الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْأَوْلَاد الإِمَام المستعين بِاللَّه أَبُو الْفضل العباسي وَالْإِمَام المعتضد بِاللَّه أَبُو الْفَتْح دَاوُد خَليفَة الْعَصْر وسيدي يَعْقُوب وسيدي حَمْزَة وَمُحَمّد وَهُوَ أسنهم وَبَنَات
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته وعود المستعصم ثمَّ عود المتَوَكل بعده
فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسبع مائَة قصد جمَاعَة من الفرنج سَاحل صيدا وبيروت من الْبِلَاد الشامية فَخرج إِلَيْهِم طَائِفَة من عَسْكَر دمشق فهزموا الفرنج وَقتلُوا مِنْهُم جمَاعَة وفيهَا بلغ السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر أَن الْأَمِير قرط التركماني وَإِبْرَاهِيم بن قطلقتمر أَمِير جاندارا فِي جمَاعَة قصدُوا الرّكُوب عَلَيْهِ فَقبض على قرط وَابْن أَمِير جاندارا ثمَّ أَمر بقرط فَقتل واعتقل ابْن أَمِير جاندارا مُدَّة ثمَّ عَفا عَنهُ رَحْمَة لِأَبِيهِ
وَفِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسبع مائَة حضر الْأَمِير بيدمر الْخَوَارِزْمِيّ نَائِب الشَّام إِلَى الْأَبْوَاب السُّلْطَانِيَّة بهدية جليلة فَقبلت هديته وَحضر دَار الْعدْل وأجلس فَوق النَّائِب
الكافل وَهَذَا لم يعْهَد مثله وفيهَا حضر إِلَى الْأَبْوَاب السُّلْطَانِيَّة رسل بهدية من مماليك وَغَيرهم وأظهروا أَنهم رسل طقتمش خَان صَاحب بِلَاد الشَّام فَخرج لملاقاتهم النَّائِب الكافل وَجَمَاعَة من الْأُمَرَاء وأنزلوا بالميدان تَعْظِيمًا لَهُم ورتب لَهُم المرتبات السّنيَّة ثمَّ ظهر من كتبهمْ أَنهم رسل صَاحب القرم فَتغير عَلَيْهِم السُّلْطَان ونقلهم من الميدان إِلَى دَار الضِّيَافَة وَنقص من راتبهم وَبَقِي لَهُم مَا يَقْتَضِيهِ حَالهم وَفِي هَذِه السّنة توفّي الشَّيْخ أكمل الدّين مَحْمُود شيخ خانقاه شيخونية وَكَانَ من أجلة الْعلمَاء وأعيان أهل الْعَصْر وأجلهم رُتْبَة عِنْد السُّلْطَان وَنزل السُّلْطَان للصَّلَاة عَلَيْهِ ومشي فِي جنَازَته وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم
وَفِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسبع مائَة ظهر بالديار المصرية نجم كَبِير قَلِيل النُّور بذؤابة خَلفه قدر رُمْحَيْنِ فَمَا فَوْقهمَا وَبَقِي ليَالِي ثمَّ اختفى وَفِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسبع مائَة كثرت الشنعة بِأَمْر الْأَمِير منطاش بالبلاد الحلبية فَخرج إِلَيْهِ السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر وَسَار إِلَى حلب وَقبض عَلَيْهِ وَقَتله وجهزت رَأسه إِلَى الديار المصرية ثمَّ وصل
السُّلْطَان إِلَى الْبِلَاد المصرية بعد ذَلِك وفيهَا وصل الْخَبَر أَن تمرلنك استولى على شيراز قَاعِدَة فَارس وَقتل صَاحبهَا شاه مَنْصُور وَأَنه أرسل يُخَادع السُّلْطَان أَحْمد بن أويس صَاحب بَغْدَاد فَلم ينخدع لَهُ وفر من بَغْدَاد قَاصِدا الديار المصرية
وَفِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة فِي ربيع الأول وصل القان أَحْمد بن أويس الْمُقدم ذكره إِلَى الديار المصرية فَارًّا من تمرلنك فَخرج السُّلْطَان الظَّاهِر لملاقاته بِنَفسِهِ وَألبسهُ قبَاء مطرزا مغرى بقاقم وَعَاد مَعَه إِلَى الصوة وطلع السُّلْطَان إِلَى القلعة وجهز السُّلْطَان أَحْمد إِلَى بَيت جليل من بيُوت الْأُمَرَاء على بركَة الْفِيل فَأنْزل فِيهِ وأجرى عَلَيْهِ الرَّوَاتِب اللائقة بِمثلِهِ ثمَّ وصلت رسل طقتمش خَان الْمُقدم ذكره بِكِتَاب مضمونه طلب المعاضدة والمعاونة على تمرلنك ورد عَلَيْهِ الْجَواب بالإجابة إِلَى ذَلِك ثمَّ عَاد السُّلْطَان أَحْمد بن أويس إِلَى دمشق وَمِنْهَا إِلَى جِهَة بَغْدَاد حِين بلغه رُجُوع تمرلنك عَنْهَا
وَفِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة توفى الْملك الظَّاهِر برقوق وَملك بعده ابْنه النَّاصِر فرج على ماسيأتى ذكره
وَفِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة زَاد النّيل فِي آخر يَوْم من أبيب أَرْبَعِينَ أصبعا وَفِي أول مسرى اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ أصبعا وَفِي ثَالِث مسرى خمسين أصبعا فَكَانَت الزِّيَادَة فِي أَرْبَعَة أَيَّام سَبْعَة أَذْرع وَلم يسمع بِمثل ذَلِك فِيمَا تقدم إِلَّا مَا يحْكى فِي آخر سنة من خلَافَة الْمُنْتَصر الفاطمى على مَا تقدم ذكره
وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة خرج تنم نَائِب الشَّام عَن الطَّاعَة وَأظْهر الْخلاف ثمَّ لما اثْبتْ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر فرج بن الظَّاهِر رشده فِي ربيع الأول مِنْهَا واستبدل بِالتَّصَرُّفِ دون ولى أمره الْأَمِير أيتمش العجايبى تنكر الْأَمِير أيتمش لذَلِك وَوَقع الْحَرْب بَينهمَا فِي الشَّهْر الْمَذْكُور بِمصْر فَانْهَزَمَ الْأَمِير أيتمش وَلحق بِالشَّام وانحاز إِلَى نَائِبه تنم فَخرج السُّلْطَان النَّاصِر فرج من الديار المصرية لحربهما فِي شهر رَجَب مِنْهَا وصحبته أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل والتقوا على الْقرب من غَزَّة فانكسر تنم وأيتمش وَمن مَعَهُمَا وَقبض السُّلْطَان عَلَيْهِمَا وَدخل هُوَ إِلَى دمشق وَاسْتولى عَلَيْهَا وَقتل بهَا تنم وايتمش وجهز
برأسيهما إِلَى الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان مِنْهَا ثمَّ عَاد السُّلْطَان إِلَى الديار المصرية وطلع القلعة فِي السَّادِس وَالْعِشْرين من رَمَضَان الْمَذْكُور
وَفِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة سَار تمرلنك إِلَى الْبِلَاد الشامية وَفتح مَدِينَة حلب وقلعتها فَسَار النَّاصِر إِلَيْهِ من الديار المصرية بعساكره إِلَى دمشق وَقدم إِلَيْهَا تمرلنك وَجرى بَينهمَا مراجعات فِي أَثْنَائِهَا فر جمَاعَة من عَسْكَر النَّاصِر إِلَى الديار المصرية فَتَبِعهُمْ على الْأَثر فأدركهم على الْقرب من غَزَّة فَقبض عَلَيْهِم وَاسْتمرّ قَاصِدا الديار المصرية حَتَّى طلع القلعة فِي خَامِس جُمَادَى الآخر مِنْهَا وَأخذ تمرلنك فِي خداع أهل دمشق حَتَّى صالهم على مبلغ ألف ألف دِينَار وفتحوا لَهُ بَابا من أَبْوَابهَا وَأخذُوا فِي جمع ذَلِك من النَّاس على قدر طبقاتهم خَارِجا عَمَّا قرر عَلَيْهِم من خيل الهاربين من عَسْكَر السُّلْطَان وسلاحهم فَلَمَّا حمل ذَلِك إِلَيْهِ قرر عَلَيْهِم بعد ذَلِك عشرَة آلَاف دِينَار فاستخرجت لَهُ بأعظم مشقة ثمَّ فرق حارات الْمَدِينَة على أمرائه وأعيان عسكره فعاثوا فَسَادًا وَاسْتَخْرَجُوا من أَهلهَا مَا قدرُوا عَلَيْهِ بعد أَن قتلوا
وسلبوا النِّسَاء والذرارى ثمَّ أَمر بتحريق الْبَلَد فَأحرق عَن آخِره حَتَّى لم يبْق بهَا رسم دَار وَلَا خطّ يعرف وبقى على ذَلِك إِلَى الْآن إِلَّا الْقَلِيل مِمَّا جدد وَفِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة ظهر بالديار المصرية جَراد انْتَشَر فِي أقطارها وَأكل ورق الشّجر وخوص النخيل واستأصل المقات وَكثر فَسَاده ثمَّ سلط الله عَلَيْهِ الْبرد فَهَلَك وفيهَا ظهر بالديار المصرية أَيْضا كَوْكَب كَبِير نير لَهُ ذؤابه صاعدة فِي السَّمَاء ترى مَعَ ضوء الْقَمَر وبقى إِلَى ثلث اللَّيْل وبقى كَذَلِك ليالى ثمَّ اختفى
وَفِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة اخْتلف أُمَرَاء الديار المصرية على سلطانهم النَّاصِر فلحق الْأَمِير يشبك العثمانى بِدِمَشْق فِي طَائِفَة كَبِيرَة وَسَار إِلَى الشَّام فألم بالأمير شيخ المحمودى نَائِب الشَّام فَجمع لَهُ العساكر الشامية وَسَار بِهِ إِلَى مصر فَخرج إِلَيْهِم النَّاصِر ولقيهم فِي العباسية من بِلَاد الشرقية فِي ذى الْحجَّة من هَذِه السّنة فَانْهَزَمَ مِنْهُم النَّاصِر فتبعوه حَتَّى طلع القلعة ثمَّ خرج عَلَيْهِم وحاربهم تَحت القلعة فَانْهَزَمُوا مِنْهُ وَعَاد الْأَمِير شيخ إِلَى دمشق واختفى يشبك بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ظهر يشبك فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة