المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحوادث والماجريات في خلافته - مآثر الإنافة في معالم الخلافة - جـ ١

[القلقشندي]

فهرس الكتاب

- ‌الْفَصْل الأول

- ‌وَأما كَيْفيَّة النِّسْبَة إِلَى الْخَلِيفَة

- ‌الْفَصْل الثَّانِي

- ‌الْفَصْل الأول

- ‌الْفَصْل الثَّانِي

- ‌الْفَصْل الثَّالِث

- ‌الْفَصْل الرَّابِع

- ‌الْفَصْل الْخَامِس

- ‌الْفَصْل السَّابِع

- ‌الْفَصْل الأول فِيمَن ولى الْخلَافَة من صدر الْإِسْلَام وهلم جرا إِلَى زَمَاننَا وهم على أَربع طَبَقَات

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّانِي من الْخُلَفَاء الرَّاشِدين

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّالِث من الْخُلَفَاء الرَّاشِدين عُثْمَان بن عَفَّان رضى الله عَنهُ

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الرَّابِع من الْخُلَفَاء الرَّاشِدين عَليّ بن أبي طَالب رضى الله عَنهُ

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الْخَامِس من الْخُلَفَاء الرَّاشِدين الْحسن بن عَليّ رضى الله عَنْهُمَا

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الطَّبَقَة الثَّانِيَة من الْخُلَفَاء خلفاء بنى أُميَّة

- ‌الأول مِنْهُم مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌وَولى على مَكَّة خَالِد بن الْعَاصِ بن هِشَام

- ‌الثَّانِي من خلفاء بني أُميَّة يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّالِث من خلفاء بني أُميَّة

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الرَّابِع من خلفاء بني امية

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الْخَامِس من خلفاء بني امية عبد الْملك بن مَرْوَان

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌السَّادِس من خلفاء بني أُميَّة

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌السَّابِع من خلفاء بني امية سُلَيْمَان بن عبد الْملك

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ أولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّامِن من خلفاء بني امية عمر بن عبد الْعَزِيز

- ‌الْحَوَادِث والمماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ ولايات الامصار فى خلافتة

- ‌التَّاسِع من خلفاء بني امية يزِيد بن عبد الْملك

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الْعَاشِر من خلفاء بني امية

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الْحَادِي عشر من خلفاء بني امية الْوَلِيد بن يزِيد

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌ أالثاني عشر من خلفاء بني امية يزِيد بن الْوَلِيد

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّالِث عشر من خلفاء بني امية ابراهيم بن الْوَلِيد

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الرَّابِع عشر من خلفاء بني امية مَرْوَان بن مُحَمَّد

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌تذنيب

- ‌الطَّبَقَة الثَّالِثَة من الْخُلَفَاء خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الاول من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثانى من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق الْمَنْصُور

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّالِث من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق المهدى

- ‌الحوداث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الرَّابِع من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الْخَامِس من الْخُلَفَاء بني الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌السَّادِس من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق الامين

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌السَّابِع من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق

- ‌ ب الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّامِن من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌التَّاسِع من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌المتَوَكل على الله

- ‌ ب) الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الحادى عشر من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثانى عشر من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق المستعين بِاللَّه

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌الرَّابِع عشر من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الْخَامِس عشر من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌المعتضد بِاللَّه

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الحدوادث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌المقتدر بِاللَّه

- ‌ ب) الْحَوَادِث والماجريات فِي زَمَانه

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌التَّاسِع عشر من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ ب) ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الْعشْرُونَ من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الْحَادِي وَالْعشْرُونَ من خلفاء بن الْعَبَّاس

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الامصار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّانِي وَالْعشْرُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الثَّالِث وَالْعشْرُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

- ‌الرَّابِع وَالْعِشْرين منخلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌السَّادِس وَالْعِشْرين من خلفاء بنى الْعَبَّاس بالعراق

- ‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

- ‌ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته

الفصل: ‌الحوادث والماجريات في خلافته

وَأرْسل أقضى الْقُضَاة أَبَا الْحسن الماوردى الشافعى إِلَى الْملك أبي كاليجار الْمَرْزُبَان بن سُلْطَان الدولة بِفَارِس وَمَا مَعهَا فَأخذ لَهُ الْبيعَة عَلَيْهِ وخطب لَهُ فِي بِلَاده وبقى حَتَّى توفى لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وعمره سِتّ وَسَبْعُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر وَأَيَّام وَكَانَ سَبَب مَوته فِيمَا ذكر أَنه أَصَابَهُ ماشر فافتصد فانفجرت فصادته وهونائم فَخرج مِنْهُ دم كثير وَهُوَ لَا يشْعر فَاسْتَيْقَظَ وَقد سَقَطت قوته فأحضر وزيره ابْن جهير والقضاة وأشهدهم قوته فأحضر وزيره ابْن جهير والقضاة وأشهدهم أَنه جعل ابْن ابْنه عبد الله ابْن ذخيرة الدّين مُحَمَّد بن الْقَائِم بامر الله ولى عَهده وَمَات وَمُدَّة خِلَافَته أَربع وَأَرْبَعُونَ سنة وَثَمَانِية أشهر وَخَمْسَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَلم يكن لَهُ عقب غير ابْن ابْنه الْمَذْكُور

