الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَملك بعده ابْنه إِبْرَاهِيم بن تاشفين بن عَليّ فألفوه عازجا فخلوه وَولي مَكَانَهُ عَمه إِسْحَاق بن عَليّ بمراكش وَقد ملك الموحدون جَمِيع بِلَاد الْمغرب فقصدوه فِي مراكش فَخرج إِلَيْهِم فِي خاصته فَقَتَلُوهُ وفر أُمَرَاء المرابطين فِي كل وَجه
وَكَانَ مَا بَقِي من الأندلس بيد على بن يُوسُف بن تاشفين فانتقل ذَلِك بعده إِلَى ابْنه تاشفين ثمَّ إِلَى إِبْرَاهِيم بن تاشفين ثمَّ إِلَى إِسْحَاق بن عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين فَقتل بمراكش على مَا تقدم وعدي عبد الْمُؤمن شيخ الْمُوَحِّدين إِلَى الأندلس فملكه فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس مائَة وأجتمع لَهُ إفريقية وَالْمغْرب الْأَوْسَط وَالْمغْرب الْأَقْصَى والأندلس وَبَقِي إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتفى
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ من خلفاء بني الْعَبَّاس بالعراق المستنجد بِاللَّه
وَهُوَ أَبُو المظفر يُوسُف بن المقتفي الْمُقدم ذكره
وَأمه أم ولد أسمها طَاوُوس وَكَانَ أسمر تَامّ الْقَامَة طَوِيل اللِّحْيَة حسن السِّيرَة شَدِيدا على أهل العيث وَالْفساد بُويِعَ لَهُ بالخلافة بعد وَفَاة أَبِيه فِي رَجَب سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وأجتمع على بيعَته أهل بَيته وأقاربه وَعَمه أَبُو طَالب وَأَخُوهُ أَبُو جَعْفَر ثمَّ بَايعه الْوَزير عون الدّين بن هُبَيْرَة قَاضِي الْقُضَاة وَغَيرهم من وُجُوه النَّاس وَبَقِي حَتَّى توفّي فِي تَاسِع ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ سَبَب مَوته فِيمَا يُقَال أَنه مرض فأشتد مَرضه فدبر عَلَيْهِ مَعَ الطَّبِيب أَنه يدْخل الْحمام فدخله على ضعف فَمَاتَ وعمره إِحْدَى وَسِتُّونَ سنة وَأشهر وَمُدَّة خِلَافَته إِحْدَى عشرَة سنة وَأشهر وَكَانَ لَهُ أَوْلَاد مِنْهُم المستضئ بِاللَّه الْآتِي ذكره