الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن صفته شَاب أَبيض اللَّوْن معتدل الْقَامَة أقنى الْأنف مستدير اللِّحْيَة بصهوبة بُويِعَ لَهُ بالخلافة بعد موت وَالِده المتَوَكل فِي السَّابِع والعسرين من رَجَب سنة ثَمَان وثمان مائَة وَقَامَ ببيعته السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فرج وَبَقِي حَتَّى خلعه الْملك الْمُؤَيد شيخ فِي النّصْف من ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة وثمان مائَة وحجره فِي القلعة
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
فس سنه تسع وثمان وَمِائَة خَالف الْأَمِير جكم نَائِب حلب وَخرج عَن الطَّاعَة فَخرج السُّلْطَان النَّاصِر من الديار المصرية إِلَى الشَّام لمحاربته فِي ربيع الأول مِنْهَا ثمَّ عَاد إِلَى الديار المصرية فِي رَجَب مِنْهَا عَن غير طائل
وَفِي سنة عشر وثمان مائَة زَاد خَوفه من الْأَمِير شيخ نَائِب الشَّام فَخرج إِلَيْهِ فِي الْمحرم مِنْهَا وَمَعَهُ الْأَمِير يشبك العثماني فَلَمَّا صَار إِلَى دمشق قبض على الْأَمِير يشبك والأمير شيخ وأعتقلهما بِدِمَشْق ففرا من سجنهما وَعَاد السُّلْطَان إِلَى مصر فَأَتَاهُ الْخَبَر وَهُوَ على الْعَريش قَافِلًا فِي عَاشر ربيع الآخر بقتل الْأَمِير يشبك فِي حَرْب
وَجَرت بَين الأميرين شيخ ويشبك وَبَين نوروز الحافظي وَخرج الْأَمِير شيخ من الشَّام وأستولى نوروز عَلَيْهَا وأستمر السُّلْطَان فِي سيره قَاصِدا مصر حَتَّى طلع القلعة فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين مِنْهُ ثمَّ غلب الْأَمِير شيخ على دمشق فَخرج وأستولى عَلَيْهَا ثمَّ خرج السُّلْطَان فِي الْمحرم سنة أثنتي عشرَة وثمان مائَة حَتَّى وصل إِلَى دمشق فَخرج مِنْهَا فَخرج مِنْهَا الْأَمِير شيخ ودخلها السُّلْطَان ثمَّ خرج مِنْهَا يُرِيد الْأَمِير شيخ فَتَبِعَهُ فاعتصم مِنْهُ بقلعة صرخد فحاصره بهَا مُدَّة شهر ثمَّ حصل الصُّلْح بَينهمَا على أَن السُّلْطَان ينْصَرف عَنهُ إِلَى دمشق ثمَّ رَجَعَ بعد ذَلِك إِلَى الديار المصرية وَعَاد الْأَمِير شيخ إِلَى دمشق ثمَّ خرج السُّلْطَان فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث عشر وثمان مائَة وَسَار إِلَى دمشق فَخرج مِنْهَا الْأَمِير شيخ ودخلها السُّلْطَان ثمَّ خرج مِنْهَا فِي طلب الْأَمِير شيخ فَتَبِعَهُ إِلَى الأبلتين ثمَّ كف عَن طلبه وَلحق الْأَمِير شيخ بقيصرية من بِلَاد الرّوم وَعَاد النَّاصِر إِلَى دمشق عَن غير طائل فَقدم الْأَمِير شيخ من قيصرية إِلَى صرخد وَسَار مِنْهَا إِلَى الديار المصرية وأستولى على القلعة
فَأَدْرَكته عَسَاكِر النَّاصِر ففارقها وَعَاد الى الشَّام وَالسُّلْطَان بِدِمَشْق فَخرج مِنْهَا يُرِيد الْأَمِير شيخ وَقد تحصن بقلعة الكرك فحصره السُّلْطَان بهَا مُدَّة ثمَّ رَحل عَنهُ بِغَيْر طائل على صُورَة صلح من غير حَقِيقَة وَعَاد إِلَى الديار المصرية وطلع القلعة فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة وثمان مائَة ثمَّ توجه فِي شَوَّال مِنْهَا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَعَاد فِي ذى الْقعدَة مِنْهَا ثمَّ سَار فِي ثانى عشر ذى الْحجَّة مِنْهَا إِلَى الشَّام يُرِيد الْأَمِير شيخ ففر مِنْهُ فَتَبِعَهُ إِلَى بعلبك فَرجع الْأَمِير شيخ إِلَى اللجون وَهُوَ فِي أَثَره فَالْتَقَيَا هُنَاكَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر الْمحرم سنة خمس عشرَة وثمان مائَة فَانْهَزَمَ السُّلْطَان إِلَى دمشق فحصره بهَا حَتَّى قبض عَلَيْهِ يَوْم السبت عَاشر صفر مِنْهَا وَقتل بقلعة دمشق فِي يَوْم السبت سَابِع عشر صفر الْمَذْكُور وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس
وَاجْتمعَ رأى الْعَسْكَر على استبداد أَمِير الْمُؤمنِينَ المستعين بِالْأَمر دون سُلْطَان مَعَه وَأَن يكون الْأَمِير شيخ أتابك العساكر بالديار المصرية والأمير نوروز الحافظى نَائِب دمشق وَأقَام نوروز بِدِمَشْق وَعَاد المستعين