الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
قَالَ الْمُؤَيد صَاحب حماه وَلم يكن للطائع فِي ولَايَته من الحكم مَا يسْتَدلّ بِهِ على حَاله وَلما بُويِعَ بالخلافة انحدر سبكتكتين إِلَى وَاسِط وَتَبعهُ الطائع والمطيع وَهُوَ مخلوع فَمَاتَ الْمُطِيع بدير العاقول وَمرض سبكتكين وَمَات فَحمل إِلَى بَغْدَاد فَدفن بهَا وَقدم عَسْكَر سبكتكين عَلَيْهِم أفتكين أحد قوادهم وَسَار إِلَى وَاسِط وَبهَا بختيار فَجرى بَينهم وَبَين بختيار قتال كَبِير وَبعث بختيار إِلَى ابْن عَمه عضد الدولة بن ركن الدولة صَاحب فَارس يستنجده فَقدم عضد الدولة الْعرَاق وَاسْتولى على بَغْدَاد بعد قتال وَأعَاد الْخَلِيفَة إِلَى دَار الْخلَافَة وَرَأى عضد الدولة عجز بختيار عَن الْقيام بِأَمْر الْجند فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِصَرْف نَفسه عَن الإمرة فَفعل ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد ذَلِك وحبسه واستبد عضد الدولة بِالْأَمر وَأحسن إِلَى الْخَلِيفَة الطائع وعظمه وأتحفه بالأموال وَبلغ الْخَبَر ركن الدولة بن بويه بِفَارِس فَأنْكر على ابْنه عضد الدولة وَأرْسل يتوعده ويهدده بِسَبَب بختيار فَرد عضد الدولة الْأَمر إِلَى بختيار
وخلع عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَسَار عَنهُ إِلَى فَارس مَوضِع ملك أَبِيه ركن الدولة وبقى الْأَمر (84 ب) على ذَلِك حَتَّى مَاتَ ركن الدولة فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة واستخلف على ملكه ابْنه عضد الدولة بعد أَن عقد لِابْنِهِ فَخر الدولة على همذان وأعمال الْجَبَل ولابنه مؤيد الدولة على أصفهان وأعمالها وجعلهما تَحت حكم أخيهما عضد الدولة فِي هَذِه الْبِلَاد وَسَار عضد الدولة بعد وَفَاة أَبِيه إِلَى الْعرَاق فَدخل بَغْدَاد وَقد خرج عَنْهَا بختيار إِلَى جِهَة الشَّام ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد لقِتَال عضد الدولة فَقبض عضد الدولة عَلَيْهِ ثمَّ قَتله وَاسْتقر عضد الدولة فِي تَدْبِير أُمُور الْخلَافَة بِبَغْدَاد وبقى إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة فَكَانَت ولَايَته بالعراق خمس سِنِين وَسِتَّة أشهر وَهُوَ الذى بنى سور الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة على ساكنها أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَولى الْأَمر بعده ابْنه صمصام الدولة أَبُو كاليجار بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه ثمَّ سمل وَكَانَ اخوه شرف الدولة بن عضد الدولة بكرمان فَلَمَّا بلغه موت أَبِيه سَار إِلَى فَارس وملكها وَقطع خطْبَة أَخِيه صمصام الدولة وَلم
بك إِلَّا مَا كشفت عَنَّا فَقبض على عِيسَى النصرانى فصادره وعزل ميسا عَن الشَّام
وَكَانَ على دمشق رَيَّان خَادِم الْمعز الفاطمى نِيَابَة عَنهُ ثمَّ غلب عَلَيْهَا أفتكين مولى معز الدولة بن بويه الديلمى وَقطع الْخطْبَة بهَا للمعز الفاطمى وخطب للطائع العباسي فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وثلاثمائة ثمَّ انتزعها مِنْهُ الْمعز الفاطمى بعد ذَلِك وَقبض عَلَيْهِ بعد قتال جرى بَينهمَا وأحضره مَعَه إِلَى مصر وأنزله هُوَ وَمن مَعَه من الديلم دَاخل بابى زويله على الْقرب من (85 ب) حارة الديلم فسميت بهم حارة الديلم إِلَى الان ثمَّ بعد موت الْمعز وَولَايَة ابْنه الْعَزِيز تغلب عَلَيْهَا شخص اسْمه قسام وَكَانَ يخْطب بهَا للعزيز الفاطمى ثمَّ انتزعها الْعَزِيز من قسام وَقرر فِيهَا بكتكين فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة ثمَّ انتزعها مِنْهُ بكجور مولى قرعويه صَاحب حلب بِأَمْر الْعَزِيز الفاطمى سنة ثَلَاث وَسبعين وثلاثمائة
فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الطائع
وَكَانَت حلب بيد قرعويه غُلَام سيف الدولة بن حمدَان فغلب عَلَيْهَا بكجور غُلَام قرعويه الْمَذْكُور واقتلعها مِنْهُ ثمَّ انتزعها مِنْهُ سعد الدولة بن سيف الدولة بن حمدَان فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الطائع
وَكَانَ على مَكَّة الْحسن بن جَعْفَر السليمانى فَمَاتَ فولى عَلَيْهَا أَخُوهُ عِيسَى وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الطائع
وَكَانَ على الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة أَبُو الْحُسَيْن طَاهِر من ولد مُسلم بن طَاهِر بن الْحسن الحسينى فبقى بهَا إِلَى مَا بعد خلَافَة الطائع
وَكَانَ الْيمن بيد بنى زِيَاد
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر بيد الخانيه من مُلُوك التّرْك
وخرسان بيد مَنْصُور بن نوح فَمَاتَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَولى بعده ابْنه نوح بن مَنْصُور فبقى إِلَى مَا بعد الطائع