الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة أرسل الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ رَسُولا إِلَى السُّلْطَان ملكشاه بن ألب أرسلان بن دَاوُود بن مِيكَائِيل بن سلجوق السلجوقي وَإِلَى وزيره نظام الْملك يشكو من عميد الْعرَاق أبي الْفَتْح بن أبي اللَّيْث فَأكْرم السُّلْطَان ملكشاه ونظام الْملك الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق وَجرى بَينه وَبَين إِمَام الْحَرَمَيْنِ مناظرة بِحَضْرَة نظام الْملك وَعَاد بالإجابة إِلَى مَا أَلْتَمِسهُ الْخَلِيفَة وَرفعت يَد العميد عَن جَمِيع مَا يتَعَلَّق بالخليفة ثمَّ سَار السُّلْطَان ملكشاه من أصفهان إِلَى حلب فَدَخلَهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة ثمَّ سَار عَن حلب وَدخل بَغْدَاد فِي ذِي الْحجَّة من هَذِه السّنة الْمَذْكُورَة وَهُوَ أول قدومه إِلَى بَغْدَاد وأجتمع بالمقتدي الْخَلِيفَة ثمَّ خرج إِلَى الصَّيْد ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد وأجتمع بالمقتدي وَأقَام بهَا إِلَى صفر سنه ثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة ثمَّ عَاد إِلَى أصفهان ثمَّ عَاد إِلَى بَغْدَاد فِي رَمَضَان سنه أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَوصل إِلَيْهِ أَخُوهُ تتش بن ألب أرسلان وَعمل الميلاد بِبَغْدَاد وأحتفل لَهُ النَّاس أحتفالا عَظِيما
وَأكْثر الشُّعَرَاء من وصف تِلْكَ اللَّيْلَة وَأمر بِبِنَاء الْجَامِع الْمَعْرُوف بِجَامِع السُّلْطَان بِبَغْدَاد وأبتدأ كبار أمرائه بِعَمَل مسَاكِن لَهُم بِبَغْدَاد ينزلون فِيهَا فَلَمَّا قدمُوا بَغْدَاد تفرق شملهم بِالْمَوْتِ وَالْقَتْل عَن قريب ثمَّ قتل السُّلْطَان ملكشاه وزيره نظام الْملك وَهُوَ عَائِد إِلَى بَغْدَاد فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَدخل السُّلْطَان ملكشاه بَغْدَاد فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين من رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة ثمَّ خرج من بَغْدَاد للصَّيْد وَعَاد فِي ثَالِث شَوَّال مَرِيضا فَتوفي لَيْلَة الْجُمُعَة نصف شَوَّال الْمَذْكُورَة وَكَانَ من أجمل النَّاس صُورَة وَمعنى وخطب لَهُ من حُدُود الصين إِلَى آخر الشَّام وَمن أقاصي بِلَاد الْإِسْلَام إِلَى آخر بِلَاد الْيمن وحملت لَهُ مُلُوك الرّوم الْجِزْيَة وَكَانَت أَيَّامه أَيَّام عدل وإدرار أرزاق وَكَانَ مغرى فِي الصَّيْد وَكَانَ يتَصَدَّق بِعَدَد كل وَحش يصيده بِدِينَار حَتَّى أَنه صَاد مرّة عشرَة آلَاف صيد فَتصدق بِعشْرَة آلَاف دِينَار وَلما مَاتَ أخفت زَوجته ترْكَان مَوته وَفرقت المَال فِي العساكر وسارت إِلَى أصفهان فاستحلفتهم لولدها مَحْمُود أبن ملكشاه وَهُوَ أبن أَربع سِنِين وَأشهر وخطبت لَهُ