الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صَلَاح الدّين السُّور الدائر على مصر والقاهرة وقلعة الْجَبَل ودورة تِسْعَة وَعِشْرُونَ ألف ذِرَاع وثلاثمائة ذِرَاع بالذراع الهاشمى وَمَات السُّلْطَان صَلَاح الدّين والعمارة فِيهِ
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَ على مصر العاضد لدين الله الفاطمى والقائم بتدبير دولته وزيره السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وبقى حَتَّى توفى العاضد فِي يَوْم عَاشُورَاء من سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة واستبد السُّلْطَان صَلَاح الدّين بمملكة مصر
وَكَانَت الْبِلَاد الشامية بأسرها بيد الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بن الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود بن زنكى وَالسُّلْطَان صَلَاح الدّين فِي طَاعَته كَمَا تقدم ثمَّ سَار السُّلْطَان صَلَاح الدّين إِلَى دمشق وملكها فِي سلخ ربيع الأول سنة سبعين وَخمْس مائَة وَملك مَعهَا حمص وحماه وَكَانَت حلب بيد عماد الدّين زنكى فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستضئ
وَكَانَت طرابلس بيد الفرنج
وَكَانَت مَكَّة بيد عِيسَى بن فليته وَذَلِكَ فِي أَيَّام العاضد آخر خلفاء الفاطميين بِمصْر ثمَّ ولى بعده ابْنه مكثر فَأمر المستضئ أَمِير الْحَاج العراقى بعزله فجرت بَينهمَا فتْنَة انهزم فِي آخرهَا مكثر إِلَى الْبَريَّة وَاسْتقر أَخُوهُ دَاوُد مَكَانَهُ وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستضئ
وَكَانَ على الْيمن عبد النبى بن مهدى فَبَقيت الْيمن بِيَدِهِ إِلَى أَن استولت عَلَيْهَا الدولة الأيوبية مُلُوك مصر وَأول من ملكهَا مِنْهُم شمس الدولة توران شاه بن أَيُّوب انتزعها من عبد النبى الْمَذْكُور وأسره فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَاسْتولى عَلَيْهَا لِأَخِيهِ السُّلْطَان صَلَاح الدّين ثمَّ استناب عَلَيْهَا توران شاه خطار بن كَامِل الكنانى وَأقرهُ بزبيد وَرجع إِلَى الشَّام فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَخمْس مائَة فَأعْطَاهُ أَخُوهُ السُّلْطَان صَلَاح الدّين الْإسْكَنْدَريَّة وَأقرهُ بهَا فَكَانَ يحمل إِلَيْهِ المَال من
زبيد قَاعِدَة ملك الْيمن وَهُوَ بالإسكندرية وَبقيت بيد توران شاه إِلَى مَا بعد خلَافَة المستضئ
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر بيد مُلُوك الخطا
وَكَانَ على خُرَاسَان وَمَا مَعهَا خوارزم شاه أرسلان بن أطسز بن مُحَمَّد بن أنوش تكين حَتَّى توفى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة
وَكَانَ على غزنة غياث الدّين مُحَمَّد بن سَام أحد مُلُوك الغورية ثمَّ استولى عَلَيْهَا الغز وهم طَائِفَة من التّرْك كَانُوا قد استولوا على خُرَاسَان وأسروا السُّلْطَان سنجر السلجوقى فَبَقيت بِأَيْدِيهِم إِلَى مَا بعد خلَافَة المستضئ
وَكَانَ على إفريقية والغرب الْأَوْسَط والغرب الْأَقْصَى والأندلس الْمَنْصُور أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن عبد الْمُؤمن شيخ الْمُوَحِّدين وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المستضئ