الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِي بَغْدَاد وَغَيرهَا ثمَّ تحرّك تتش بن ألب أرسلان من دمشق بعد موت أَخِيه ملكشاه لطلب السلطنة وَمَعَهُ آق سنقر صَاحب حلب وَاسْتولى على الْموصل وَأرْسل إِلَى بَغْدَاد يطْلب أَن يخْطب لَهُ فتوقفوا فِي إجَابَته لذَلِك وَأَقْبل بركيارق بن ملكشاه بن ألب أرسلان للقائه فَعَاد تتش إِلَى الشَّام وَقدم بركيارق بَغْدَاد وخطب لَهُ بهَا فِي رَابِع الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَبَقِي الْأَمر بِبَغْدَاد وَغَيرهَا بيد بركيارق إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُقْتَدِي وَفِي أَيَّامه فِي سنه أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة أستولت الفرنج على جَزِيرَة سقليا وأنتزعتها من يَد نواب الْمُسْتَنْصر الْعلوِي أَوْلَاده مِنْهُم المستظهر بِاللَّه الْآتِي ذكره
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَ على مصر فِي أَيَّامه الْمُسْتَنْصر بِاللَّه الفاطمي فَبَقيَ إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُقْتَدِي وَكَانَ الْقَائِم بتدبير دولته وزيره بدر الجمالي
وَكَانَت دمشق قد خرج عَنْهَا أنوشتكين الدزبري
فتغلب عَلَيْهَا أتسز بن أرتق الْخَوَارِزْمِيّ أحد أُمَرَاء السُّلْطَان ملكشاه السلجوقي فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَقطع الْخطْبَة بهَا للمستنصر الفاطمي وخطب للمقتدي العباسي وَمنع الْأَذَان بحى على خير الْعَمَل وَلم يخْطب بعْدهَا بِالشَّام لأحد من الفاطميين وبقى بهَا إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُقْتَدِي
وَكَانَ على حلب مَحْمُود بن شبْل الدولة فَبَقيَ بهَا حَتَّى توفّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وملكها بعده أبنه نصر بن مَحْمُود فَبَقيَ حَتَّى قَتله التركمان وملكها بعده أَخُوهُ سَابق بن مَحْمُود ثمَّ أنتزعها مِنْهُ شرف الدوله مُسلم بن قُرَيْش صَاحب الْموصل فِي صفر سنه سبع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وملكها بعده إخوه إِبْرَاهِيم بن قُرَيْش ثمَّ أنتزعها مِنْهُ تتش بن ألب أرسلان السلجوقي صَاحب دمشق فِي السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ أنتزعها مِنْهُ السُّلْطَان ملكشاه السلجوقي وَسلمهَا إِلَى قسيم الدوله آقسنقر ثمَّ أستعادها تتش بن ألب أرسلان الْمُقدم ذكره بعد موت ملكشاه وأستضافها إِلَى دمشق وأنبسط
ملكه حَتَّى ملك بعد ذَلِك أذربيجان وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتدى
وَكَانَ على مَكَّة مُحَمَّد بن جَعْفَر فَانْقَطع مَا كَانَ يصل إِلَى أَمِير مَكَّة من الْعرَاق بعد موت الْقَائِم فَقطع الْخطْبَة للعباسيين وَلما ولى المقتدى أرسل إِلَيْهِ بِمَال فاعاد الْخطْبَة للعباسيين وجهز منبرا إِلَى مَكَّة وَكتب اسْمه عَلَيْهِ بِالذَّهَب فَوَقَعت الْفِتْنَة بَين الشِّيعَة وَأهل السّنة فَكسر الْمِنْبَر وأحرق واستمرت الْخطْبَة للعباسيين بعد ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ السُّلْطَان ملكشاه السلجوقى فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة فَانْقَطَعت الْخطْبَة من مَكَّة للعباسيين وَبَطل الْحَج من الْعرَاق وبقى مُحَمَّد بن جَعْفَر على إمارته بِمَكَّة إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتدى وَلم ادر من كَانَ على الْمَدِينَة فِي خِلَافَته
وَكَانَ على الْيمن سعيد بن نجاح ثمَّ غلب على الْملك المكرم أَحْمد بن على الصليحى فِي سنة خمس
وَسبعين وَأَرْبع مائَة ثمَّ عَاد ابْن نجاح وَملك زبيد فِي سنة تسع وَسبعين وَأَرْبع مائَة ثمَّ عَاد الْملك المكرم وملكها وَقتل سعيدا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَملك بعده ابْن عَمه أَبُو حمير سبأ فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتدى
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر بيد مُلُوك تركستان
