الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة ضربت الْفُلُوس الجدد فِي سلطنة النَّاصِر حسن بِإِشَارَة الْأَمِير صرغتمش أتابك العساكر وَكَانَت من أحسن الْفُلُوس وضعا فَإِن زنة كل فلس مِثْقَال وَهُوَ قِيرَاط من دِرْهَم وَسبب ذَلِك أَن النَّاس كَانُوا يعبثون فِي الْمُعَامَلَة بالفلوس حَتَّى صَارُوا يقصون كل فلس أَربع قطع ويحسبونه بِأَرْبَع فلوس وفيهَا فتح الْأَمِير بيبرس الْخَوَارِزْمِيّ نَائِب حلب أدنة وطرطوس والمصيصة وعدة قلاع مِمَّا كَانَ بأيدي الأرمن
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَت مصر وَالشَّام بيد المظفر حاجي بن النَّاصِر مُحَمَّد ابْن قلاوون وخلع فِي ثامن عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ قتل من يَوْمه وَملك بعده أَخُوهُ الْملك النَّاصِر حسن بن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون وَهِي سلطنته الأولى فِي تَاسِع عشر الشَّهْر الْمَذْكُور
وخلع فِي التَّاسِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَملك بعده أَخُوهُ الْملك الصَّالح صَالح ابْن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون يَوْم خلع أَخِيه النَّاصِر حسن الْمَذْكُور وخلع ثَانِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَملك بعده أَخُوهُ الْملك النَّاصِر حسن الْمُقدم ذكره يَوْم خلع أَخِيه الْملك الصَّالح صَالح وَهِي سلطنته الثَّانِيَة وبقى حَتَّى خلع وَقتل فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَبنى مدرسته الْعُظْمَى بِجَانِب سوق الْخَيل تَحت قلعة الْجَبَل وَهُوَ آخر من ملك من أَوْلَاد السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون لصلبه وَملك بعده ابْن أَخِيه الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد بن المظفر حاجي بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون يَوْم خلع عَمه النَّاصِر حسن وبقى الى مَا بعد خلَافَة المعتضد
وَكَانَت مَكَّة بيد ثقبة بن رميثة ثمَّ اجْتمع ثقبة وَأَخُوهُ عجلَان بِمصْر سنة سِتّ وَخمسين وَسبع مائَة فولى
السُّلْطَان عجلَان وفر ثقبة الى الْحجاز فَأَقَامَ بِمَكَّة منازعا لِأَخِيهِ عجلَان من غير ولَايَة وعجلان مستبد بولايتها جَار على سنَن الْعدْل والتجافي عَن أَمْوَال الرّعية والتعرض للمجاورين وبقى الى مابعد خلَافَة المعتضد
وَكَانَت الْمَدِينَة بيد طفيل بن مَنْصُور بن جماز بن بني الْحُسَيْن فبقى الى سنة احدى وَخمسين وَسبع مائَة فَوَقع النهب فِي الركب بِالْمَدِينَةِ فِي الْمَوْسِم فَقبض عَلَيْهِ الْأَمِير طاز أَمِير ركب الْحَج وَولى مَكَانَهُ رجلا من عقب جماز اسْمه سيف ثمَّ ولى بعده فضل من عقب جماز ايضا ثمَّ ولى بعد فضل مَانع من عقب جماز ثمَّ ولى جماز ابْن مَنْصُور بن جماز ثمَّ دس عَلَيْهِ النَّاصِر حسن صَاحب الديار المصرية من الفداوية من قَتله وَاتفقَ امراء الركب على تَوْلِيَة ابْنه هبة الى حِين يرد عَلَيْهِم من السُّلْطَان مَا يعتمدونه ثمَّ ورد أَمر السُّلْطَان بتولية مَانع فولى ثمَّ ولى بعده عَطِيَّة بن مَنْصُور بن جماز وَأَظنهُ بقى الى مَا بعد خلَافَة المعتضد
وَكَانَ الْيمن بيد الْملك الْمُجَاهِد على بن المويد هزبر الدّين دَاوُد فِي سلطنته الثانيه فَبَقيَ حَتَّى حج سنه احدى وَخمسين وَسبع مَائه فِي ايام النَّاصِر حسن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون صَاحب مصر وَالشَّام وَكَانَ الامير طاز اُحْدُ اكابر امراء الديار المصريه قد حج فِي تِلْكَ السنه واشيع بمكه ان الْمُجَاهِد عليا يكسو الكعبه فَوَقَعت الفتنه بَين الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وَالْملك الْمُجَاهِد فَانْهَزَمَ الْمُجَاهِد 139 وَعَسْكَره واسر هُوَ وَحمل الى مصر فاعتقل بهَا ثمَّ اطلق سنه ثِنْتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة فِي دولة الْملك الصَّالح صَالح وَوجه مَعَه الْأَمِير قشتمر المنصوري ليوصله الى بِلَاده فَلَمَّا بلغ بِهِ الينبع ارتاب مِنْهُ فِي الْهَرَب فَرجع بِهِ الى مصر فحبس فِي الكرك من بِلَاد الشَّام ثمَّ اطلق وأعيد الى ملكه وَأقَام على مداراة صَاحب مصر
وَكَانَت بَغْدَاد وَمَا مَعهَا من مملكة إيران بيد الشَّيْخ حسن الْكَبِير فَبَقيَ الى أَن مَاتَ فِي بَغْدَاد سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وَملك بعده ابْنه أويس بن الشَّيْخ حسن الْكَبِير فَبَقيَ الى مَا بعد خلَافَة المعتضد
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر وخراسان وَمَا مَعَ ذَلِك بيد بني جنكزخان
