الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي سنة احدى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ كَانَ بِمصْر زَلْزَلَة عَظِيمَة انْهَدَمت مِنْهَا مَنَارَة الاسكندرية ثمَّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين كَانَ زَلْزَلَة عَظِيمَة عَمت الْبلدَانِ وَوَقع غلاء بيع الْقَمْح فِيهِ نصف ويبة بِدِينَار
وَفِي سنة خمس وَسبعين احترقت مَدِينَة الْفسْطَاط وَاحْتَرَقَ الْجَامِع الْعَتِيق وَهُوَ الْحَرِيق الثَّانِي وعمره ابو الْجَيْش ابْن طولون
ولايات الامصار فِي خِلَافَته
كَانَ على مصر قبله احْمَد بن طولون فأقره عَلَيْهَا وَبَقِي الى مَا بعد 69 ب خِلَافَته وَالْقَاضِي بهَا بكار بن قُتَيْبَة ايضا وَفِي ايامه استضاف احْمَد بن طولون الشَّام بعد موت مقطعها اماجور الى مصر وصيرهما مملكة وَاحِدَة ى لَهُ فِي سنة ارْبَعْ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ اول من جمع بَينهمَا فِي الِاسْم وَبَقِي عَلَيْهِمَا حَتَّى توفّي احْمَد بن طولون فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت مَنَازِله ومنازل بنيه بعده حول جَامعه الْمَوْجُود الان من كل جَانب وَيعرف بالقطائع فَكَانَ يُقَال قطيعة
فلَان وَقَطِيعَة فلَان كل خطّ مِنْهَا يُسمى قطيعة وَكَانَ الامراء فِيمَا قبله ينزلون بدار الامارة بالفسطاط وَكَانَ مبدأ بِنَاء جَامعه فِي صفر سنة تسع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَسبب بنائِهِ جَامعه هَذَا انه كَانَ يكثر التَّرَدُّد الى مَدِينَة عين شمس الخراب وَهِي الكيمان الَّتِي على الْقرب من المطرية من غربيها فاتفق انه بَينا هُوَ يسير فِي أرْضهَا يَوْمًا اذ ساخت يَد فرسه فِي الارض فَأمر بِحَفر ذَلِك الْمَكَان فَوجدَ فِيهِ كنزا من ذهب فِي ناووس حجر وَمُقَابِله ناووس اخر فِيهِ ميت مصبر فِي عسل نحل وعَلى صَدره لوح من ذهب مَكْتُوب فَأخذ الذَّهَب واللوح وتطلب من يقْرَأ لَهُ ذَلِك اللَّوْح مِمَّن لَهُ معرفَة بالخطوط الْقَدِيمَة فَدلَّ على رَاهِب بالصعيد فِي بعض الديارات فَأمر باشخاصه اليه فَقيل لَهُ انه لَا يَسْتَطِيع الْمسير لكبر سنه فَبعث اليه باللوح صُحْبَة امير من جِهَته فَلَمَّا نظر فِيهِ قَالَ انه يَقُول انا اكبر الْمُلُوك وذهبي اخلص الذَّهَب فَقَالَ ابْن طولون قَاتل الله من يكون هَذَا اللعين اكبر مِنْهُ اَوْ ذهبه اخلص من ذهبه ثمَّ شدد فِي ذَلِك حَتَّى كَانَ يحضر التَّعْلِيق بِنَفسِهِ فَكَانَ
ذهبه أخْلص الذَّهَب ثمَّ أَخذ فِي عمَارَة الْجَامِع من المَال الذى وجده فِي الْكَنْز وَمن غَرِيب أمره أَنه لما فرغ من بنائِهِ أَمر من يتجسس بِسَمَاع (70 أ) قَول النَّاس فِيهِ فَحَضَرَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ سَمِعت من يَقُول محرابه صَغِير وَقَالَ آخر سَمِعت من يَقُول لَيْسَ بِهِ ساريه وَقَالَ أخرسمعت من يَقُول لَيْسَ فِيهِ ميضأة فَقَالَ أما صغر محرابه فإنى رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقد خطه لى فَأَصْبَحت فَوجدت النَّمْل قد دَار على ذَلِك الْمَكَان وَأما عدم السارية فَإِن السوراي لَا تكون إِلَّا من مَسْجِد خراب أَو كَنِيسَة وَأَنا بنيته فَمن حَلَال من كنز وجدته فَكرِهت أَن أَدخل فِيهِ شَائِبَة وَأما الميضأة فَأَرَدْت تنزيهه عَن النَّجَاسَة وسأبنيها على بعد فبناها عِنْد الْفِيل
وملكها بعده ابْنه خمارويه بن أَحْمد بن طولون فبقى بهَا إِلَى مَا بعد خِلَافَته وَلم أَقف على عماله بِمَكَّة وَالْمَدينَة
وَكَانَت خارسان وَمَا وَرَاء النَّهر بيد بنى طَاهِر بن
