الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنطاكية وطرسوس وعثوا فَسَادًا 4
وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين ملكوا إنطاكية وحصروا حلب حَتَّى صالحوهم عَن حلب وَمَا مَعهَا من الْبِلَاد وَهِي حماة وحمص وَكفر طَابَ والمعرة وفاميه وشيرز وَمَا بَين ذَلِك فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وصلت الرّوم إِلَى الجزيرة والرها ونصيبين وَقتلُوا وَسبوا وَذهب النَّاس إِلَى بَغْدَاد مستغيثين بختيار فَطلب من الْخَلِيفَة مَالا يَسْتَعِين بِهِ على الْغُزَاة فَبَاعَ قماشا بِأَرْبَع مائَة ألف دِرْهَم (82 ب) وأوصلها إِلَيْهِ فصرفها فِي مصَالح نَفسه وَترك أَمر الْغُزَاة
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَت مصر بيد الإخشيد فَتوفي فِي ذى الْحجَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وتقلد ابْنه أنوجور وَمَعْنَاهُ مَحْمُود وَغلب كافور الإخشيدي الْخَادِم على أمره وَقَامَ بتدبير دولته ثمَّ مَاتَ أنوجور فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَقَامَ أَخُوهُ على الْأَمر بعده ثمَّ مَاتَ عَليّ بن الإخشيد فِي الْمحرم سنة خمسين وثلاثمائة
فوليها بعده كافور الإخشيدي الْمُقدم ذكره وَكَانَ يدعى لَهُ على المنابر بِمصْر وَالشَّام والحجاز ثمَّ جلب إِلَيْهِ الزَّكَاة فَقَالَ اصرفوها من أَيْدِيكُم فَلم يَجدوا من يقبلهَا فَقَالَ ابنو بهَا الْمَسَاجِد وأجروا لَهَا الأرزاق فَفَعَلُوا وبقى إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة فعقد الْأَمر لأبي الفوارس أَحْمد ابْن عَليّ بن عبيد الله بن طغج خَلِيفَته بهَا ثمَّ دخل جَوْهَر قَائِد الْمعز الفاطمي إِلَى مصر يَوْم الثُّلَاثَاء لست عشرَة لَيْلَة خلت من شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة وَاسْتولى عَلَيْهَا وَأذن بحى على خير الْعَمَل وَقطع الْخطْبَة للعباسيين وخطب بالجامع الْعَتِيق بالفسطاط لمولاة الْمعز واختط الْقَاهِرَة وَبنى قصر الْخلَافَة بوسطها حَيْثُ دَار الضَّرْب الْآن وَمَا حولهَا من الْمدرسَة الصالحية ومشهد الْحُسَيْن والبيمارستان الْعَتِيق وَمَا جاور ذَلِك ثمَّ وصل الْمعز إِلَى الديار المصرية وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وثلاثمائة واستخلف على بِلَاد إفريقية بلكين بن زيري
وَكَانَت دمشق بيد الإخشيد (83 أ) أَيْضا فوليها بعد وَفَاته ابْنه أنوجور وَقَامَ بتدبير دولته كافور الإخشيدي على مَا تقدم ذكره ثمَّ إنتزعها مِنْهُ سيف الدولة بن حمدَان صَاحب حلب ثمَّ إنتزعها مِنْهُ كافور الإخشيدي ثَانِيًا وَولى عَلَيْهَا بَدْرًا الإخشيدي الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا أَولا فَأَقَامَ بهَا سنة ثمَّ وَليهَا أَبُو المظفر بن طغج ثمَّ لما مَاتَ أنوجور ملكهَا مَعَ مصر أَخُو عَليّ ابْن الإخشيد ثمَّ كافور بعده ثمَّ أَحْمد بن عَليّ ابْن الإخشيد وَهُوَ آخر من ملكهَا مِنْهُم ثمَّ كَانَت الدولة الفاطمية عنددخول جَوْهَر الْقَائِد إِلَى مصر فِي سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة وَأقَام بهَا جَعْفَر بن فلاح نَائِبا ثمَّ غلبت القرامطة عَلَيْهَا فِي سنة سِتِّينَ وثلاثمائة ثمَّ ملكهَا الْمعز معد بن تَمِيم العبيدي من القرامطة وَولى عَلَيْهَا رَيَّان الْخَادِم وبقى الْمعز إِلَى مَا بعد خلَافَة المستكفي
وَكَانَت حلب بيد سيف الدولة بن حمدَان فبقى بهَا حَتَّى توفّي سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة وملكها بعده ابْنه سعد الدولة أَبُو الْمَعَالِي شرِيف ثمَّ إنتزعها مِنْهُ
قرعويه غُلَام أَبِيه فِي سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُطِيع
وخطب بِمَكَّة لمعز الدولة بن بويه مَعَ الْخَلِيفَة فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وَكَانَ الْحَج قد تعطل بِسَبَب القرامطة على مَا تقدم فبرز أَمر الْمَنْصُور بن الْقَائِم الفاطمي صَاحب إفريقية لِأَحْمَد بن أبي سعيد أَمِير القرامطة بعد موت أبي طَاهِر القرمطي برد الْحجر الْأسود إِلَى مَكَانَهُ فَرده فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وخطب لِابْنِ بويه واتصلت وُفُود الْحَج من يَوْمئِذٍ وَفِي سنة ثَلَاث وَخمسين خطب بِمَكَّة مَعَ مُطِيع وَفِي سنة سِتّ وَخمسين وثلاثمائة خطب بِمَكَّة لبختيار بن معز الدولة بعد موت أَبِيه ثمَّ سنة سِتِّينَ وثلاثمائة جهز الْمعز الفاطمي (83 ب) عسكرا من إفريقية لإِقَامَة الْخطْبَة لَهُ بِمَكَّة فبادر الْحسن بن جَعْفَر بن الْحسن ابْن سُلَيْمَان السُّلَيْمَانِي من الْمَدِينَة وَملك مَكَّة وخطب لَهُ بهَا وَكتب إِلَيْهِ الْمعز بِالْولَايَةِ وَخرجت مَكَّة عَن العباسيين
وَكَانَ الْيمن بيد بنى زِيَاد
وَكَانَ مَا وَرَاء بيد الْخَانِية مُلُوك التّرْك
وخراسان بيد نوح بن نصر الساماني فَوَلِيه بعده ابْنه مَنْصُور وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُطِيع
وَكَانَ على إفريقية وبلاد الْمغرب الْمَنْصُور إِسْمَاعِيل بن الْقَائِم الفاطمي فبقى حَتَّى توفّي فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثلاثمائة وَولى المر بعده ابْنه الْمعز لدين الله معد وانتهت مَمْلَكَته بالغرب إِلَى الْبَحْر الْمُحِيط وَفتح قائده جَوْهَر مصر على مَا تقدم فِي منتصف شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة واختط الْقَاهِرَة ثمَّ قدم الْمعز إِلَى مصر وَدخل الْقَاهِرَة لخمس من رَمَضَان سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة واستخلف على إفريقية والغرب بلكين بن زيري وأنزله القيروان وَسَماهُ يُوسُف وكناه أَبَا الْفتُوح وَاجْتمعَ لَهُ ملك وَالشَّام وبلاد الْمغرب فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُطِيع
وَكَانَت تلمسان بيد يعلى بن مُحَمَّد اليفرني ولاها لَهُ النَّاصِر الْأمَوِي فِي سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة وَتُوفِّي فوليها