الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة استولى جلال الدّين على خوزستان وَكَانَت للخليفة الإِمَام النَّاصِر ثمَّ سَار حَتَّى قَارب بَغْدَاد وَخَافَ أهل بَغْدَاد مِنْهُ واستعدوا للحصار ونهبت الخوارزمية الْبِلَاد وامتلات أَيْديهم من الْغَنَائِم
ولايات الْأَمْصَار فِي خلَافَة
كَانَ على مصر فِي أَيَّامه السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فبقى حَتَّى توفى بِدِمَشْق فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَكَانَت مُدَّة ملكه بالديار المصرية أَرْبعا وَعشْرين سنة ثمَّ ملك بعده مصر ابْنه الْملك الْعَزِيز عُثْمَان وَتوفى لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَملك بعده ابْنه الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد فَأَقَامَ بهَا حَتَّى ورد عَلَيْهِ الْملك الْعَادِل أَبُو بكر بن أَيُّوب من الشَّام وَأقَام عِنْده
قَلِيلا كَأَنَّهُ مُدبر لدولته ثمَّ اسْتَقل الْعَادِل بِالْملكِ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَت دمشق مَعَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب أَيْضا وَقرر فِيهَا أَخَاهُ سيف الْإِسْلَام طغتكين بن أَيُّوب وَتوجه لاستقلاع بَقِيَّة الْبِلَاد فَلَمَّا عَاد إِلَى الديار المصرية فِي سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة اسْتخْلف عَلَيْهَا ابْن أَخِيه عز الدّين فرخشاه بن شاهنشاه بن أَيُّوب صَاحب بعلبك وَصَارَت بِيَدِهِ هِيَ وبعلبك ثمَّ صرفه عَنْهَا وَقرر فِيهَا ابْنه الْملك الْأَفْضَل عليا فبقى فِيهَا حَتَّى توفى وَالِده وبقى بهَا إِلَى أَن قَصده أَخُوهُ الْملك الْعَزِيز عُثْمَان صَاحب مصر بعد وَفَاة أَبِيهِمَا وصحبته عَمه الْعَادِل أَبُو بكر بن أَيُّوب فانتزعها مِنْهُ وخطب فِيهَا باسم الْعَزِيز فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَكَانَ الْخَلِيفَة النَّاصِر يمِيل إِلَى التَّشَيُّع فَكتب إِلَيْهِ الْأَفْضَل على بن السُّلْطَان صَلَاح الدّين يستجيشه على أَخِيه الْعَزِيز عُثْمَان وَعَمه الْعَادِل أَبى بكر ببيتين من نظمه هما
.. مولاى إِن أَبَا بكر وَصَاحبه
عُثْمَان قد غصبا بِالسَّيْفِ حق على
فَانْظُر إِلَى حَظّ هَذَا الِاسْم كَيفَ لقى
من الْأَوَاخِر مَا لَاقَى من الأول
…
فَكتب إِلَيْهِ النَّاصِر فِي جَوَابه
…
غصبوا عليا حَقه إِذْ لم يكن
بعد النبى لَهُ بِيَثْرِب نَاصِر
فاصبر فَإِن غَدا عَلَيْك حسابهم
وَابْشَرْ فناصرك الإِمَام النَّاصِر
…
ثمَّ لم يزل عَنهُ شكواه وَلم يدْفع عَنهُ لاواه
وَلما ملك الْعَزِيز دمشق سلمهَا لِعَمِّهِ الْعَادِل أَبى بكر بن أَيُّوب وَعَاد إِلَى صصر مَحل ملكه فقرر فِيهَا الْعَادِل ابْنه الْملك الْمُعظم عِيسَى بن ابي بكر مُضَافا إِلَى مَا بِيَدِهِ من الكرك والشوبك وَغَيرهمَا وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَت حلب بيد عماد الدّين زنكى فتسلمها مِنْهُ السُّلْطَان صَلَاح الدّين فِي سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة وَسلمهَا لِابْنِهِ الْملك الظَّاهِر غازى فَبَقيت بِيَدِهِ حَتَّى سلمهَا السُّلْطَان صَلَاح الدّين لِأَخِيهِ الْعَادِل أَبى بكر فِي السّنة الْمَذْكُورَة فبقى بهَا حَتَّى جهزه أَخُوهُ السُّلْطَان صَلَاح الدّين إِلَى مصر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَأعَاد إِلَيْهَا ابْنه الظَّاهِر غازى فَلم يزل بهَا حَتَّى اسْتَقل الْعَادِل أَبُو بكر بسلطنه مصر وَالشَّام فَصَارَ مُلُوك بنى أَيُّوب بِالشَّام كَأَنَّهُمْ نوابه فَخَطب لَهُ الظَّاهِر غَازِي بحلب وَضرب السِّكَّة باسمه وَبقيت بِيَدِهِ إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَت حماة بيد السُّلْطَان صَلَاح الدّين فقرر فِيهَا خَاله شهَاب الدّين الحارمى ثمَّ قرر فِيهَا ابْن أَخِيه تقى الدّين عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة فَبَقيت بِيَدِهِ حَتَّى توفى سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فوليها بعده ابْنه الْملك الْمَنْصُور نَاصِر الدّين
