الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
لما بُويِعَ بعث الى بجكم وَهُوَ بواسط فَحَضَرَ فبقاه على امرة الامراء واقر سُلَيْمَان بن الْحسن وَزِير الراضي على الوزارة وَلَيْسَ لَهُ من الوزارة سوى اسْمهَا والامر فِي ذَلِك للكوفي كَاتب بجكم فَفِي ذَلِك قيل
…
وَزِير رَضِي من بأسه وانتقامه
…
بطىء رقاع حشوها النّظم والنشر
…
كَمَا تسجع الورقاء وَهِي حمامة
…
وَلَيْسَ لَهَا نهى يطاع وَلَا امْر
…
وَبَقِي الامر على ذَلِك الى ان خرج بجكم لقِتَال البريدي فَمر بأكراد فطمعت نَفسه فِي مَالهم فقصدهم فَفرُّوا من بَين يَدَيْهِ فَتَبِعهُمْ وطعنه صبي من الاكراد بِرُمْح فِي خاصرته طعنة مَاتَ مِنْهَا فَلَمَّا بلغ المتقي قَتله استولى على دَاره واخذ مِنْهَا اموالا جمة وجد اكثرها مَدْفُونا وَكَانَت مُدَّة امارة بجكم سنتَيْن وَثَمَانِية
اشهر واياما وَلما قتل بجكم قدم البريدي بَغْدَاد وَاسْتولى على الامر اياما ثمَّ اخرجه الْعَامَّة مِنْهَا لسوء سيرته وَاسْتولى على الامر بعده كورتكين مُدَّة طَوِيلَة وَسَار ابْن رائق بعد استخلافه على دمشق حَتَّى دخل بَغْدَاد فغلب كورتكين على الامر وحبسه وقلد المتقي ابْن رائق امرة الامراء وطوق وسور ثمَّ عَاد البريدي الى بَغْدَاد فِي سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَاسْتولى عَلَيْهَا ونهبها وهرب المتقي وَابْن رائق الى جِهَة الْموصل لناصر الدولة يستمدانه فَأكْرم نزلهما ونثر الدَّنَانِير على رَأس ابْن المتقي وَلما قاما للآنصراف امْر نَاصِر الدولة اصحابه بقتل ابْن رائق فَقَتَلُوهُ وَذَلِكَ لسبع بَقينَ من رَجَب سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَسَار نَاصِر الدولة بن حمدَان الى المتقي صُحْبَة ابْنه (79 ب) فَخلع المتقي عَلَيْهِ وَجعله امير الامراء وَسَار المتقي وناصر الدولة الى بَغْدَاد فهرب مِنْهَا البريدي بعد ان اقام بهَا ثَلَاثَة اشهر وَعشْرين يَوْمًا وَدخل المتقي وناصر الدولة الى بَغْدَاد فِي جيوش عَظِيمَة وامر نَاصِر
الدولة باصلاح الدَّنَانِير فاصلحت وَكَانَ كل دِينَار بِعشْرَة دَرَاهِم فَبيع بِثَلَاثَة عشر درهما وَفِي سنة احدى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة سَار نَاصِر الدولة من بَغْدَاد الى الْموصل فثارت الديلم ونهبت دَار ناصرالدولة وَكَانَ توزون قد خرج من محبسه فقصد بَغْدَاد وَسَار سيف الدولة بن حمدَان اخو نَاصِر الدولة من وَاسِط الى بَغْدَاد فَدفع اليه المتقي اربعمائة الف دِينَار فرقها فِي العساكر لمنع توزون والاتراك عَن بَغْدَاد فَلَمَّا وصل توزون بِمن مَعَه من الاتراك الى بَغْدَاد هرب سيف الدولة عَنْهَا ودخلها توزون فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من رَمَضَان سنة احدى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة فَخلع المتقي على توزون وَجعله امير الامراء ثمَّ خرج المتقي واهله من بَغْدَاد الى جِهَة الْموصل خوفًا من توزون وَاجْتمعَ بناصر الدولة وَسيف الدولة ابْني حمدَان فأقاموا مُدَّة ثمَّ سَار المتقي الى بَغْدَاد لملاقاته فَلَقِيَهُ بالسندية فَقبل لَهُ الارض وَقبل يَده وركابه ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد ذَلِك وسمل عَيْنَيْهِ يَوْم السبت لعشر بَقينَ من صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَسَار بِهِ الى بَغْدَاد وَهُوَ اعمى