الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سيس قَاعِدَة ملك الأرمن وانتزعها من ايدي الأرمن وَهُوَ آخر الْفتُوح الإسلامية فِيمَا أدركناه
وَفِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة أبطل السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف بِوَاسِطَة شَيخنَا الشَّيْخ سراج الدّين البلقينى القراريط وهى مكوس كَانَت تُؤْخَذ على بيع الْعقار وَفِي السّنة الْمَذْكُورَة تجهز السُّلْطَان الْملك الْأَشْرَف إِلَى الْحجاز فَخرج عَلَيْهِ مماليكه بِالْعقبَةِ ففر إِلَى الْقَاهِرَة فَقبض عَلَيْهِ وَقتل كَمَا سيأتى بولايات الْأَمْصَار
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَت مصر وَالشَّام بيد الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد بن المظفر حاجى فبقى حَتَّى خلع فِي خَامِس عشر شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسبع مائَة وَملك بعده ابْن عَمه الْملك الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وَهُوَ طِفْل وبقى حَتَّى خرج لِلْحَجِّ سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة فَخرج عَلَيْهِ مماليكه بِالْعقبَةِ ففر مِنْهُم إِلَى مصر واختبا ثمَّ وَقع الظفر بِهِ وَقتل فِي ثَالِث ذى الْقعدَة
سنة ثَمَان وَسبعين وَسبع وَمِائَة وَملك بعده ابْنه الْملك الْمَنْصُور على يَوْم خلع أَبِيه وَقَامَ بتدبير دولته الْأَمِير أيبك أتابك العساكر فَخلع أيبك المتَوَكل واعتقله ببرج القلعة وبقى الْمَنْصُور على إِلَى مَا بعد خلع المتَوَكل
وَكَانَت مَكَّة بيد عجلَان بن رميثة فبقى بهَا حَتَّى توفى سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة وَولى بعده ابْنه أَحْمد وَكَانَ قد فوض إِلَيْهِ الْأَمر فِي حَيَاته وقاسمه أمره فَقَامَ أَحْمد بامر مَكَّة بعد أَبِيه أحسن قيام جَارِيا على سنَن أَبِيه فِي الْعدْل وَحسن السِّيرَة فبقى إِلَى مَا بعد خلع المتَوَكل
وَكَانَت الْمَدِينَة بيد عَطِيَّة بن مَنْصُور بن جماز فَأَقَامَ سِنِين ثمَّ عزل وَولى مَكَانَهُ هبة بن جماز ثمَّ عزل وأعيد عَطِيَّة ثمَّ توفى عطيه وَهبة وَولى جماز ابْن هبة وبقى فِيمَا أَظن إِلَى مَا بعد خلع المتَوَكل
وَكَانَت الْيمن بيد الْمُجَاهِد على بن هزبر الدّين دَاوُد
من بنى رَسُول فتوفى سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَملك بعده ابْنه الْملك الْأَفْضَل عَبَّاس فبقى حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَملك بعده ابْنه الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المتَوَكل
وَكَانَت بَغْدَاد وَمَا مَعهَا من مملكة إيران بيد الشَّيْخ أويس بن الشَّيْخ حسن الْكَبِير فبقى حَتَّى مَاتَ سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَملك بعده بَغْدَاد وتوريز ابْنه حُسَيْن بن أويس وفى خلال ذَلِك استولى على توريز شُجَاع بن المظفر اليزدى وَلحق حُسَيْن بن أويس بأَخيه الشَّيْخ على بِبَغْدَاد ثمَّ انتزعها مِنْهُ حُسَيْن بن أويس واستضافها إِلَى بَغْدَاد ثمَّ انتزع على بن أويس بَغْدَاد من أَخِيه حُسَيْن وَاسْتقر حُسَيْن بتوريز وَالشَّيْخ على بِبَغْدَاد وَلما رَجَعَ حُسَيْن إِلَى توريز استوحش مِنْهُ اخوه أَحْمد بن أويس وَلحق بأردبيل فطرق أَحْمد توريز فملكها واختفى بهَا أَخُوهُ حُسَيْن أَيَّامًا ثمَّ قبض عَلَيْهِ أَحْمد وَقَتله واستبدل أَحْمد بن أويس بِملك توريز وبغداد وَمَا مَعَهُمَا من
الْأَعْمَال مثل السُّلْطَانِيَّة وتستر وَغَيرهمَا وبقى إِلَى مَا بعد خلع المتَوَكل
