الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأمه أم ولد وَهُوَ عَم الراشد كَانَ حسن السِّيرَة بُويِعَ لَهُ بالخلافة بِبَغْدَاد فِي شهر ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة بعد أَن وصل إِلَيْهِ السُّلْطَان مَسْعُود ابْن مُحَمَّد بن ملكشاه وتحالفا وَخرج السُّلْطَان وأحضر الْأُمَرَاء والقضاة وَالْفُقَهَاء وأرباب المناصب فَبَايعُوهُ وَبَقِي حَتَّى توفّي فِي ثَانِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وعمره سِتّ وَسَبْعُونَ سنة وَمُدَّة خِلَافَته أَربع وَعِشْرُونَ سنة وَثَلَاثَة أشهر وَسَبْعَة عشر يَوْمًا وَكَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد المستنجد ولى الْخلَافَة وَأَبُو جَعْفَر وَهُوَ أكبر من المستنجد
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة وصل رَسُول السُّلْطَان سنجر وَمَعَهُ الْبردَة والقضيب اللَّذَان كَانَ أخذهما السُّلْطَان سنجر من المسترشد فأعيدا إِلَى المقتفى واستقل
بِالْأَمر دون سُلْطَان مَعَه وَكَانَ يبْذل الْأَمْوَال الْعَظِيمَة لأَصْحَاب الْأَخْبَار من الجواسيس فِي جَمِيع الْبِلَاد حَتَّى لَا يكون يفوتهُ شئ من أَخْبَارهَا
وَفِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة قتل السُّلْطَان دَاوُد ابْن مُحَمَّد السلجوقي غيلَة
وَفِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة اعتقل الْخَلِيفَة المقتفي أَخَاهُ أَبَا طَالب وضيق عَلَيْهِ واحتاط على غَيره من أَقَاربه وَمَات السُّلْطَان مَسْعُود فِي أول رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وَمَات بِمَوْتِهِ سَعَادَة الْبَيْت السلجوقي فَلم ترفع لَهُ بعد ذَلِك راية يعْتد بهَا وَكَانَ مَوته بعد أَن عهد بِالْملكِ إِلَى ابْن أَخِيه ملكشاه بن مَحْمُود ابْن مُحَمَّد بن ملكشاه فَقعدَ فِي السلطنة بعده وخطب لَهُ بهَا وتغلب على السلطنة فِي زَمَانه شخص اسْمه خَاص بك كَانَ من أَتبَاع السُّلْطَان مَسْعُود ثمَّ قبض على السُّلْطَان ملكشاه بن مَحْمُود وحبسه وَأرْسل إِلَى أَخِيه مُحَمَّد بن مَحْمُود وَهُوَ بخوزستان فَحَضَرَ وَتَوَلَّى السلطنة وَجلسَ على سَرِير الْملك وَكَانَ قصد
خَاص بك أَن يقبض على السُّلْطَان مُحَمَّد أَيْضا ويخطب لنَفسِهِ بالسلطنة فبدره السُّلْطَان مُحَمَّد فِي ثَانِي يَوْم وُصُوله فَقتله ثمَّ سَار السُّلْطَان مُحَمَّد بن مَحْمُود فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس مائَة بعساكر كَثِيرَة إِلَى بَغْدَاد وحصرها وحصن المقتفي الْخَلِيفَة دَار الْخلَافَة واعتد للحصار وَاشْتَدَّ الْأَمر على أهل بَغْدَاد فَبَيْنَمَا هم على ذَلِك إِذْ بلغ السُّلْطَان مُحَمَّدًا أَن أَخَاهُ ملكشاه تحرّك على بِلَاده وَوصل همذان فَرَحل السُّلْطَان مُحَمَّد عَن بَغْدَاد وَسَار نَحْو أَخِيه فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين من ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة
وَمَات السُّلْطَان سنجر صَاحب خُرَاسَان بِمَدِينَة مرو من خُرَاسَان على مَا تقدم
وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة اقتلع الْخَلِيفَة المقتفي بَاب الْكَعْبَة وَعمل عوضه بَابا مصفحا بِالْفِضَّةِ المذهبة وَعمل لنَفسِهِ من الْبَاب الأول تابوتا يدْفن فِيهِ وَفِي سنة أَربع وَخمسين وَخمْس مائَة توفّي السُّلْطَان مُحَمَّد بن مَحْمُود الَّذِي كَانَ قد حاصر بَغْدَاد