الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَت عماله على الْأَمْصَار عُمَّال أَبِيه الْمُقدم ذكرهم إِذْ لم يمض لَهُ من الزَّمن مَا يسع فِيهِ تَغْيِير الْعمَّال مَعَ اشْتِغَاله بِحَرب مُعَاوِيَة
فَكَانَ على مصر سهل بن حنيف
وَالشَّام بيد مُعَاوِيَة وعَلى الْيمن عبد الله بن (30 ب) عَبَّاس وعَلى الْبَصْرَة عُثْمَان بن حنيف وعَلى الْكُوفَة عمار بن حسان وعَلى إفريقية عبد الله بن أبي سرح
الطَّبَقَة الثَّانِيَة من الْخُلَفَاء خلفاء بنى أُميَّة
وهم أبعة عشر خَليفَة وَكَانَت مقرتهم بِالشَّام وَمُدَّة خلافتهم نَيف وَتسْعُونَ سنة
الأول مِنْهُم مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان
وَهُوَ أَبُو عبد الرَّحْمَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان واسْمه صَخْر ابْن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف جد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَقد قيل إِنَّه كَانَ لخلفاء بنى أُميَّة هَؤُلَاءِ ألقاب تخصهم كألقاب بنى الْعَبَّاس وَإِن لقب مُعَاوِيَة كَانَ النَّاصِر لحق الله
وَأمه هِنْد بنت عتبَة بن ربيعَة بن عبد شمس
أسلم هُوَ وَأَبوهُ يَوْم الْفَتْح وَذَهَبت إِحْدَى عينى أَبِيه يَوْم الطَّائِف وَذَهَبت الْأُخْرَى يَوْم اليرموك
وَكَانَ أَبيض طَويلا إِذا ضحك انقلبت شفته الْعليا وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم
بُويِعَ بالخلافة اليبعة الْعَامَّة حِين سلم إِلَيْهِ الْحسن الْأَمر بِالْكُوفَةِ فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين من الْهِجْرَة وَقَالَ الدولابي فِي ذى الْحجَّة بِبَيْت الْمُقَدّس سنة أَرْبَعِينَ وَكَانَ قد بُويِعَ قبل ذَلِك يَوْم اجْتِمَاع الْحكمَيْنِ بصفين
قَالَ فِي نقط الْعَرُوس وَكَانَ سنه يَوْمئِذٍ دون السِّتين سنة وَكَانَ نقش خَاتِمَة لكل عمل ثَوَاب وَقيل كَانَ نقشه لَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
وَهُوَ أول من رتب الْخلَافَة وَأقَام أبهتها وأجراها على قَاعِدَة الْملك وهوأول من عمل الْمَقْصُورَة فِي الْجَامِع من الْخُلَفَاء ليصلى فِيهَا يَوْم الْجُمُعَة وَأول من رتب الْبَرِيد فِي الْإِسْلَام على مَا سيأتى ذكره فِي الْبَاب السَّابِع إِن شَاءَ الله تَعَالَى وبقى حَتَّى توفى بِدِمَشْق فِي مستهل شهر رَجَب سنة سِتِّينَ من الْهِجْرَة وَقيل فِي النّصْف من (21 أ) رَجَب وعمره ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة وَقيل خمس وَسَبْعُونَ وَقيل خمس وَسَبْعُونَ وَقيل سَبْعُونَ
وَاخْتلف فِيمَن صلى عَلَيْهِ فَقيل ابْنه يزِيد وَقيل إِن يزِيد كَانَ غَائِبا وَإِن الذى صلى عَلَيْهِ الضَّحَّاك بن قيس وَدفن بِدِمَشْق بَين بَاب الْجَابِيَة وَبَاب الصَّغِير
وَمُدَّة خِلَافَته مُنْذُ اجْتمع لَهُ الْأَمر بتسلم الْحسن إِلَيْهِ تسع عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر وَسَبْعَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَقيل وَخَمْسَة أَيَّام
قَالَ الدولابي وَأقَام على الشَّام أَرْبَعِينَ سنة واليا عَلَيْهَا فِي خلَافَة عمر أَربع سِنِين وَفِي خلَافَة عُثْمَان أثنتا عشرَة سنة كَذَلِك وَخمْس سِنِين يُقَاتل عليا ومنذ خلص لَهُ الْأَمر إِلَى أَن مَاتَ تسع عشرَة سنة وَلما مرض دخل عَلَيْهِ