مُحَمَّد فبقى بهَا حَتَّى توفى سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة ووليها بعده ابْنه الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين قليج فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَت طرابس بيد الفرنج
وَكَانَت حمص بيد السُّلْطَان صَلَاح الدّين فقرر بهَا ابْن عَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شيركوه فبقى بهَا حَتَّى توفى سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة فاستقر بهَا بعده ابْنه الْملك الظَّاهِر شيركوه فبقى بهَا إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَت بعلبك بيد السُّلْطَان صَلَاح الدّين نقرر فِيهَا شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الْملك ثمَّ انتزعها مِنْهُ فِي سنة أَربع وَسبعين وَخمْس مائَة وَأَعْطَاهَا أَخَاهُ شمس الدولة توران شاه بن أَيُّوب وَبقيت بِيَدِهِ إِلَى ان مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين وَخمْس مائَة فاستقر بهَا ابْنه الْملك الأمجد بهْرَام شاه وَهُوَ الذى بنى دَار السَّعَادَة بِدِمَشْق فبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَ الكرك بيد الفرنج فانتزعه مِنْهُم السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَقرر فِيهَا أَخَاهُ الْملك الْعَادِل أَبَا بكر ابْن أَيُّوب فَبَقيت بِيَدِهِ إِلَى أَن مَاتَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين فقرر فِيهَا ابْنه الْملك الْمُعظم عِيسَى فَبَقيت بِيَدِهِ إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَت طرابلس وصفد بيد الفرنج
وَكَانَت مكه بيد دَاوُد بن فليته فبقى يتناوبها هُوَ وَأَخُوهُ شكر تَارَة وَتارَة حَتَّى مَاتَ دَاوُد فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وانقرضت دولة الهواشم وَصَارَت لبنى قَتَادَة بن أدريس بن مطاعن من عقب الْحسن بن على ابْن أَبى طَالب وخطب فِيهَا للخليفة النَّاصِر وَعظم شَأْنه حَتَّى ملك مَعَ مَكَّة يَنْبع وأطراف الْيمن وَبَعض أَعمال الْمَدِينَة وبلاد نجد وَلم يقدم على أحد من الْخُلَفَاء وَلَا من الْمُلُوك واستدعاه النَّاصِر الْخَلِيفَة فِي بعض السنين فَكتب إِلَيْهِ هَذِه الأبيات
.. بلادى وَإِن هَانَتْ عَلَيْك عزيزة
وَلَو أننى أعرى بهَا وأجوع
ولى كف ضرغام أدل ببطشها
وأشرى بهَا بَين الورى وأبيع
تظل مُلُوك الأَرْض تلثم ظهرهَا
وَفِي بَطنهَا للمجدبين ربيع
أجعلها تَحت الرحا ثمَّ أبتغى
خلاصا لَهَا إنى إِذا لرقيع
وَمَا انا إِلَّا الْمسك فِي كل بَلْدَة
يضوع وَأما عنْدكُمْ فيضيع
…
وبقى حَتَّى توفى سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة وَولى مَكَانَهُ ابْنه الْحسن فبقى بهَا حَتَّى قدم عَلَيْهِ الْملك المسعود أقسيس بن الْملك الْكَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل أَبى بكر بن أَيُّوب صَاحب الْيمن سنة عشْرين وسِتمِائَة
وملكها وَقتل جمَاعَة من الْأَشْرَاف وَذهب حسن بن قَتَادَة إِلَى بَغْدَاد جريحا فَمَاتَ بهَا سنة ثِنْتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وبقى أقسيس بِمَكَّة إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَ على الْمَدِينَة سَالم بن قَاسم فَمَاتَ وَولى بعده ابْنه شيحة وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَت الْيمن مفوضة إِلَى توران شاه بن أَيُّوب وَهُوَ بالإسكندرية ونائبه خطار بِالْيمن إِلَى سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة فَوجه إِلَيْهَا السُّلْطَان صَلَاح الدّين أَمِيرا استولى عَلَيْهَا وعزل خطارا نَائِب اخيه توران شاه ثمَّ توفى ذَلِك الْأَمِير فَعَاد خطار إِلَى ولَايَته ثمَّ بعث السُّلْطَان صَلَاح الدّين أَخَاهُ سيف الْإِسْلَام طغتكين إِلَى الْيمن فَقبض على خطار وَاسْتقر فِي ملك الْيمن وبقى حَتَّى مَاتَ بزبيد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَملك بعده ابْنه الْملك الْمعز إِسْمَاعِيل وَكَانَ فِيهِ هوج فَادّعى أَنه قرشى من بنى أُميَّة وَلبس الخضرة وخطب بِنَفسِهِ وَلبس ثِيَاب الْخلَافَة فَقتله أمراؤه وَأَقَامُوا مَكَانَهُ
أَخا لَهُ صَغِيرا لقبوه النَّاصِر وَقَامَ بتدبير مَمْلَكَته مَمْلُوك أَبِيه سنقر ثمَّ مَاتَ سنقر بعد أَربع سِنِين فَقَامَ بتدبير زود أمه غَازِي بن جِبْرِيل وسم النَّاصِر فِي كوز فقاع دولته وتملك غازى اليم ثمَّ قَتله جمَاعَة من الْعَرَب بِسَبَب قَتله النَّاصِر وَبقيت الْيمن بِغَيْر سُلْطَان فَغلبَتْ أم النَّاصِر على زبيد وَأرْسلت إِلَى مَكَّة تتَوَقَّع حُضُور أحد من بنى أَيُّوب فِي الْمَوْسِم لتملكه الْيمن وَكَانَ للْملك المظفر تَقِيّ الدّين عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب ولد يُسمى سُلَيْمَان فَخرج إِلَى الْحجاز فِي صُورَة فَقير يحمل الركوة على كتفه فَأتيت بِهِ فملكته الْيمن فِي سنة تسع وَتِسْعين وَخمْس مائَة بعد أَن تزوجت بِهِ فَمَلَأ الْيمن ظلما وجورا وَكتب إِلَى عَم أَبِيه الْملك الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب صَاحب الديار المصرية كتابا فِي أَوله {إِنَّه من سُلَيْمَان وَإنَّهُ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} فَبَقيَ إِلَى سنة اثنتى عشرَة وسِتمِائَة فَبعث الْملك الْكَامِل مُحَمَّد ابْن الْعَادِل أَبى بكر صَاحب الديار المصرية ابْنه الْملك
المسعود يُوسُف أطسيس الْمَعْرُوف بأقسيس إِلَى الْيمن فاستولى عَلَيْهِ وَقبض على سُلَيْمَان وَبعث بِهِ معتقلا إِلَى مصر فبقى بهَا حَتَّى قتل فِي نوبَة المنصورة شَهِيدا وبقى الْملك المسعود بهَا فكره الْمقَام بهَا فاستخلف عَلَيْهَا ابْن رَسُول امير أخور وَسَار قَاصِدا الشَّام فَتوفي بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَعشْرين وسمتمائة وَهُوَ آخر مُلُوكهَا من بني أَيُّوب وانتقلت الدولة بهَا إِلَى بنى رَسُول واستقرت قدمهم فِيهَا وبقى فِيهَا على بن رَسُول إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر بيد بنى جنكزخان
وَكَانَ على خُرَاسَان خوارزم شاه مُحَمَّد بن تكش بن أرسلان بن أطسز بن مُحَمَّد أنوشتكين فَبَقيت بِيَدِهِ
