الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
السَّادِس عشر من خافاء بنى الْعَبَّاس بالعراق
المعتضد بِاللَّه
وَهُوَ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْمُوفق طَلْحَة بن المتَوَكل جَعْفَر
وَأمه أم ولد اسْمهَا ضرار وَيُقَال إِن اسْمهَا خفير وَكَانَ نحيفا ربعَة خَفِيف العارضين يخضب بِالسَّوَادِ سريع النهضة عِنْد الْحَادِثَة ينْفَرد بالأمور بتجربة وحنكة وَكَانَ شهما مهيبا عِنْد أَصْحَابه يتقول سطوته ويكفون عَن الْمَظَالِم خوفًا مِنْهُ مَعَ عفة ذيل
قَالَ ابْن إِسْحَاق القاضى دخلت على المعتضد وعَلى رَأسه أَحْدَاث روم صباح الْوُجُوه فأطلت النّظر إِلَيْهِم فَلَمَّا قُمْت أَمرنِي بِالْجُلُوسِ فَجَلَست فَلَمَّا تفرق النَّاس قَالَ يَا قاضى وَالله مَا حللت سراويلى على حرَام قطّ
بُويِعَ لَهُ بالخلافة لإحدى عشرَة لَيْلَة بقيت من رَجَب سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ بعد وَفَاة الْمُعْتَمد وَكَانَ نقش خَاتمه الِاضْطِرَار يزِيل الِاخْتِيَار وبقى حَتَّى توفى بِبَغْدَاد لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لسبع وَقيل لثمان بَقينَ من ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وعمره سِتّ وَأَرْبَعُونَ سنة وَصلى عَلَيْهِ أَبُو عمر القاضى وَدفن لَيْلًا فِي دَار مُحَمَّد بن طَاهِر وَيُقَال إِن وزيره إِسْمَاعِيل بن طَاهِر سمه وَمُدَّة خِلَافَته تسع سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَأَرْبَعَة أَيَّام وَقيل وَثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَلما حَضرته الْوَفَاة أنْشد
…
وَلَا تأمنن الدَّهْر إنى أمنته
…
فَلم يبْق لى مَالا وَلم يرع لى حَقًا
…
قتلت صَنَادِيد الرِّجَال وَلم أدع
…
عدوا وَلم أمْهل على طغيه خلقا
…