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر وخراسان بيد جفطاى من بني حنكزخان
وَكَانَت مملكة الشمَال بيد قانى بى فهرب خَان ابْن البك خَان فغلب عَلَيْهِ أرص خَان فهرب قانى بى خَان بن البك خَان إِلَى عَمَلهم الأول وَاسْتقر أَرض خَان بالسراي وماماى بالقرم وَذَلِكَ فِي حُدُود سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَكَانَ طقطمش بن بردى بك قد لحق بِتَمْر سُلْطَان الْمغل بِمَا وَرَاء النَّهر الْمَعْرُوف بتمرلنك فَأَقَامَ عِنْده وطمحت نفس طقطمش إِلَى ملك آبَائِهِ بسراى فَجهز مَعَه السُّلْطَان تمر العساكر فَسَار بهَا إِلَى سراى وانتزعها من عُمَّال أَرض واسترجع مَا تغلب عَلَيْهِ قانى باى وصلجى جركس وَغير ذَلِك وَاسْتولى على جَمِيع المملكة وبقى إِلَى مَا بعد خلع المتَوَكل
وَكَانَت تونس وَسَائِر بِلَاد إفريقية وبجاية وقسنطينة بيد أَبى الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَبى بكر ثمَّ استولى على بجاية وقسنطينة وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السُّلْطَان أَبى بكر فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فأساء السِّيرَة فَسَار إِلَيْهِ السُّلْطَان أَبُو الْعَبَّاس من تونس فَقتله وَدخل بجاية تَاسِع عشر شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وملكها وَبقيت بِيَدِهِ وتونس بيد السُّلْطَان أَبى إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن السُّلْطَان أَبى بكر إِلَى أَن توفى السُّلْطَان أَبُو إِسْحَاق فَجْأَة فِي اللَّيْل سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة وَملك بعده تونس ابْنه أَبُو الْبَقَاء خَالِد ثمَّ رَحل السُّلْطَان أَبُو الْعَبَّاس من بجاية إِلَى تونس وَقبض على السُّلْطَان أَبى الْبَقَاء خَالِد واعتقله وَملك تونس وأنتظم فِي ملكه إفريقية وبجاية وقسنطينة وأعمالها وبقى إِلَى مَا بعد خلع المتَوَكل
وَكَانَت تلمسان بيد السُّلْطَان أَبى سَالم بن أَبى عنان المرينى صَاحب فاس فاستخلف على تلمسان أَبَا زيان مُحَمَّد بن عمار بن السُّلْطَان أَبى تاشفين وَرجع هُوَ إِلَى الغرب الْأَقْصَى من سنته فَنَهَضَ أَبُو حمو إِلَى تلمسان فَدَخلَهَا
وملكها وَخرج مِنْهَا أَبُو زيان ثمَّ ثار على أَبى حمو السُّلْطَان عبد الْعَزِيز بن السُّلْطَان أَبى الْحسن المرينى صَاحب الغرب الْأَقْصَى فَملك مِنْهُ تلمسان سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة ودخلها فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة ثمَّ رَجَعَ أَبُو حمو إِلَى تلمسان وَاسْتولى عَلَيْهَا فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة ثمَّ ملكهَا بعده السُّلْطَان أَبُو تاشفين عبد الرَّحْمَن بن أَبى حمو بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن يغمراسن وبقى حَتَّى مَاتَ فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَملك بعده أَخُوهُ أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن أَبى حمو ثمَّ استنجد أَبُو زيان بن أَبى حمو بأبى الْعَبَّاس المرينى صَاحب فاس فاقتلع تلمسان من أَخِيه أَبى الْحجَّاج وملكها فِي سنة سِتّ وَسبعين وَسبع مائَة وبقى إِلَى مَا بعد خلع المتَوَكل
وَكَانَ الغرب الْأَقْصَى بيد أَبى زيان مُحَمَّد بن الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن السُّلْطَان أَبى الْحسن إِلَى أَن قَتله وزيره فِي المرحم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسبع مائَة وَملك بعده عبد الْعَزِيز ابْن السُّلْطَان أَبى الْحسن فبقى حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر