الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة قطع السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب الْخطْبَة بِمصْر للعاضد العلوى وأقامها للمستضئ الْمَذْكُور وَذَلِكَ أَنه لما تمكن أمرالسلطان صَلَاح الدّين بِمصْر وَهُوَ فِيهَا كالنائب لنُور الدّين مَحْمُود صَاحب الشَّام وَكَانَ العاضد قد مرض وَاشْتَدَّ مَرضه وَبعث السُّلْطَان نور الدّين للسُّلْطَان صَلَاح الدّين يحتم عَلَيْهِ قطع الْخطْبَة للعاضد وَالْخطْبَة للمستضئ فَفعل وَلم يعلم العاضد أحد من أهل بَيته بذلك خشيَة عَلَيْهِ من تَأْثِير ذَلِك فِيهِ من ضعفه وَلما وصل خبر الْخطْبَة بِمصْر إِلَى بَغْدَاد ضربت لَهَا البشائر عدَّة أَيَّام وسيرت الْخلْع إِلَى السلطانين نور الدّين وَصَلَاح الدّين والخطباء وسيرت الْأَعْلَام السود وَكَانَ العاضد قد راى فِي مَنَامه ان عقربا قد خرجت من مَسْجِد بِمصْر يعرفهُ فلدغته فَاسْتَيْقَظَ فَزعًا واستدعى معبرا فَعبر لَهُ ذَلِك بوصول أَذَى إِلَيْهِ من شخص بذلك الْمَسْجِد فَطلب من بِالْمَسْجِدِ فأحضر إِلَيْهِ شخص صوفى يُقَال لَهُ نجم الدّين الخوبشانى فَرَآهُ العاضد أَضْعَف من أَن يَنَالهُ مِنْهُ أَذَى فوصله بِمَال
وَصَرفه فَلَمَّا أَرَادَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين إِزَالَة الدولة العلوية استفتى الْعلمَاء فِي ذَلِك فَكَانَ من جملَة من أفتى فِي ذَلِك الخوبشانى الْمَذْكُور وَزَاد فِيمَا كتب بِهِ حَتَّى سلب عَنْهُم الْإِيمَان فَكَانَ ذَلِك تاويل هَذِه الرُّؤْيَا وَهَذَا الخوبشانى هُوَ المدفون على الْقرب من تربة الإِمَام الشَّافِعِي رضى الله عَنهُ
ثمَّ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة أَيْضا عزل الْخَلِيفَة المستضئ وزيره عضد الدّين رَئِيس الرؤساء وَحكم فِي دولته ظهير الدّين أَبُو بكر بن الْعَطَّار ثمَّ وَقع بَين المستضئ وَبَين أستادار قطب الدّين قايماز مقدم عَسْكَر بَغْدَاد فتْنَة نهبت فِيهَا دَار قايماز وهرب إِلَى الْحلَّة ثمَّ إِلَى الْموصل فَلحقه عَطش عَظِيم فِي الطَّرِيق هلك مِنْهُ أَكثر أَصْحَابه وَمَات قبل أَن يصل إِلَى الْموصل وَلما هرب قايماز خلع المستضئ على عضد الدّين الْوَزير وَأَعَادَهُ إِلَى الوزارة
وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخمْس مائَة بنى السُّلْطَان