حَتَّى انتزعها مِنْهُ جنكزخان ملك التتر واستولوا عَلَيْهَا فِي سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة بعد أَن اتَّسع ملكه وَملك مَعَ خُرَاسَان من حد الْعرَاق إِلَى تركستان وبلاد غزنه وسجستان وكرمان وطبرستان وجرجان وبلاد الْجَبَل وهى عراق الْعَجم وَكَانَت غزنة بيد الغز المتغلبين عَلَيْهَا ثمَّ انتزعها مِنْهُم شهَاب الدّين بن سَام فِي سنة تسع وَسبعين وَخمْس مائَة وبقى حَتَّى قتل سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة وَفِي أَيَّامه كَانَ الإِمَام فَخر الدّين الرازى صَاحب التَّفْسِير والمحصول فِي أصُول الْفِقْه وَغَيرهمَا من المصنفات وَكَانَ مُعظما عِنْده ثمَّ ملك من بعده عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن سَام ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا يلدز مَمْلُوك غياث الدّين بن سَام ثمَّ غَلبه عَلَيْهَا عَلَاء الدّين مُحَمَّد الْمُقدم ذكره ثمَّ غلب عَلَيْهَا يلدز أَيْضا ثمَّ غلب عَلَيْهَا عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن تكش بن خوارزم شاه فِي سنة اثنتى عشرَة وسِتمِائَة فَبَقيت بِيَدِهِ حَتَّى غلب عَلَيْهَا جنكزخان ملك التتر فِي سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة وتوالت عَلَيْهَا مُلُوك بنى حنكزخان فِي جملَة مَا ملكوه من الممالك إِلَى أَن كَانَ آخِرهم بِهَذِهِ المملكة القان أَبُو سعيد صَاحب مملكة إيران
وَكَانَت إفريقية بيد أَبى يَعْقُوب يُوسُف بن عبد الْمُؤمن فولى عَلَيْهَا أَبَا سعيد بن الشَّيْخ أَبى حَفْص عمر ثمَّ غلب ابْن غانية على أَكثر بِلَاد إفريقية وَاسْتولى على تونس وخطب للخليفة العباسى بِبَغْدَاد ثمَّ جهز النَّاصِر ابْن الْمَنْصُور بن عبد الْمُؤمن الشَّيْخ أَبَا مُحَمَّد عبد الْوَاحِد ابْن الشَّيْخ أَبى حَفْص من مراكش إِلَى إفريقية سنة ثِنْتَيْنِ وسِتمِائَة فانتزعها من ابْن غانية ثمَّ وصل النَّاصِر بن الْمَنْصُور إِلَى إفريقية بعد ذَلِك وَدخل تونس وَأقَام بهَا إِلَى منتصف سنة ثَلَاث وسِتمِائَة وعزم على الرحيل إِلَى مراكش واستخلف على إفريقية الشَّيْخ أَبَا مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن الشَّيْخ أَبى حَفْص فَقعدَ بهَا مقْعد الْإِمَارَة بقصبة تونس يَوْم السبت الْعَاشِر من شَوَّال سنة ثَلَاث وسِتمِائَة فبقى بهَا حَتَّى توفى فِي مفتتح سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة وبقى بهَا بنوه إِلَى الْآن وَولى بعده ابْنه أَبُو زيد عبد الرَّحْمَن وَورد كتاب الْمُسْتَنْصر بن النَّاصِر ابْن عبد الْمُؤمن بعزلة بعد ثَلَاثَة أشهر من ولَايَته وَأقَام الْمُسْتَنْصر مَكَانَهُ أَبَا العلى إِدْرِيس بن يُوسُف بن
عبد الْمُؤمن فوصل إِلَى تونس فِي ذى الْقعدَة من السّنة الْمَذْكُورَة فَنزل بقصيتها ورتب الْأُمُور وبقى حَتَّى مَاتَ بتونس سنة عشْرين وسِتمِائَة وَمَات الْمُسْتَنْصر الْمُقدم ذكره وَصَارَ الْأَمر بعده لعبد الْوَاحِد المخلوع بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن فولى على إفريقية أَبَا زيد بن أَبى العلى فبقى بهَا إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر
وَكَانَ الغرب الْأَوْسَط والغرب الْأَقْصَى وَمَا بقى مَعَ الْمُسلمين من الأندلس بيد أَبى يَعْقُوب يُوسُف بن عبد الْمُؤمن أَيْضا فبقى بِيَدِهِ حَتَّى مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَملك بعده ابْنه يَعْقُوب بن يُوسُف عقب وَفَاته بإشبيلية من الإندلس وتلقب بالمنصور وَاسْتولى على مَا كَانَ بيد أَبِيه من الممالك وَمَات بالأندلس سنة خمس وَتِسْعين وَخمْس مائَة وَولى بعده ابْنه مُحَمَّد وتلقب بالناصر لدين الله وَرجع إِلَى بِلَاد الْمغرب وبقى حَتَّى مَاتَ فِي مراكش فِي شعْبَان سنة تسع وسِتمِائَة وَولى ابْنه يُوسُف بن مُحَمَّد سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة ولقب الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وبقى إِلَى مَا بعد خلَافَة النَّاصِر