الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نقش خَاتمه السعيد من وعظ بِغَيْرِهِ وَكَانَ القَاضِي بِمصْر بكار بن قُتَيْبَة ثمَّ غضب عَلَيْهِ ابْن طولون فِي اواخر ايامه وحبسه وَقَيده وَطَلَبه بجوائزه الَّتِي كَانَ بعث بهَا اليه فَوَجَدَهَا فِي منزله بخواتيمه سِتَّة عشر كيسا فِيهَا سِتَّة عشر الف دِينَار واقام مُحَمَّد بن شَاذان الْجَوْهَرِي كالنائب لَهُ وَابْن طولون فِي خلال ذَلِك يخرج بكارا كلما جلس للمظالم ويقيمه بَين يَدَيْهِ الى ان مَاتَ ابْن طولون ثمَّ مَاتَ القَاضِي بكار بعده بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا وَدفن عِنْد مصلى ابْن مِسْكين وقبره مَشْهُور هُنَاكَ يزار مَعْرُوف باجابة الدُّعَاء عِنْده وَبقيت مصر بعد ذَلِك سنتَيْن بِغَيْر قَاض
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
لما ولى الْخلَافَة اقبل على لذاته ولهوه وَجعل اخاه طَلْحَة ولى عَهده ولقبه الْمُوفق وَجعل اليه الْمشرق وَجعل ابْنه جعفرا ولى عَهده ولقبه الْمُفَوض الى الله
وَجعل اليه الْمغرب فغلب الموف على الامر وَقَامَ بِهِ اسد قيام واحسنه وَمَال النَّاس اليه واحتجز الْمُعْتَمد وضيق عَلَيْهِ حَتَّى انه احْتَاجَ فِي وَقت الى ثَلَاثمِائَة دِرْهَم فَلم يجدهَا فَأَنْشد
…
الْيَسْ من الْعَجَائِب ان مثلي
…
يرى مَا قل مُمْتَنعا عَلَيْهِ
…
وَتُؤْخَذ باسمه الدُّنْيَا جَمِيعًا
…
وَمَا من ذَاك شَيْء فِي يَدَيْهِ
…
وَفِي ايامه كَانَ قد ابْتَدَأَ ظُهُور القرامطة وهم طَائِفَة ملعونة ظَهرت من سَواد الْعرَاق ينسبون الى رجل اسْمه الْفرج بن عُثْمَان يلقب بقرمط وَمَعْنَاهُ بالنبطية احمر الْعين قيل ان الَّذِي كَانَ اتى بِهِ 69 أالى السوَاد رجل احمر الْعين فشهر بشهرته وَكَانَ اللعين قد قَامَ فِي اهل الْبَادِيَة مِمَّن لَا مُعْتَقد لَهُ وَادّعى انه جَاءَ بِكِتَاب اوله بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
يَقُول الْفرج بن عُثْمَان وَهُوَ من قَرْيَة يُقَال لَهَا نصرانة انه دَاعِيَة الْمَسِيح وَهُوَ عِيسَى وَهُوَ الْكَلِمَة وَهُوَ الْمهْدي وَهُوَ احْمَد بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَهُوَ جِبْرِيل وان الْمسْح تصور لَهُ فِي جسم انسان وَقَالَ لَهُ انك الداعية وانك الْحجَّة وانك النَّاقة وانك الدَّابَّة وانك يحيى بن زَكَرِيَّا وانك روح الْقُدس الى غير ذَلِك من سخيف الالفاظ وكفريات الاقوال وَاتبعهُ على هَذَا الهذيان خلق كثير مِمَّن لَا عقل لَهُ وَلَا مسكة دين من اهل الْقرى وقويت شوكته وعظمت دولته وَكَثُرت اتِّبَاعه وطالت ايامهم وتمادت وَكَانَ للاسلام بهم اعظم نكاية قَالَ صَاحب العبر وَهَؤُلَاء القرامطة يعْرفُونَ فِي بِلَاد الْمشرق بالملاحدة لَان مَذْهَبهم كُله الحاد وَمِنْهُم الاسماعيلية بقلاع الدعْوَة بأعمال طرابلس من بِلَاد الشَّام المعروفون بالفداوية
وَفِي ايامه توفّي الامام ابو عبد الله مُحَمَّد بن اسماعيل البُخَارِيّ صَاحب الْجَامِع الصَّحِيح سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