الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولايات الْأَمْصَار فِي هَذِه الْمدَّة
كَانَت مصر بيد الْملك الْمَنْصُور عَليّ بن الْمعز أيبك وَبَقِي حَتَّى قبض عَلَيْهِ الْملك المظفر قطز فِي سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة وأستولى على الْملك مَكَانَهُ وَكَانَ المصاف بَينه وَبَين التتر على عين جالوت بعد أَن أستولوا على جَمِيع الشَّام فِي رَمَضَان سنه ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة فكسرهم أَشد كسرة واستقلع الشَّام مِنْهُم بعد أَن عجز كَافَّة مُلُوك الشرق وعساكرها عَن مقاومتهم واستولوا على الأقاليم الشرقية والشمالية كإقليم مَا وَرَاء النَّهر من بُخَارى وَسمر قند وَغَيرهمَا وإقليم خوارزم ودشت القجاق وإقليم خُرَاسَان وعراق الْعَجم وأذربيجان وخوزستان وبلاد فَارس والجزيرة الفراتية وبلاد الرّوم وبلاد الشَّام وَغير ذَلِك وَاجْتمعَ لَهُ ملك الديار المصرية والبلاد الشامية وتداول مُلُوك مصر ذَلِك بعده إِلَى زَمَاننَا على مَا سَيَأْتِي ذكره وَبَقِي حَتَّى قتل فِي متصيده وَهُوَ عَائِد من الشَّام بِالْقربِ من قصير الصالحية على إِثْر ذَلِك من السّنة الْمَذْكُورَة وَملك بعده الْملك الظَّاهِر بيبرس البندقداري فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة وَأخذ فِي جِهَاد الفرنج واستعاد
مَا ارتجعوه من فتوح السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وَغير ذَلِك فَفتح البيرة والكرك وحمص وقيسارية وأرسوف وصفد ويافا والشقيف وأنطاكيا وحصن الأكراد وعكا وصافيتا وقلاعا من بِلَاد سيس وَكسر التتر على البيرة بعد أَن عدى الْفُرَات خوضا بعساكره وَدخل بِلَاد الرّوم وإنتزع قيسارية من يَد التتر وَجلسَ على تخت آل سلجوق بهَا وَبنى الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة بِالْقَاهِرَةِ بَين القصرين وَبَقِي إِلَى مَا بعد هَذِه الفترة
وَكَانَت دمشق وحلب بيد الْملك النَّاصِر يُوسُف بن الْعَزِيز مُحَمَّد بن الظَّاهِر غَازِي بن السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب فَبَقيت بِيَدِهِ حَتَّى إستولت عَلَيْهِمَا التتر فِي سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة ثمَّ إنتزعهما مِنْهُم المظفر قطز صَاحب الديار المصرية وإستولى عَلَيْهِمَا وعَلى سَائِر الْبِلَاد الشامية وَقبض عَلَيْهِ الظَّاهِر بيبرس وَملك بعده وَبَقِي إِلَى مَا بعد هَذِه الْمدَّة على مَا تقدم
وَكَانَت طرابلس قد بقيت بيد الفرنج بعد فتح الظَّاهِر صفد
وَكَانَت حماة بيد الْمَنْصُور مُحَمَّد بن المظفر مَحْمُود فَبَقيَ بهَا حَتَّى غلب هولاكو على الْبِلَاد الشامية فهرب إِلَى مصر صَحبه النَّاصِر يُوسُف صَاحب دمشق وحلب فِي جمَاعَة من بني أَيُّوب فَأكْرم المظفر قطز صَاحب الديار المصرية نزله فَلَمَّا كسر المظفر التتر أعادهم إِلَى حماة على مَا كَانَ عَلَيْهِ من السلطنة فَبَقيَ بهَا إِلَى مَا بعد هَذِه الْمدَّة
وَكَانَت الكرك بيد الْملك المغيث عمر بن الْعَادِل أبي بكر بن كَامِل مُحَمَّد بن الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب فَبَقيَ بهَا إِلَى مَا بعد هَذِه الفترة
وَكَانَت حمص وبعلبك بيد النَّاصِر يُوسُف مضافتين إِلَى حلب ودمشق وَكَانَ من أمره مَا كَانَ من مصيره إِلَى الديار المصرية ولحوقه بقطز صَاحبهَا وإنتزاع قطز الْبِلَاد الشامية من أَيدي التتر فَصَارَت فِي جملَة نيابات صَاحب الديار المصرية
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر وخراسان وغزنه وعراق الْعَجم وأرمينية وأذر بيجان وَسَائِر مملكة إيران بيد هولا كو بن طولي بن جنكزخان
وَكَانَت مملكة الشمَال بيد بركَة بن درجي خَان وَبَقِي بركَة إِلَى مَا بعده مُدَّة الفترة
وَكَانَت مَكَّة بيد جماز بن حسن بن قَتَادَة فوصل عَمه رَاجِح بن قَتَادَة إِلَى مَكَّة وَقد كبر سنه فإستولى على مَكَّة وَأخرج جمازا مِنْهَا فلحق بالينبع ثمَّ دَار أَمر مَكَّة بَين أبي نمي مُحَمَّد بن أبي سعد بن على بن قَتَادَة وَبَين غَالب بن رَاجِح بن قَتَادَة وَبَقِي الْأَمر على ذَلِك إِلَى مَا بعد هَذِه الفترة
وَكَانَت الْمَدِينَة بيد جماز بن شيحة فَبَقيَ إِلَى مَا بعد هَذِه الْمدَّة
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر وخراسان وَمَا مَعهَا بيد بني جنكزخان
وَكَانَت إفريقية بيد الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي زَكَرِيَّا يحيى بن عبد الْوَاحِد من الْمُوَحِّدين فَبَقيَ إِلَى مَا بعد هَذِه الْمدَّة
وَكَانَت تلمسان والغرب الْأَوْسَط بيد يغمرسن إِبْنِ زيان من جِهَة الْمُسْتَنْصر بن أبي زَكَرِيَّا صَاحب إفريقية فَبَقيَ إِلَى مَا بعد هَذِه الْمدَّة
وَكَانَ الغرب الْأَقْصَى بيد أبي يُوسُف يَعْقُوب بن عبد الْحق فَبَقيَ إِلَى مَا بعد هَذِه الْمدَّة
وَكَانَت غرناطة وَمَا مَعهَا من الأندلس بيد أبي دبوس مُحَمَّد بن الْأَحْمَر فَبَقيَ إِلَى مَا بعد هَذِه الفترة