الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَذْهَب الثَّانِي
فِي العهود الَّتِى تكْتب للخلفاء أَن يفْتَتح الْعَهْد بِالْحَمْد لله
قلت وَعَلِيهِ الْعَمَل فِي زَمَاننَا مَعَ الِاقْتِصَار على تحميده وأحدة والاختصار فِي القَوْل
وعَلى ذَلِك
كتب عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفى بِاللَّه أَبى الرّبيع سُلَيْمَان لوَلَده المستوثق بِاللَّه بركَة
وَهَذِه نسخته
الْحَمد لله الذى أيد الْخلَافَة العباسية بِأَجل وَالِد وَأبر ولد وَجعلهَا كلمة بَاقِيَة بالسند والسند فَالسَّنَد وآواها من إمرتهم إِلَى الْكَهْف فالكهف وَإِن تناهى الْعدَد وزان عطفهابسؤدد سَواد شعارهم المسجلة أنواره وَلَا شكّ أَن النُّور فِي السوَاد وعذق بصولتهم النبوى
معجزها كل منآد نحمده على مَا من بِهِ من تَمام النِّعْمَة فيهم ونزول الرَّحْمَة ببواقيهم ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة مَحْضَة الْإِخْلَاص كافلا محضها بالفكاك من أسر الشّرك والخلاص ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الْمَبْعُوث بِمَا أوضح سبل الرشاد وقمع أهل العناد وَالشَّفِيع المشفع يَوْم التناد صلى الله عليه وسلم وعَلى آله وَصَحبه صَلَاة لاانقضاء لَهَا ولانفاذ وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا
وَبعد فَإِن أَمِير الْمُؤمنِينَ وَيذكر اسْمه يعتصم بِاللَّه فِي كل مَا ياتى ويذر مِمَّا جعل لَهُ من التَّفْوِيض وَيُشِير إِلَى الصَّوَاب فِي كل تَصْرِيح مِنْهُ وتعريض وَإنَّهُ شدّ الله أزره وَعظم قدره استخار الله سبحانه وتعالى فِي الْوَصِيَّة بِمَا جعله لَهُ من الْخلَافَة المعظمة المفخمة الموروثة عَن الْآبَاء والجدود الملقاة إِلَيْهِ مقاليدها كَمَا نَص عَلَيْهِ ابْن عَمه صلى الله عليه وسلم فِي الْوَالِد من قُرَيْش
والمولود لوَلَده السَّيِّد الْأَجَل الْمُعظم المكرم فلَان سليل الْخلَافَة وشبل غابها ونخبة أحسابها وأنسابها اجله الله وشرفه وجمل بِهِ عطف الْإِمَامَة وفوفه لما تلمحة فِيهِ من النجابة اللائحة على شمائله وَظهر من مستوثق إبداء سره فِيهِ بدلائل برهانه وبرهان دلائله وَأشْهد على نَفسه الْكَرِيمَة صانها الله تَعَالَى سيدنَا ومولانا أَمِير الْمُؤمنِينَ من حضر من حكام الْمُسلمين قُضَاة قضاتهم وعلمائهم وعدولهم مَجْلِسه الشريف أَنه رَضِي أَن يكون الْأَمر فِي الْخلَافَة المعظمة الذى جعله الله لَهُ الْآن لوَلَده السَّيِّد الْأَجَل فلَان بعد وَفَاته فسح الله فِي أَجله وعهد بذلك إِلَيْهِ وعول فِي أَمر الْخلَافَة عَلَيْهِ وَألقى إِلَيْهِ مقاليدها وَجعل بِيَدِهِ زِمَام مبدئها ومعيدها وصّى لَهُ بذلك كُله جزئيه وكليه وغمضه وجليه وَصِيَّة شَرْعِيَّة بشروطها اللَّازِمَة الْمُعْتَبرَة وقواعدها المحررة وَأشْهد عَلَيْهِ بذلك فِي تَارِيخ كَذَا
قلت وَقد أنشأت على هَذِه الطَّرِيقَة عهدا على لِسَان الإِمَام الْأَعْظَم المتَوَكل على الله أَبى عبد الله مُحَمَّد لِابْنِهِ الإِمَام الْأَعْظَم المستعين بِاللَّه أَبى الْفضل الْعَبَّاس امتحانا للذهن