الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بهمذان وَطلب الْأُمَرَاء عَمه سُلَيْمَان شاه بن مُحَمَّد وَكَانَ معتقلا بالموصل فَحَضَرَ وَولي مَوضِع ابْن أَخِيه مُحَمَّد بن مَحْمُود وَكَانَ فِيهِ خرق وتهور وَضعف فِي الدّين حَتَّى يُقَال إِنَّه كَانَ يشرب الْخمر فِي رَمَضَان نَهَارا فتسلط عَلَيْهِ الْجند حَتَّى لم يبْق لَهُ مَعَهم أَمر ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَحبس وأقيم أرسلان شاه بن طغرل بن مُحَمَّد بن ملكشاه فِي السلطنة مقَامه وخطب لَهُ بهَا وَبعث إِلَى بَغْدَاد ليخطب لَهُ فِيهَا بالسلطنة على عَادَة الْمُلُوك السلجوقية فَلم يجب إِلَى ذَلِك وَبقيت الْخطْبَة فِي بَغْدَاد للخليفة وَحده وَبَقِي الْأَمر على ذَلِك إِلَى وَفَاة المقتفي
ولايات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَ على مصر الْحَافِظ لدين الله الفاطمي فَتوفي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَولي بعده ابْنه الظافر بِأَمْر الله إِسْمَاعِيل بن حَافظ الْمُقدم ذكره فَبَقيَ حَتَّى قتل فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَولي بعده أبنه الفائز بنصر الله أَبُو الْقَاسِم عِيسَى بن الظافر صَبِيحَة وَفَاة أَبِيه فَبَقيَ إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتفي
وَكَانَ على دمشق شهَاب الدّين مَحْمُود بن بورى فَقتل سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَملك بعده أَخُوهُ جمال الدّين مُحَمَّد بن بورى وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَملك بعده أبنه مجير الدّين أرتق بن مُحَمَّد وَفِي أَيَّامه تغلبت الفرنج على ناحيه دمشق ثمَّ أنتزعها مِنْهُم الْملك الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود بن زنكي الْمَعْرُوف بِنور الدّين الشَّهِيد فملكها فِي سنه تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وأجتمع لَهُ ملك جَمِيع الشَّام وَهُوَ الَّذِي بنى أسوار مدن الشَّام حِين وَقعت بالزلازل من دمشق وحماة وحمص وحلب وشيزر وبعلبك وَغَيرهَا فَبَقيَ إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتفي
وَكَانَ على حلب عماد الدّين الزنكي فَبَقيَ إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتفي وَكَانَت حماة بِيَدِهِ قبل ذَلِك وَكَانَت طرابلس بيد الفرنج وَكَانَ على مَكَّة قَاسم بن فليتة وَالْخطْبَة بِمَكَّة منسحبة لبني الْعَبَّاس وَبَقِي قَاسم الْمَذْكُور إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتفي
وَكَانَ على الْمَدِينَة قَاسم بن مهنى فَتوفي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَولي بعده أبنه سَالم بن قَاسم فَبَقيَ إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتفي
قَالَ الْمُؤَيد صَاحب حماة فِي تَارِيخه وَكَانَ مَعَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فِي فتوحاته يتبرك بِهِ ويتيمن بِصُحْبَتِهِ وَيرجع إِلَى قَوْله
وَكَانَ على الْيمن فاتك بن مَنْصُور بن فاتك ثمَّ ملك من بعده أبن عَمه فاتك بن مُحَمَّد بن فاتك بن جياش بن نجاح فِي سنة أحدى وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَقتل فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة وَهُوَ أحسن مُلُوك بني نجاح بهَا وأنتقلت مملكة الْيمن إِلَى بني مهْدي فَملك مِنْهُم بعد قتل فاتك عَليّ بن مهْدي وأستقر فِي الْملك بزبيد فِي رَابِع عشر رَجَب سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة ثمَّ مَاتَ بعد شَهْرَيْن وَإِحْدَى وَعشْرين يَوْمًا وَكَانَ مذْهبه التَّكْفِير بِالْمَعَاصِي وَقتل من خَالف ذَلِك وَملك بعده أبنه مهْدي بن عَليّ فَبَقيَ إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتفي
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر بيد كوخان ملك الصين فَمَاتَ سنه سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وملكت بعده أبنته وَثمّ مَاتَت قَرِيبا وَملك بعْدهَا أمهَا زَوْجَة كوخان وبقى مَا وَرَاء النَّهر بعد ذَلِك بيد الخطا الى أَن غلبهم عَلَيْهِ عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن خوارزم شاه سنة ثنتى عشرَة وسِتمِائَة فَبَقيَ فِي يَده حَتَّى انتزعه مِنْهُ بَنو جنكزخان مُلُوك التتر فِي سنة سبع عشرَة وثمان مائَة
وَكَانَ على خُرَاسَان السُّلْطَان سنجر بن ملكشاه السلجوقي فَمَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ موطنه مرو من خُرَاسَان وخطب لَهُ على أَكثر مَنَابِر الْإِسْلَام بالسلطنة نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ قبلهَا يُخَاطب بِالْملكِ عشْرين سنة وَلما حَضرته الْوَفَاة اسْتخْلف على خُرَاسَان ابْن أُخْته الْملك مَحْمُود بن مُحَمَّد بن بغراخان فَأَقَامَ على خوف من الغز حَتَّى انتزعها مِنْهُ خوارزم شاه أطسز بن مُحَمَّد بن أنوشتكين فَبَقيَ إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتفي
وَكَانَ على غزنة بهْرَام شاه بن مَسْعُود من بني سبكتكين
فَتوفي وَملك بعده ابْن ابْنه ملكشاه بن خسروشاه فَبَقيَ إِلَى مَا بعد خلَافَة المقتفي
وَكَانَ على إفريقية الْحسن بن عَليّ من بني الْمعز بن باديس فغلبه عَلَيْهَا الموحدون وانتزعها مِنْهُ عبد الْمُؤمن بن عَليّ أحد أَصْحَاب الْمهْدي بن تومرت وَلحق الْحسن بالجزائر فَنزل بهَا حَتَّى فتح الموحدون الجزائر سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة فَخرج إِلَى عبد الْمُؤمن فَأحْسن إِلَيْهِ وَبَقِي مَعَه حَتَّى افْتتح المهدية فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخمْس مائَة فأنزله بهَا فَأَقَامَ بهَا ثَمَانِي سِنِين ثمَّ سَار إِلَى مراكش فَمَاتَ بهَا
وَكَانَ على الغرب الْأَقْصَى والأوسط على بن يُوسُف بن تاشفين فَمَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وَقد ضعفت كلمة المرابطين لظُهُور الْمُوَحِّدين وَقَامَ بِالْأَمر بعده وَلَده تاشفين بن عَليّ وَأخذ بِطَاعَتِهِ وبيعته أهل العدوتين وَنزل تلمسان وَقد استفحل أَمر الْمُوَحِّدين فقصده الموحدون ففر مِنْهُم وفقد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة