الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِي اول شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَمُدَّة خِلَافَته نَحْو سبع وَأَرْبَعين سنة وَكَانَ لَهُ اولاد مِنْهُم الظَّاهِر بِأَمْر الله الْآتِي ذكره
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
لما اسْتَقر فِي الْخلَافَة حكم أستاداره مجد الدّين أَبُو الْفضل فَقبض على مُدبر دولته ظهير الدّين بن الْعَطَّار فِي سَابِع ذِي الْقعدَة بعد أَيَّام قَلَائِل من خِلَافَته ثمَّ أخرج مَيتا على رَأس حمال فثارت بِهِ الْعَامَّة وألقوه عَن رَأس الْحمال وشدوا فِي ذكره حبلا وسحبوه فِي الْبَلَد وَكَانُوا يضعون فِي يَده مغرفة كَأَنَّهَا قلمه وَقد غمست تِلْكَ المغرفة فِي الْعذرَة وَيَقُولُونَ وَقع لنا يَا مَوْلَانَا مَعَ حسن سيرته فيهم وكفه عَن أَمْوَالهم ثمَّ خلص مِنْهُم بعد ذَلِك وَدفن
وَفِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة أرسل قزل بن إلدكز صَاحب أذربيجان وهمذان وأصفهان والري
يستنجد بالخليفة النَّاصِر على طغرلبك بن أرسلان بن طغرلبك السلجوقي ويحذره عَاقِبَة أمره فَأرْسل الْخَلِيفَة عسكرا إِلَى طغرلبك صُحْبَة وزيره جلال الدّين عبد الله فَالْتَقوا فِي ثامن ربيع الأول على همذان فَانْهَزَمَ عَسْكَر الْخَلِيفَة وغنم طغرلبك وَقبض عَلَيْهِ وحبسه ثمَّ قتل قزل فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة ثمَّ توفّي طغرل فِي سنة تسعين وَخمْس مائَة وَملك خوارزم شاه الرّيّ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَفِي سنة تسعين وَخمْس مائَة استولى الْخَلِيفَة النَّاصِر على حَدِيثَة وعانة وَكَانَت خَارِجَة عَن يَده وَفِي هَذِه السّنة أرسل الْخَلِيفَة وزيره مؤيد الدّين بن القصاب إِلَى خوزستان فملكوا مَدِينَة تستر وَمَا مَعهَا فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخمْس مائَة ثمَّ سَار بعد ذَلِك إِلَى همذان فملكها
وَغَيرهَا من بِلَاد الْعَجم وَأخذ يستولي على بِلَاد الْخَلِيفَة فَتوفي مؤيد الدّين فِي أَوَائِل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة
وَفِي سنة أَربع وسِتمِائَة سير الْخَلِيفَة إِلَى الْملك الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب صَاحب الديار المصرية تَشْرِيفًا بالسلطنة فلبسها ونثر الذَّهَب على رَأسه وَكَانَت الخلعة جُبَّة أطلس أسود بطراز مَذْهَب وعمامة سَوْدَاء بطراز مَذْهَب وطوق ذهب وسيفا جَمِيع قرَابه ملبس ذَهَبا يتقلده وحصانا أَشهب بمركب ذهب ونثر على رَأسه علم أسود مَكْتُوب فِيهِ بالبياض اسْم الْخَلِيفَة وقرين ذَلِك تَقْلِيد بالبلاد الَّتِي تَحت حكمه ولقب فِيهَا الْعَادِل شاهنشاه ملك الْمُلُوك خَلِيل أَمِير الْمُؤمنِينَ وقرين ذَلِك خلع الْملك الْأَشْرَف وَالْملك الْمُعظم ابْني الْعَادِل بعمامة سَوْدَاء وثوب أسود وَاسع الْكمّ وَكَذَلِكَ الْوَزير صفي الدّين بن شكر وَركب الْملك الْعَادِل وَولده الْأَشْرَف بِالْخلْعِ حَتَّى دخلا القلعة وَأكْرم رَسُول
الْخَلِيفَة وأعيد إِلَى بَغْدَاد
وَفِي سنة سبع وسِتمِائَة وَردت رسل الْخَلِيفَة النَّاصِر إِلَى مُلُوك الْأَطْرَاف أَن يشْربُوا لَهُ كأس الفتوة ويلبسوا لَهُ سراويلها وَأَن ينتسبوا إِلَيْهَا فِي رمى البندق ويجعلوه قدوتهم فِيهِ فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِك
وَفِي سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة عزم خوارزم شاه على السّير إِلَى بَغْدَاد للاستيلاء عَلَيْهَا وَقدم بعض العساكر وَسَار فِي أَثَرهم عَن همذان فَسقط عَلَيْهِم بعد مَسِيرهمْ بِثَلَاثَة أَيَّام ثلج لم يسمع بِمثلِهِ فَهَلَكت دوابهم وَخَافَ خوارزم شاه التتر على بِلَاده الَّتِى استولى عَلَيْهَا فِي سَفَره ذَلِك فَعَاد إِلَى خُرَاسَان وَقطع الْخطْبَة للخليفة النَّاصِر من بِلَاد خُرَاسَان فِي سنة خمس وسِتمِائَة وَكَذَلِكَ قطعت خطْبَة الْخَلِيفَة فِي مَا وَرَاء النَّهر وَبقيت خوارم وسمرقند وهراة على الْخطْبَة للخليفة فَإِن أهل هَذِه الْبِلَاد كَانُوا يخطبون لمن يختارون وَلَا يعارضون فِي ذَلِك