب) الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
لما ولى الْخلَافَة أبطل مَا كَانَ أحدثه الْمَأْمُون وَمن بعده من القَوْل بِخلق الْقُرْآن وحسم الْمَادَّة فِي ذَلِك وحظى فِي زَمَانه أهل الْأَدَب إِلَّا أَنه كَانَ شَدِيد البغض لعلى بن أبي طَالب رضى الله عَنهُ وَلأَهل بَيته على خلاف مَا كَانَ عَلَيْهِ الْمَأْمُون
وَكَانَ من جملَة ندمائه عبَادَة المخنث وَكَانَ يشد على بَطْنه مخدة تَحت ثِيَابه ويكشف رَأسه وَهُوَ أصلع ويرقص وَيَقُول
…
قد أقبل الأصلع البطين
…
خَليفَة الْمُسلمين
…
يعْنى عليا رضى الله عَنهُ والمتوكل يضْحك فَفعل ذَلِك يَوْمًا بِحَضْرَة وَلَده الْمُنْتَصر فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن عليا ابْن عمك فَكل أَنْت لَحْمه إِذا شِئْت وَلَا تدع مثل هَذَا الْكَلْب وَأَمْثَاله يطْمع فِيهِ فَقَالَ المتَوَكل للمغنين غنوا
…
غَار الْفَتى لِابْنِ عَمه
…
رَأس الْفَتى فِي حرَامه
…
وَبلغ من بغضه لعلى وَأهل بَيته أَنه فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ أَمر بهدم قبر الْحُسَيْن بن على وَمَا حوله من الْمنَازل وَمنع النَّاس من زيارته
وَمن غَرِيب مَا اتّفق لَهُ فِي ذَلِك أَنه طلب عليا الزكى وَيُقَال عَليّ الهادى وَعلي التقى أحد الْأَئِمَّة الاثنى عشر وَبعث إِلَيْهِ جمَاعَة من التّرْك ليحضروه فَهَجَمُوا عَلَيْهِ ببيته فوجدوه فِي بَيت مغلق وَعَلِيهِ مدرعة شعر وَهُوَ مُسْتَقْبل الْقبْلَة يترنم بآيَات من الْقُرْآن فِي الْوَعْد والوعيد لَيْسَ بَينه وَبَين الأَرْض بِسَاط إِلَّا الرمل والحصا فَحمل إِلَى المتَوَكل والمتوكل فِي مجْلِس شرابه
والكأس فِي يَده فَلَمَّا رَآهُ المتَوَكل أعظمه وَأَجْلسهُ إِلَى جَانِبه وناوله الكأس فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا خامر لحمى ودمى قطّ فأعفنى فأعفاه وَقَالَ أَنْشدني شعرًا (63 أ) فَقَالَ إنى لقَلِيل الرِّوَايَة للشعر فَقَالَ لَا بُد من ذَلِك فأنشده
…
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم
…
غلب الرِّجَال فَمَا أغنتهم القلل
…
فاستنزلوا بعد عز من معاقلهم
…
وأودعوا حفرا يَا بئس مَا نزلُوا
…
ناداهم صارخ من بعد مَا قبروا
…
أَيْن الأسرة والتيجان وَالْحلَل
…
أَيْن الْوُجُوه الَّتِى كَانَت منعمة
…
من دونهَا تضرب الأستار والكلل
…
فأفصح الْقَبْر عَنْهُم حِين ساءلهم
…
تِلْكَ الْوُجُوه عَلَيْهَا الدُّود يقتتل
…
.. يَا طَال مَا أكلوادهرا وَمَا شربوا
…
فَأَصْبحُوا بعد طول الأمل قد أكلُوا
…
5
- فَبكى المتَوَكل وَأمر بِرَفْع الشَّرَاب وَقَالَ يَا أَبَا الْحسن عَلَيْك دين قَالَ نعم أَرْبَعَة آلَاف دِينَار فَدَفعهَا إِلَيْهِ ورده إِلَى بَيته مكرما
وَفِي أَيَّامه كَانَت زلازل عَظِيمَة بقومس وَمَا يَليهَا وَمَات من النَّاس مِمَّن سَقَطت عَلَيْهِ الدّور خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ ألفا وَسِتَّة وَتسْعُونَ وَكَانَ قبل ذَلِك بِفَارِس وخارسان وَالشَّام واليمن وَكَانَ يسمع فِي الزوابع أصوات ومنكرة وتهدمت الْحُصُون والمنازل والقناطر وتدكدكت الْمَدَائِن من الْعرَاق وبالس والرقة وحران وَرَأس الْعين والرها وطرسوس والمصيصة واللاذقية وسواحل الشَّام وَسقط من أنطاكية ألف وَخَمْسمِائة دَار وَمن سورها نَيف وَتسْعُونَ برجا وتقطع جبلها الْأَقْرَع وَسقط فِي الْبَحْر وهاج وطلع مِنْهُ دُخان أسود منتن وغار فِيهَا نهر لَا يدرى أَيْن ذهب
وَفِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين سمع أهل تنيس من مصر ضجة عَظِيمَة مَاتَ مها خلق كثير