‌الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته

لما ولى الْخلَافَة قَامَ بتدبير دولته جلال الدولة بن بهاء الدولة بن بويه الديلمى وتشغبت عَلَيْهِ الْجند بِبَغْدَاد فِي

ص: 335

سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة ونهبوا دَاره (90 ب) وأخرجوه من بَغْدَاد وَكَتَبُوا إِلَى الْملك أبي كالجيار يستدعونه إِلَى بَغْدَاد ثمَّ وَقع الإتفاق بَين جلال الدولة والجند وَعَاد جلال الدولة إِلَى بَغْدَاد وَفِي سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة انحل أَمر الْخلَافَة والسلطنة بِبَغْدَاد وَعظم أَمر العيارين وصاروا يَأْخُذُونَ أَمْوَال النَّاس لَيْلًا وَنَهَارًا وَلَا مَانع لَهُم وَالسُّلْطَان جلال الدولة عَاجز عَن دفعهم وانتشرت الْعَرَب فِي النواحى فنهبوا الْبِلَاد وَقَطعُوا الطّرق ثمَّ وَقعت الوحشة بَين جلال الدولة وَبَين الْقَائِم بِأَمْر الله الْخَلِيفَة فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِسَبَب أَن الجوالى كَانَت تجبى وَتحمل إِلَى الْخَلِيفَة لَا يُعَارضهُ فِيهَا الْمُلُوك فاستولى عَلَيْهَا جلال الدولة فِي هَذِه السّنة ثمَّ توفى جلال الدولة بِبَغْدَاد فِي شعْبَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَ ملكه بِبَغْدَاد سِتّ عشرَة سنة وَأحد عشر شهرا وَلما مَاتَ كَانَ ابْنه الْملك الْعَزِيز بواسط فكاتبه الْجند فِي أَمر السلطنة فَلم يجد من يُعينهُ على ذَلِك وَمَات قبل انتظام أمره فكاتب الْملك أَبُو كالجيار الْمَرْزُبَان بن سُلْطَان الدولة بن

ص: 336

ركن الدولة بن بويه صَاحب فَارس وَمَا مَعهَا عَسْكَر بَغْدَاد فِي اسْتِقْرَار السلطنة بِبَغْدَاد لَهُ فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِك وخطب لَهُ بِبَغْدَاد فِي صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وخطب لَهُ أَيْضا أَبُو الشوك ودبيس بن مزِيد زنصر الدولة بن مَرْوَان ببلادهم ثمَّ سَار أَبُو كاليجار الْمَذْكُور إِلَى بَغْدَاد فَدَخلَهَا فِي رَمَضَان من هَذِه السّنة وَزَيْنَب بَغْدَاد لقدومه ثمَّ توفى أَبُو كالجيار فِي رَابِع جُمَادَى الأولى سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة بِمَدِينَة جناب من كرمان وعمره أَرْبَعُونَ سنة فَكَانَ ملكه الْعرَاق أَربع سِنِين وشهرين وَلما وصل خبر وَفَاة أبي كالجيار إِلَى بَغْدَاد (91 أ) وَبهَا وَلَده الْملك الرَّحِيم جمع الْجند واستحلفهم وَاسْتولى على بَغْدَاد ثمَّ أرسل الْملك الرَّحِيم عسكرا إِلَى شيراز قَاعِدَة فَارس فقبضوا على أَخِيه أبي الْمَنْصُور الْقَائِم مقَام أَبِيه بِفَارِس فِي شَوَّال من هَذِه السّنة وخطب للْملك الرَّحِيم بشيراز ثمَّ سَار الْملك الرَّحِيم من بَغْدَاد إِلَى خوزستان فَلَقِيَهُ من بهَا الْجند وأطاعوه ثمَّ سَار طغرلبك بن دَاوُد بن مِيكَائِيل بن سلجوق السلجوقى نَحْو بَغْدَاد حَتَّى وصل حلوان فَعظم الإرجاف بِبَغْدَاد وَبعث قواد بَغْدَاد

