الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِن الْأَمر إِن سارعتم إِلَيْهِ وحمدتم الله عَلَيْهِ عَرَفْتُمْ الْحَظ فِيهِ إِن شَاءَ الله
وَكتب بِيَدِهِ يَوْم الِاثْنَيْنِ لسبع خلون من شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ
ثمَّ إِنَّه تقدم إِلَى على بن مُوسَى وَقَالَ لَهُ اكْتُبْ خطك بِقبُول هَذَا الْعَهْد وَأشْهد الله والحاضرين عَلَيْك بِمَا تعده فِي حق الله ورعاية الْمُسلمين
فَكتب على الرضى تَحْتَهُ
الْحَمد لله الفعال لما يَشَاء لَا معقب لحكمه وَلَا راد لقضائه يعلم خَائِنَة الْأَعْين وَمَا تخفى الصُّدُور وصلواته على نبيه مُحَمَّد خَاتم النَّبِيين وَآله والطيبين الطاهرين أَقُول وَأَنا على بن مُوسَى بن جَعْفَر إِن أَمِير الْمُؤمنِينَ عضده الله بالسداد وَرَفعه بالرشاد عرف من حَقنا مَا جَهله غَيره فوصل أرحاما قطعت وَأمن أنفسا فزعت بل أَحْيَاهَا وَقد تلفت وأغناها إِذْ
افْتَقَرت متتبعا رضى رب الْعَالمين لَا يُرِيد جَزَاء من غَيره وسيجزى الله الشَّاكِرِينَ وَلَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ وَإنَّهُ جعل إِلَى عَهده والإمرة الْكُبْرَى إِن بقيت بعده فَمن حل عقدَة أَمر الله بشدها أَو فَصم عُرْوَة احب الله إيثاقها فقد أَبَاحَ حريمة وَأحل مُحرمَة إِذْ كَانَ بذلك زاريا على الإِمَام منتهكا حُرْمَة الْإِسْلَام بذلك وَجرى السالف فَصَبر مِنْهُ على الفلتات وَلم يعْتَرض بعْدهَا على العزمات خوفًا على شتات الدّين واضطراب حَبل الْمُسلمين ولقرب أَمر الْجَاهِلِيَّة ورصد فرْصَة تنتهز وبائقة تبتدر وَقد جعلت الله تَعَالَى على نفسى إِن استرعانى على الْمُسلمين وقلدنى خِلَافَته الْعَمَل فيهم عَامَّة وَفِي بنى الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب خَاصَّة بِطَاعَتِهِ وَسنة رَسُوله صلى الله عليه وسلم أَن لاأسفك دَمًا حَرَامًا وَلَا أُبِيح فرجا وَلَا مَالا إِلَّا مَا سفكه حُدُوده وأباحته فَرَائِضه وَأَن أتخير الكفاة جهدى وطاقتى جعلت بذلك على نفسى عهدا مؤكدا يسألنى عَنهُ فَإِنَّهُ
عز وَجل يَقُول {وأوفوا بالعهد إِن الْعَهْد كَانَ مسؤولا} فَإِن حدت أَو غيرت أَو بدلت كنت للْغَيْر مُسْتَحقّا وللنكال متعرضا وَأَعُوذ بِاللَّه من سخطه وَإِلَيْهِ أَرغب فِي التَّوْفِيق لطاعته والحول بينى وَبَين مَعْصِيَته فِي عَافِيَة والجامعة والحصر يدلان على ضد ذَلِك {وَمَا أَدْرِي مَا يفعل بِي وَلَا بكم} {إِن الحكم إِلَّا لله يقص الْحق وَهُوَ خير الفاصلين} لكنى امتثلت أَمر أَمِير الْمُؤمنِينَ وآثرت رِضَاهُ وَالله يعصمنى وإياه وأشهدت الله على نفسى بذلك {وَكفى بِاللَّه شَهِيدا}
وكتبت بخطى بِحَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ أَطَالَ الله بَقَاءَهُ وَالْفضل بن سهل وَسَهل بن الْفضل وَيحيى بن
أَكْثَم والبشر بن الْمُعْتَمِر وَحَمَّاد بن النُّعْمَان فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ
ثمَّ كتب فِيهِ من حضر من هَؤُلَاءِ وَهَذِه صُورَة كتابتهم فِيهِ
فَكتب الْفضل بن سهل وَزِير الْمَأْمُون مَا صورته
رسم أَمِير الْمُؤمنِينَ أَطَالَ الله بَقَاءَهُ قِرَاءَة مَضْمُون هَذَا الْمَكْتُوب ظَهره وبطنه بحرم سيدناا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَين الرَّوْضَة والمنبر على رُؤُوس الأشهاد ومرأى ومسمع من وُجُوه بنى هَاشم وَسَائِر الْأَوْلِيَاء والأجناد وَهُوَ يسْأَل الله أَن يعرف أَمِير الْمُؤمنِينَ وكافة الْمُسلمين بركَة هَذَا الْعَهْد والميثاق بِمَا أوجب أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحجَّة بِهِ على جَمِيع الْمُسلمين وأبطل الشُّبْهَة الَّتِى كَانَت اعترضت آراء الْجَاهِلين {مَا كَانَ الله ليذر الْمُؤمنِينَ على مَا أَنْتُم عَلَيْهِ}
وَكتب الْفضل بن سهل فِي التَّارِيخ الْمعِين فِيهِ
وَكتب عبد الله بن طَاهِر مَا صورته
أَثْبَتَت شَهَادَته فِيهِ بتاريخه عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن
وَكتب يحيى بن أَكْثَم القاضى مَا صورته شهد يحيى بن أَكْثَم على مَضْمُون هَذِه الصَّحِيفَة ظهرهَا وبطنها وَكتب بِخَطِّهِ بالتاريخ
وَكتب حَمَّاد بن النُّعْمَان مَا صورته شهد حَمَّاد بن النُّعْمَان بمضمونه ظَهره وبطنه وَكتب بِيَدِهِ بتاريخه
وَكتب بشر بن الْمُعْتَمِر وَكتب مَا صورته
شهد بِمثل ذَلِك بشر بن الْمُعْتَمِر وَكتب بِخَطِّهِ بالتاريخ