الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ووقف أَيْضا أوقافا على جِهَات الْبر وَفِي أَيَّامه سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة كسفت الشَّمْس كسوفا كَامِلا حَتَّى ظَهرت النُّجُوم وأظلمت الدُّنْيَا وَأوقدت السرج فِي الدكاكين والحمامات ثمَّ انجلت بعد ذَلِك
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَ على مصر الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل أَبى بكر بن أَيُّوب فبقى حَتَّى توفى بِدِمَشْق سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَملك بعده ابْنه الْملك الْعَادِل ابو بكر وَقبض عَلَيْهِ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من ذى الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَملك بعده أَخُوهُ الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُسْتَنْصر
وَكَانَ على دمشق الْمُعظم عِيسَى بن الْعَادِل أَبى بكر فتوفى سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَملك بعده ابْنه الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين دَاوُد وَهُوَ صَغِير وَقَامَ بتدبير
الدعْوَة لأمير الْمُؤمنِينَ وَبَين الدعْوَة لصمام الدولة وشمس الْملَّة أمتع الله أَمِير الْمُؤمنِينَ بكما وَأحسن الدفاع لَهُ عنكما إِلْحَاقًا لَك وَله بعْدك بأبيكما فِيمَا كَانَ شرف بِهِ من هَذِه الْحَال الَّتِى لم ينلها غَيره وَلَا أهل لَهَا أحد قبله وَأَن يثبت ذكرك باللقب والكنية فِيمَا ينقش من سِكَك الْعين وَالْوَرق فِي دور الضَّرْب باديا وَذكر صمصام الدولة كلأكما الله تاليا وحباك أَمِير الْمُؤمنِينَ مَعَ ذَلِك بخلع تَامَّة تفاض عَلَيْك وفرسين من جِيَاد خيلة يقادان إِلَيْك بمركبى ذهب من خَاص مراكبه وَسيف مَاض من خِيَار أسيافه يعز الله منكبيك بنجاديه ويذل مناكب أعدائك بغرارية وطوق وسوارين وَأَن تجرى فِي الْمُكَاتبَة عَنهُ إِلَى الْغَايَة الَّتِى أجْرى أَبوك رحمه الله إِلَيْهَا وَهَذَا الْكتاب نَاطِق بهَا ودال عَلَيْهَا وَندب لإيصال الْجَمِيع إِلَيْك على بن الْحُسَيْن الهاشمى الزينبى وَاحْمَدْ بن نصر العباسى حَاجِبه ودجى خادمه فتلق شرف الدولة وزين
الْملك الْكَامِل يُرِيد ملك الديار المصرية عوضا من أَبِيه وَأقَام مَكَانَهُ فِي دمشق ابْنه الْملك المغيث فتح الدّين عمر نَائِبا عَنهُ فَوَثَبَ عَلَيْهِ صَاحب بعلبك الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بن الْعَادِل أَبى بكر بن أَيُّوب فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فَقبض عَلَيْهِ وملكها وبقى بهَا إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُسْتَنْصر
وَكَانَت حلب بيد الْملك الْعَزِيز مُحَمَّد بن الظَّاهِر غازى ابْن السُّلْطَان صَلَاح الدّين فبقى بهَا حَتَّى توفى فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وملكها بعده ابْنه الْملك النَّاصِر يُوسُف وعمره سبع سِنِين وَقَامَ بتدبير دولته امراؤه وجدته لِأَبِيهِ ضيفة خاتون وَكَانَت من المرجوع إِلَيْهَا فِي أُمُور المملكة وَبقيت بِيَدِهِ إِلَى مابعد خلَافَة الْمُسْتَنْصر
وَكَانَت طرابلس وصفد بيد الفرنج
وَكَانَت حماة بيد النَّاصِر قليج بن الْمَنْصُور مُحَمَّد بن تقى الدّين عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب فَبَقيت بِيَدِهِ حَتَّى انتزعها مِنْهُ أَخُوهُ الْملك المظفر مَحْمُود فِي سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة فبقى بهَا إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُسْتَنْصر
وَكَانَت الكرك بيد الْمُعظم عِيسَى فَبَقيت بِيَدِهِ إِلَى أَن استضاف إِلَيْهَا دمشق على مَا تقدم وَتوفى سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وملكها بعده ابْنه الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين دَاوُد ثمَّ انتزع عَمه الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل دمشق مِنْهُ فِي سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة على مَا تقدم وبقى مَعَه الكرك وعملها فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُسْتَنْصر بعد أَن أخذت مِنْهُ غَالب بِلَاده
وَكَانَت حمص بيد الْمُجَاهِد شيركوه بن مُحَمَّد بن شيركوه فبقى بهَا حَتَّى توفى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وملكها بعده ابْنه الْملك الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُسْتَنْصر
وَكَانَت بعلبك بيد الأمجد بهْرَام شاه بن فرخشاه فَبَقيت بِيَدِهِ حَتَّى انتزعها مِنْهُ الْملك الْأَشْرَف مظفر الدّين مُوسَى بن الْعَادِل أَبى بكر فِي سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة وعوضه مِنْهَا الزبداني وَغَيره وَصَارَت مُضَافَة إِلَى دمشق إِلَى ان ملكهَا أَخُوهُ الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بن الْعَادِل أَبى بكر فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ ثمَّ اسْتَقَرَّتْ للصالح الْمَذْكُور بمفردها عوضا عَن دمشق فِي السّنة الْمَذْكُورَة لما
انتزع دمشق مِنْهُ أَخُوهُ الْملك الْكَامِل مُحَمَّد صَاحب الديار المصرية ثمَّ اسْتَقَرَّتْ بِيَدِهِ أَوْلَاده بعده فَلَمَّا انتزع الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب صَاحب الديار المصرية دمشق من الصَّالح إِسْمَاعِيل الْمَذْكُور انتزعها مِنْهُ وَسلمهَا لنائب حسام الدّين بن أَبى على وَبقيت بِيَدِهِ إِلَى مابعد خلَافَة الْمُسْتَنْصر
وَكَانَت مَكَّة بيد أطسيس بن الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل أَبى بكر بن أَيُّوب فبقى بهَا حَتَّى مَاتَ بهَا سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة وبقى على مَكَّة قائده فَخر الدّين بن الشَّيْخ وَقصد رَاجِح بن قَتَادَة مَكَّة مَعَ عَسَاكِر عمر بن على بن رَسُول صَاحب الْيمن فملكها من يَد فَخر الدّين بن الشَّيْخ سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة ثمَّ أرسل صَاحب مصر عسكرا إِلَى مَكَّة فِي سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة مَعَ أَمِير اسْمه جِبْرِيل فملكوها وهرب رَاجِح إِلَى الْيمن ثمَّ عَاد وَمَعَهُ عمر بن على بن رَسُول بِنَفسِهِ فهربت عَسَاكِر مصر وَملك رَاجِح مَكَّة وخطب لعمر بن عَليّ بن رَسُول بعد الْخَلِيفَة