ص: 337

يبذلون لَهُ الطَّاعَة وَأَن يخطبوا لَهُ فأجابهم طغرلبك إِلَى ذَلِك وَتقدم الْقَائِم الْخَلِيفَة بذلك فَخَطب لَهُ بجوامع بَغْدَاد لثمان بَقينَ من شهر رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ أرسل طغرلبك يسْتَأْذن الْخَلِيفَة فِي دُخُول بَغْدَاد فتوجهت إِلَيْهِ رسل الْخَلِيفَة وحلفوه للخليفة وللملك الرَّحِيم الْمُقدم ذكره فَحلف لَهما وَسَار طغرلبك حَتَّى دخل بَغْدَاد فنزلها وَاتفقَ أَن بعض عَسْكَر طغرلبك وَقع بَينه وَبَين السوقة فتْنَة فثار أهل تِلْكَ الْمحلة على من فِيهَا من عَسْكَر طغرلبك ونهبوهم وثارت الْفِتْنَة بَين الْعَامَّة وعسكر طغرلبك واتهم طغرلبك الْملك الرَّحِيم فِي أَنه السَّبَب فِي تِلْكَ الْفِتْنَة فالتمس حُضُوره من الْخَلِيفَة فَخرج إِلَيْهِ هُوَ وأعيان القواد فَقبض طغرلبك على الْملك الرَّحِيم وَسَائِر القواد الَّذين مَعَه فَعظم ذَلِك على الْخَلِيفَة وَبعث إِلَى طغرلبك فِي أَمرهم فأفرج عَن بعض القواد وَاسْتمرّ بالباقين وبالملك الرَّحِيم فِي الاعتقال

وبالقبض على الْملك الرَّحِيم زَالَ ملك بنى بويه عَن الْعرَاق واستقرت الدولة السلجوقية وَسَار طغرلبك عَن بَغْدَاد فِي عَاشر ذى الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة بعد أَن

ص: 338

أَقَامَ بِبَغْدَاد ثَلَاثَة عشر شهرا وأياما لم يلق فِيهَا الْخَلِيفَة (91 ب) وَاسْتولى طغرلبك فِي خرجته تِلْكَ على الْموصل وأعمالها ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَدخل بَغْدَاد وَقصد الِاجْتِمَاع بالخليفة لقائم فَجَلَسَ لَهُ الْخَلِيفَة وَعَلِيهِ الْبردَة على سَرِير عَال عَن الأَرْض نَحْو سَبْعَة أَذْرع فَقبل طغرلبك الأَرْض بَين يدى الْخَلِيفَة وَجلسَ على كرسى ثمَّ قَالَ لَهُ الْخَلِيفَة على لِسَان رَئِيس الرؤساء إِن الْخَلِيفَة قد ولاك جَمِيع مَا ولاه الله تَعَالَى من بِلَاد ورد إِلَيْك مُرَاعَاة عباده فَاتق الله فِيمَا ولاك واعرف نعْمَته عَلَيْك وخلع على طغرلبك واعطى الْعَهْد فَقبل الارض وَيَد الْخَلِيفَة ثَانِيًا وَانْصَرف ثمَّ ارسل طغرلبك الى الْخَلِيفَة خمسين الف دِينَار وَخمسين مَمْلُوكا من الاتراك بخيولهم وسلاحهم مَعَ ثِيَاب وَغَيرهَا ثمَّ سَار طغرلبك من بَغْدَاد الى همذان فِي سنة خمسين واربع مائَة وَتَبعهُ من كَانَ بِبَغْدَاد من الاتراك فقصد ارسلان البساسيري وَهُوَ مَمْلُوك تركي من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه وَمَعَهُ قُرَيْش بن بدران الى بَغْدَاد فَدَخلَهَا ثامن ذِي الْقعدَة من هَذِه السّنة وخطب بِجَامِع

ص: 339

الْمَنْصُور للمستنصر الْعلوِي خَليفَة مصر وامر بِأَن يُؤذن فِيهَا بحى على خير الْعَمَل ثمَّ ركب البساسيري فِي جمع وَنهب الْحَرِيم وَدخل الْبَاب النسوي فَركب الْخَلِيفَة الْقَائِم لابسا السوَاد وعَلى كتفه الْبردَة وَبِيَدِهِ سيف وعَلى رَأسه اللِّوَاء وَحَوله زمرة من العباسيين والخدم بِالسُّيُوفِ المسلولة وسرى النهب الى بَاب الفردوس من دَاره فَلَمَّا رأى الْقَائِم ذَلِك رَجَعَ الْقَهْقَرِي وَدخل المنظرة فَقَالَ رَئِيس الرؤساء لقريس بن بدران امير الْمُؤمنِينَ الْقَائِم يستذم بذمامك وذمام رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وذمام الْعَرَبيَّة على نَفسه وَمَاله وَأَهله وَأَصْحَابه (92 أ) فَأعْطَاهُ قُرَيْش الذمام وَنزل الْخَلِيفَة الى قُرَيْش فَتغير البساسيري لذَلِك وعتب على قُرَيْش ثمَّ اتّفق الْأَمر على ان يسلم رَئِيس الرؤساء الى البساسيري لِأَنَّهُ عدوه وَيبقى الْخَلِيفَة عِنْد قُرَيْش وَحمل قُرَيْش الْخَلِيفَة الى مُعَسْكَره بالبردة والقضيب واللواء ونهبت دَار الْخلَافَة وحريمها اياما ثمَّ بعث بالخليفة مَعَ بني عَمه الى عانة فَنزل بهَا وَسَار اصحاب الْخَلِيفَة الى طغرل وَأقَام البساسيري بعد خُرُوج الْخَلِيفَة الْقَائِم بِبَغْدَاد يحسن الى النَّاس وَيحمل