وَكَانَت مملكة الشمَال من بِلَاد التّرْك بيد ماماى المستولي عَلَيْهَا بعد قتل طقتمر فزحف عَلَيْهِ صليجى جركس أحد المتغلبين على بعض أَعمال السراى وملكها من يَده وَصَارَ ماماى الى القرم فغلب عَلَيْهَا ثمَّ زحف أليك خَان الى السراى وملكها من يَد صلجى جركس فبقى أَيَّامًا ثمَّ هلك وَملك بعده ابْنه قاني باي خَان
وَكَانَت تونس وَسَائِر بِلَاد إفريقية وبجاية وقسنطينة من الغرب الْأَوْسَط بيد ابي الْفضل بن السُّلْطَان ابي الْحسن المريني صَاحب الغرب الْأَقْصَى فَخرج عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس الْفضل بن السُّلْطَان ابي بكر صَاحب بجاية وقصده بتونس فَخرج مِنْهَا أَبُو الْفضل بن ابي الْحسن فَارًّا الى ابيه بالغرب الْأَقْصَى ودخلها أَبُو الْعَبَّاس الْفضل بن السُّلْطَان ابي بكر وملكها سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَاسْتولى على جَمِيع المملكة وبقى حَتَّى قبض عَلَيْهِ سنة إِحْدَى
وَخمسين وَسَبْعمائة وبويع بعده أخوة أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن ابي بكر وَهُوَ غُلَام قد ناهز الْحلم وخنقه بعد لَيْلَة وَاسْتولى على تونس وبجاية وقسنطينة وبلادها فَبَقيت فِي يَده حَتَّى غَلبه أَبُو عنان بن السُّلْطَان ابي الْحسن المريني على بجاية وقسنطينة سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة ثمَّ انتزع مِنْهُ السُّلْطَان أَبُو الْعَبَّاس احْمَد بن مُحَمَّد بن ابي بكر قسنطينة فِي السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا ابو عنان بن السُّلْطَان ابي الْحسن المريني وَاسْتولى عَلَيْهَا ثَانِيًا ثمَّ رَجَعَ الى الغرب الْأَقْصَى سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة فَسَار ابو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم صَاحب تونس إِلَيْهَا فملكها من يَد عَامل ابي عنان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ثمَّ قوى أَمر السُّلْطَان أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابي بكر فَعَاد الى قسنطينة وملكها فِي السّنة الْمَذْكُورَة وبقى الى مَا بعد خلَافَة المعتضد
وَكَانَت تلمسان بيد السُّلْطَان ابي الْحسن المريني ونائبه فِيهَا ابْنه أَبُو عنان بن أبي الْحسن ثمَّ ارتحل عَنْهَا أَبُو عنان
الى الْمغرب عِنْد إِشَاعَة موت ابيه فِي حَرْب الْعَرَب واستخلف عَلَيْهَا عُثْمَان بن حراز فِي ربيع سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فبقى حَتَّى سَار اليه أَبُو سعيد فَدخل تلمسان وملكها من يَده فِي السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ قصد أَبُو عنان بن السُّلْطَان ابى الْحسن تلمسان فملكها سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَقبض على السُّلْطَان أَبى سعيد وَملك تلمسان من يَده واستخلف بعض أَوْلَاده عَلَيْهَا وَرجع إِلَى الغرب الْأَقْصَى فَعمد أَبُو حمو بن بنى عبد الواد إِلَى تلمسان فملكها فِي ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وَخرج ابْن السُّلْطَان أَبى عنان فلحق بالمغرب ثمَّ سَار السُّلْطَان أَبُو سَالم بن أَبى عنان إِلَى تلمسان فملكها فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المعتضد
وَكَانَ الغرب الْأَقْصَى بيد السُّلْطَان أَبى الْحسن المرينى فتوفى فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وَملك بعده ابْنه ولى عَهده أَبُو عنان بن أَبى الْحسن فتوفى فى ذى الْحجَّة سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَكَانَ قد عهد إِلَى ابْنة أَبى زيان
فَعدل عَنهُ إِلَى ابْنه السعيد بن أَبى عنان ثمَّ خرج عَلَيْهِ عَمه أَبُو سَالم إِبْرَاهِيم بن أَبى الْحسن فغلبه على ملكه وَدخل مَدِينَة فاس فِي منتصف شعْبَان سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة فبقى حَتَّى أقيم مَكَانَهُ أَبُو عمر تاشفين الْمَعْرُوف بالموسوس بن السُّلْطَان أَبى الْحسن وَقبض على أَبى سَالم وَقَتله فبقى حَتَّى خلع وَولى مَكَانَهُ أَبُو زيان مُحَمَّد بن الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن السُّلْطَان أَبى الْحسن وَكَانَ غَائِبا بالأندلس فَقدم مَدِينَة فاس ودخلها فِي منتصف شهر صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المعتضد
وَكَانَ مَا بقى من الأندلس بيد الْمُسلمين وَهُوَ غرناطة وَمَا مَعهَا بيد يُوسُف بن أَبى الْوَلِيد من بنى الْأَحْمَر فتوفى يَوْم الْفطر سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَولى مَكَانَهُ ابْنه مُحَمَّد بن يُوسُف فَأَقَامَ خمس سِنِين إِلَى ان خلع وَولى مَكَانَهُ أَخُوهُ إِسْمَاعِيل بن يُوسُف فِي لَيْلَة سبع وَعشْرين من رَمَضَان سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المعتضد