وَكَانَت خُرَاسَان بيد ملكشاه بن ألب أرسلان بن دَاوُد بن مِيكَائِيل بن سلجوق وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة سَار إِلَى مَا وَرَاء النَّهر وَملك بُخَارى وسمرقند وانتزعها من يَد أَحْمد خَان أحد مُلُوك تركستان وانْتهى ملكه إِلَى كاشغر ثمَّ اسْتَقَرَّتْ بيد احْمَد خَان الْمُقدم ذكره وبقى حَتَّى قتل بالزندقة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَاسْتقر ابْن عَمه مَسْعُود مَكَانَهُ وَبقيت خُرَاسَان بيد ملكشاه بن ألب أرسلان حَتَّى توفى سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وملكها بعده أَخُوهُ أرسلان أرغون بن ألب أرسلان فبقى بهَا حَتَّى قَتله بعض غلمانه فِي الْمحرم من هَذِه السّنة وَلما قتل أرسلان
أرغون سَار بر كيارق بن ألب أرسلان إِلَى خُرَاسَان فملكها وَأرْسل إِلَى مَا وَرَاء النَّهر فَخَطب لَهُ هُنَاكَ وَسلم خُرَاسَان إِلَى أَخِيه سنجر بن ملكشاه وَجعل وزيره أَبَا الْفَتْح بن الْحُسَيْن الطغراى
وَكَانَت غزنه وَمَا مَعهَا بيد الْملك الْمُؤَيد إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود فتوفى فِي سنة إِحْدَى وثما 4 نين وَأَرْبع مائَة وَملك بعده ابْنه مَسْعُود بن إِبْرَاهِيم فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتدى
وَكَانَ على إفريقية تَمِيم بن الْمعز بن باديس فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتدى
وَكَانَ على الغرب الْأَقْصَى أَمِير الْمُسلمين يُوسُف ابْن تاشفين اول مُلُوك المرابطين من لمتونه من البربر وَاسْتولى على الغرب الْأَوْسَط وانتزعه من يَد بنى باديس واستضافه إِلَى الغرب الْأَقْصَى وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتدى
وَأما الأندلس فَكَانَت بيد ملو ك الطوائف على مَا تقدم
فَكَانَت إشبيلية بيد الْمُعْتَمد بن عباد فبقى حَتَّى غلب أَمِير الْمُسلمين يُوسُف بن تاشفين على الأندلس فَقبض عَلَيْهِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة واعتقله إِلَى مَاتَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة وَبقيت بِيَدِهِ حَتَّى مَاتَ
وَكَانَت قرطبة بيد سراج الدولة بن عباد فبقى بهَا حَتَّى قتل فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة قَتله ابْن عكاشة ودعا بهَا على المنابر ليحيى بن إِسْمَاعِيل بن ذى النُّون وَقتل بهَا مسموما ثمَّ تَملكهَا الْمُعْتَمد بن عباد فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة
وَكَانَت بطليوس بيد المتَوَكل بن الْأَفْطَس فبقى حَتَّى قَتله أَمِير الْمُسلمين يُوسُف بن تاشفين سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة فَبَقيت بِيَدِهِ حَتَّى مَاتَ
وَكَانَت طليطلة بيد الْمَأْمُون بن الظافر إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن ذى النُّون حَتَّى مَاتَ مسموما سنة سبع
وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة وَولى بعده طليطلة حافده الْقَادِر يحيى ابْن إِسْمَاعِيل بن الْمَأْمُون غَلبه عَلَيْهَا الطاغية أدفونش ملك طليطة واقتلعها مِنْهُ فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة وهى بيد الفرنج إِلَى الْآن
وَكَانَت سرقسطة بيد المقتدر أَحْمد فبقى حَتَّى مَاتَ سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَولى بعده ابْنه المؤتمن يُوسُف وَكَانَ لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْعُلُوم الرياضية وَله فِيهَا التآليف الجليلة وَمَات سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبع مائَة وَولى بعده ابْنه المستعين أَحْمد فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتدى
وَأما دانية وميورقة فكانتا بيد إقبال الدولة عَليّ من عقب الْمَنْصُور ابْن أَبى عَامر فدام ملكه بهَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة ثمَّ غَلبه المقتدر بن هود على دانية وَنَقله إِلَى سرقسطة فَمَاتَ بهَا سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبع مائَة واستخلف على ميورقة صهره سُلَيْمَان بن مشكيان