الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثَلَاثَة أشهر ثمَّ خلعه وَأعَاد المتَوَكل إِلَى الْخلَافَة وهى خِلَافَته الثَّانِيَة فبقى حَتَّى خلعه السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر برقوق واعتقله فِي برج بالقلعة فِي مستهل رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسبع مائَة
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته وَفِي عود المتَوَكل إِلَى الْخلَافَة ثَانِيًا
لما خلع أيبك أتابك العساكر الإِمَام المتَوَكل على الله مُحَمَّد وَقرر المستعصم زَكَرِيَّا فِي الْخلَافَة تَغَيَّرت عَلَيْهِ الممالك ونفرت عَنهُ قُلُوب العساكر وخامرت عَلَيْهِ نواب الشَّام جملَة وَخَرجُوا عَن الطَّاعَة فَأَقَامَ الْحَال على ذَلِك نَحْو ثَلَاثَة أشهر كَمَا تقدم ثمَّ أعَاد الْأَمِير أيبك الإِمَام المتَوَكل إِلَى الْخلَافَة على عَادَته فِي الْعشْرين من الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَسبع مائَة وَخرج جاليش الْعَسْكَر خمس أُمَرَاء مقدمو أُلُوف مِنْهُم الْأَمِير برقوق العثمانى وبركة الجوبانى ويلبغا الناصرى وَثَلَاث طبلخانات وَمِائَة مَمْلُوك من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَمِائَة مَمْلُوك من مماليك الْأَمِير أيبك وَخرج السُّلْطَان والعسكر بعد ذَلِك
ووصلوا إِلَى بلبيس فَبَلغهُمْ أَن بعض أُمَرَاء الجاليش قد خامر عَلَيْهِم فَرجع السُّلْطَان وأيبك من بلبيس إِلَى القلعة فَخرج جمَاعَة من الْأُمَرَاء إِلَى قبَّة النَّصْر ورأسهم قطلقتمر الطَّوِيل فَجهز إِلَيْهِم أيبك عسكرا فَكَانَت الكسرة على جمَاعَة أيبك وهرب أيبك إِلَى كيمان مصر فَلم يُوقف لَهُ على خبر وَصَارَت الْكَلِمَة لقطلقتمر الطَّوِيل وَرجع الْأَمِير برقوق وبركة وَمن كَانَ قد خرج مَعَهُمَا فِي الجاليش فقبضوا على الْأَمِير قطلقتمر الطَّوِيل وَمن مَعَه وبعثوا بهم إِلَى الاسكندرية فاعتقل فِيهَا وَصَارَت الْكَلِمَة ليلبغا الناصرى فَحَضَرَ إِلَيْهِ أيبك من هربه فَقبض عَلَيْهِ وَبعث بِهِ إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن فِيهَا ثمَّ قبض على جمَاعَة كَبِيرَة من الْأُمَرَاء وَبعث بهم إِلَى الاسكندرية فسجنوا بهَا أَيْضا واستمرت الْكَلِمَة للأمير يلبغا الناصرى ثمَّ ركب عَلَيْهِ الْأَمِير برقوق والأمير بركَة وأنزلاه من الإسطبل وَاسْتقر الْأَمِير برقوق مَكَانَهُ أَمِير أخور والأمير بركَة أَمِير مجْلِس وَهُوَ كالمشارك لَهُ فِي الْأَمر ثمَّ حضر الْأَمِير قشتمر الدوادار نَائِب الشَّام إِلَى الديار المصرية فَخرج السُّلْطَان لملاقاته وَاسْتقر بِهِ
أتابك العساكر ثمَّ قبض الْأَمِير برقوق على الْأَمِير قشتمر الدوادار الأتابك وَجَمَاعَة من الْأُمَرَاء مَعَه وَاسْتقر فِي الأتابكية مَكَانَهُ وَاسْتقر الْأَمِير أيتمش البجاينى أَمِير أخور مَكَان الْأَمِير برقوق وَقبض على الْأَمِير يلبغا الناصرى وَبعث بِهِ إِلَى الاسكندرية فاعتقل بهَا كل ذَلِك فِي سنة تسع وَسبعين وَسبع مائَة وفى أَوَائِل هَذِه السّنة وَقع حريق عَظِيم بدار التفاح خَارج بَاب زويلة لم يسمع بِمثلِهِ
وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسبع مائَة وَقعت الوحشة بَين الْأَمِير بركَة وبرقوق وَخرج بركَة إِلَى قبَّة النَّصْر مُقَاتِلًا لبرقوق فَوَقَعت الكسرة على بركَة فَقبض عَلَيْهِ وَبعث بِهِ إِلَى الاسكندرية فسجن بهَا وبقى الْأَمِير برقوق مُنْفَردا بتدبير المملكة وبقى بركَة فِي السجْن حَتَّى قتل فِيهِ فِي هَذِه السّنة وفى هَذِه السّنة وصل إِلَى الديار المصرية أنس العثمانى وَالِد الْأَمِير برقوق أتابك العساكر وَاسْتقر لَهُ إمرة تقدمة ألف فَبَقيت مَعَه حَتَّى مَاتَ وانتقل ابْنه من الأتابكية إِلَى السلطنة فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسبع مائَة وَهُوَ على إمرته