الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
ولى الْخلَافَة وَقد ازْدَادَ أَمر الْخلَافَة إدبارا وَلم يبْق للخلفاء أَمر نَافِذ وتسلم نواب معز الدولة الْعرَاق بأسره وَلم يبْق فِي يَد الْخَلِيفَة غير مَا أقطعه معز الدولة مِمَّا يقوم بِبَعْض حَاجته وَبَقِي الْأَمر على ذَلِك حَتَّى مَاتَ معز الدولة بن بويه فِي سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة وقان ابْنه بختيار بِالْأَمر بعده بِعَهْد من أَبِيه ولقب عز الدولة وَاسْتقر فِي أمرة الْأُمَرَاء فأساء السِّيرَة واشتغل باللهو واللعب وَعشرَة النِّسَاء والمغنين وَنفى كبار الدولة وَأخذ إقطاعاتهم وبقى الْأَمر على ذَلِك إِلَى أَن سَار بختيار إِلَى الأهواز فاستخلف سبكتكين التركي عَنهُ بِبَغْدَاد وفتك (82 أ) بختيار بِمن صَحبه من الأتراك فَنَهَضَ سبكتكين وَنهب دَار بختيار بِبَغْدَاد وَاسْتولى على الْأَمر مَكَانَهُ وَقد عجز الْمُطِيع عَن الْحَرَكَة وَالدَّفْع لمَرض بِهِ وَثقل لِسَانه فَدَعَاهُ سبكتكين إِلَى خلع نَفسه من الْخلَافَة وَتَسْلِيم الْأَمر لوَلَده الطائع فَأجَاب إِلَى ذَلِك وخلع نَفسه
وَفِي أَيَّامه فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة لم يُوجد فِي المقياس مَا يُقَاس حَتَّى قيس فِي بَحر الجزيرة وانْتهى النّيل فِي تِلْكَ السّنة إِلَى خَمْسَة عشر ذِرَاعا فَقَط
وَفِي أَيَّامه كثرت الزلازل فزلزلت الأَرْض فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة ثَلَاث مَرَّات ثمَّ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين مرَّتَيْنِ فِي شهر وَاحِد ثمَّ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين مرَّتَيْنِ فِي شهر وَاحِد
وَفِي سنة سِتّ وَخمسين انْتَهَت زِيَادَة النّيل إِلَى اثنى عشر ذِرَاعا وَخَمْسَة عشر أصبعا وَلم يعْهَد مثل ذَلِك وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين وَقع بِمصْر غلاء عَظِيم بيع الْقَمْح فِيهَا ويبة بِدِينَار وَنصف وَالْخبْز رَطْل بِدِرْهَمَيْنِ والبيضة بدرهم وَثلث وَفِي أَيَّامه طمع الرّوم فِي بِلَاد الْمُسلمين فقصدوا حلب فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وثلاثمائة واستولوا عَلَيْهَا دون قلعتها وَأخذُوا مِنْهَا أَمْوَالًا عَظِيمَة لسيف الدولة
وَفِي سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة فتح المصيصة وطرسوس وَقتل وَأسر
وَفِي سنة خمس وَخمسين وصل الرّوم إِلَى آمد ونصيبين