الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَانَت غرناطة وَمَا مَعهَا من شَرق الأندلس بيد ابي دبوس مُحَمَّد بن يُوسُف بن نصر الْمَعْرُوف بِابْن الْأَحْمَر فَأخذ المرية من يَد مُحَمَّد وَزِير ابْن هود الثائر بهَا سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وبقى الى مَا بعد خلَافَة المستعصم
الفترة الَّتِي شغرت فِيهَا الْخلَافَة عَن خَليفَة
وَهِي مَا بَين قتل المستعصم فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة الى حِين بَايع الْملك الظَّاهِر بيبرس صَاحب الديار المصرية الْمُسْتَنْصر أَحْمد بن الظَّاهِر أول الْخُلَفَاء بالديار المصرية فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة والملوك مستولية على الممالك شرقا وغربا
الْحَوَادِث والماجريات فِي هَذِه الْمدَّة
فِي سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة بعد اسْتِيلَاء التتر على بَغْدَاد سَار هولاكو ملك التتر من بَغْدَاد قَاصِدا الشَّام وعدى الْفُرَات بعسا كره ونازل حران وملكها وَاسْتولى على الْبِلَاد الجزرية وارسل وَلَده سموطبن هولاكو الى الشَّام فوصل
الى ظَاهر حلب وَفِي سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة عبر هولاكو الْفُرَات ونازل حلب وَاسْتولى عَلَيْهَا فِي تَاسِع صفر من هَذِه السّنة وبذلوا السَّيْف فِي الْمُسلمين وَصعد القلعة خلق عَظِيم من الْمُسلمين ودام الْقَتْل والنهب فِيهَا من تَاسِع صفر الى رَابِع عشرَة فَأَمرهمْ هولاكو أَن يرفعوا السَّيْف ونادى بالأمان وَلم يسلم من اهل حلب إِلَّا من التجأ الى أَمَاكِن مَعْرُوفَة كَانَ بأيدي اهلها أمانات من هولاكو وَيُقَال إِن من سلم بِهَذِهِ الْأَمَاكِن كَانُوا نَحْو خمسين الف نفس ودام الْحصار على قلعة حلب حَتَّى نزل من فِيهَا بالأمان وَأمر هولاكو بخراب اسوار حلب وأسوار قلعتها فخربت عَن آخرهَا وأحرقت زردخانتها وَتوجه أهل حماة بالمفاتيح إِلَى هولاكو وطلبوا مِنْهُ الْأمان وشحنة تكون عِنْدهم ثمَّ سَار التتر إِلَى دمشق وأستولوا عَلَيْهَا وعَلى سَائِر الشَّام وحاصروا قلعة دمشق حَتَّى نزلُوا بالأمان بعد مضايقة عَظِيمَة فِي منتصف جُمَادَى الأولى من هَذِه السّنة ونهبوا جَمِيع مَا فِيهَا
وخربوا أسوارها وَكَذَلِكَ أستولوا على ميافارقين وَقتلُوا صَاحبهَا الْكَامِل مُحَمَّد بن المظفر غَازِي بن الْعَادِل أبي بكر وَكَانَ النَّصَارَى بِدِمَشْق قد أستطالوا بدق الناقوس وَإِدْخَال الْخمر الْجَامِع فَبَلغهُمْ حَرَكَة عَسْكَر مصر إِلَيْهِم فَوَثَبُوا بالنصارى ونهبوهم وخربوا كنيستهم الْعُظْمَى بهَا وو صل المظفر قطز صَاحب مصر إِلَى الشَّام وَبَقِي التتر على عين جالوت فَكَانَت الكسرة على التتر وَقتل كتبغا نَائِب هولاكو {ورد الله الَّذين كفرُوا بغيظهم لم ينالوا خيرا} وَسَار المظفر قطز بعد كسر التتر حَتَّى دخل دمشق وأبتهجت الرعايا بالنصر ثمَّ عَاد المظفر قطز بعد ذَلِك قَاصِدا الديار المصرية فَقتل فِي الطَّرِيق وَملك الظَّاهِر بيبرس على مَا سَيَأْتِي ذكره وَكَانَ المظفر قطز قد أستناب سنجر على دمشق فَلَمَّا ملك الظَّاهِر بيبرس خرج عَن طَاعَته وتسلطن بِدِمَشْق فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وست مائَة