ص: 340

على رَأسه فِي ركُوبه فِي المواكب الوية الْمُسْتَنْصر خَليفَة مصر وَأرْسل الى الْمُسْتَنْصر يعرفهُ اقامة الْخطْبَة لَهُ بالعراق ثمَّ سَار البساسيري عَن بَغْدَاد الى وَاسِط وَالْبَصْرَة فملكهما ثمَّ عَاد الْخَلِيفَة الْقَائِم الى بَغْدَاد فِي سنة احدى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَأرْسل طغرلبك الْخيام الْعَظِيمَة والآلات للقائم الْخَلِيفَة وَسَار مَعَ الْخَلِيفَة حَتَّى دخل دَاره بِبَغْدَاد لخمس بَقينَ من ذى الْقعدَة سنة احدى وَخمسين ثمَّ خرج طغرلبك فِي طلب البساسيري وجهز اليه عسكرا فأدركوه وَجرى بَينهم قتال قتل فِيهِ البساسيري وَحمل رَأسه الى طغرلبك فَبعث بهَا طغرلبك الى دَار الْخلَافَة فعلقت مُقَابل الْبَاب النسوي ثمَّ تزوج طغرلبك بنت الْخَلِيفَة الْقَائِم وَعقد عَلَيْهَا فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَأَرْبع مائَة بتبريز بوكالة من الْخَلِيفَة ثمَّ قدم طغرلبك الى بَغْدَاد وَدخل بابنة الْخَلِيفَة فِي سنة خَمْسَة وَخمسين وَأَرْبع مائَة وثارت الرّعية من عسكره بِسَبَب اخراجهم لَهُم من بُيُوتهم وفسقهم بنسائهم اخذا بِالْيَدِ وَبعد دُخُول طغرلبك بإبنة الْخَلِيفَة سَار من بَغْدَاد الى بِلَاد الْجَبَل وَهِي عراق الْعَجم فَمَرض وَتُوفِّي بِالريِّ فِي

ص: 341

ثامن رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَأَرْبع مائَة وَلم يكن لطغرلبك عقب (92 ب) فاستقرت السطنة بعده لِابْنِ اخيه مُحَمَّد ألب ارسلان بن دَاوُد بن مِيكَائِيل بن سلجوق ثمَّ قتل الب ارسلان الْمَذْكُور غيلَة وَهُوَ فِي مِائَتي الف فَارس فِي عَاشر ربيع الأول سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ قد اوصى بالسلطنة لِابْنِهِ مكشاه وَهُوَ مَعَه فَعَاد بالعسكر الى خُرَاسَان وَقَامَ بتدبير دولته نظام الْملك وَزِير ابيه فَأحْسن التَّدْبِير وَأرْسل الى بَغْدَاد والأطراف فَخَطب لَهُ بهَا على قَاعِدَة ابيه الب ارسلان وَبَقِي السُّلْطَان ملكشاه فِي السلطنة الى مَا بعد خلَافَة الْقَائِم

وَمن عَجِيب مَا وَقع فِي خِلَافَته مَا حَكَاهُ الشَّيْخ ابو عَليّ ابْن سينا فِي كِتَابه الشِّفَاء انه فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَقع بجرجان صَاعِقَة فنشبت فِي الأَرْض ثمَّ نبت نبوة الكرة الَّتِي ترمى بهَا الْحَائِط ثمَّ عَادَتْ فنشبت فِي الأَرْض وَسمع النَّاس لذَلِك صَوتا عَظِيما هائلا فتفقدوا امْرَهْ فظفروا بِهِ فِي صُورَة حَدِيد ملتئم من اجزاء جاوشية مستديرة قد الْتَصق بَعْضهَا بِبَعْض يزن مائَة وَخمسين منا فَحمل الى جرجان فالتمس مِنْهُ مَحْمُود بن سبكتكين

ص: 342