الْحُسَيْن وَيَعْقُوب بن اللَّيْث الصفار قد فتح الرخج وَقتل ملكهَا واستسلم أَهلهَا وَكَانَ ملكهَا يجلس على سَرِير من ذهب ويدعى الإلهية ثمَّ مَاتَ يَعْقُوب فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بعد أَن استولى على بَلخ وكابل وَغَيرهمَا فَقَامَ بِالْأَمر بعده أَخُوهُ عَمْرو بن اللَّيْث وَكتب إِلَى الْمُعْتَمد بِطَاعَتِهِ فولاه الْمُوفق أَخُو الْمُعْتَمد الْقَائِم بتدبير دولته خُرَاسَان وأصفهان وسجستان والسند وكرمان وسير إِلَيْهِ الْخلْع مَعَ الْولَايَة
وَفِي أَيَّامه استولى صَاحب الزنج على الأبله وعبادان والأهواز ثمَّ استولى على الْبَصْرَة فِي سنة سبع وَخمسين
وَكَانَ لأسد بن سامان أَرْبَعَة بَنِينَ هم نوح وَأحمد ويحي وإلياس وَكَانُوا فِي خرسان والمأمون بهَا فأكرمهم وَقَدَّمَهُمْ وَلما سَار الْمَأْمُون من خُرَاسَان إِلَى الْعرَاق اسْتخْلف على خرسان غَسَّان بن عباد فولى غَسَّان أَحْمد بن أَسد فرغانة فِي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ وَولى يحيى بن أَسد الشاش وأشروسنة وَولى إلْيَاس بن أَسد هراة وَولى (70 ب) نوح بن أَسد سَمَرْقَنْد قَاعِدَة مَا وَرَاء النَّهر
فَلَمَّا تولى طَاهِر بن الْحُسَيْن خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر أقرهم على هَذِه الْأَعْمَال ثمَّ مَاتَ نوح بن أَسد بسمرقند وَمَات بعده إلْيَاس بهراة وَاسْتقر على عمله ابْنه مُحَمَّد بن إلْيَاس وَكَانَ لِأَحْمَد بن أَسد سَبْعَة بَنِينَ وهم نصر وَيَعْقُوب وَيحيى وَأسد وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَحميد ثمَّ مَاتَ أَحْمد بفرغانة واستخلف ابْنه نصرا على أَعماله وَكَانَ إِسْمَاعِيل بن أَحْمد يخْدم أَخَاهُ نصرا فولاه نصر بُخَارى فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ إِسْمَاعِيل رجلا خيرا يحب أهل الْعلم ويكرمهم فَمن ثمَّ دَامَ ملكه وَملك أَوْلَاده ووطالت مدتهم
وَكَانَ الْيمن بيد بنى زِيَاد
وَكَانَ على إفريقية مُحَمَّد أَبُو الغرانيق من بنى الْأَغْلَب فتوفى فِي منتصف سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ بعد أَن عهد لِابْنِهِ أبي عقال فَحمل أهل القيروان إِبْرَاهِيم بن أَحْمد أخي أبي الغرانيق على الْولَايَة لحسن سيرته فَامْتنعَ ثمَّ أجَاب بِالْأَمر أحسن قيام وقمع أهل الْفساد وَبنى الْحُصُون والمحارس بساحل الْبَحْر حَتَّى كَانَت النَّار توقد فِي سَاحل سبتة للإنذار بالعدو فيتصل إيقادها بالإسكندرية
فِي لَيْلَة وَاحِدَة ثمَّ انْتقل من القيروان إِلَى تونس فسكنها فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ أول من سكنها من مُلُوك إفريقية وَفِي أَيَّامه ظَهرت دَعْوَة العبيديين بالمغرب وَتوفى سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَولى بعده أَبُو الْعَبَّاس عبد الله بن إِبْرَاهِيم أخى مُحَمَّد أبي الغرانيق وَكَانَ حسن السِّيرَة بَصيرًا بالحروب وَنزل تونس مَكَان أَبِيه وَغلب أَبُو عبد الله الشيعى دَاعِيَة العبيديين على كتامة وَجرى بَينهمَا حروب وبقى إِلَى مَا بعد خِلَافَته الْمُعْتَمد
وَكَانَ على الغرب الْأَقْصَى عَليّ بن عمر بن إِدْرِيس فبقى إِلَى مَا بعد (71 أ) خِلَافَته
وَكَانَ على الأندلس قبله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الحكم الْمُقدم ذكره فتوفى سلخ صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَقَامَ بِالْأَمر بعده ابْنه الْمُنْذر بن مُحَمَّد فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُعْتَمد أَيْضا