الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَوَادِث والماجريات فِي خِلَافَته
اطلق فِي أَيَّامه أَشْيَاء كَثِيرَة من المكوس وَكَانَ شَدِيدا على أهل العيث وَالْفساد وَفِي سنه ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة أَمر المستنجد الْخَلِيفَة باجلاء بني أَسد أهل الْحلَّة لفسادهم فَقتل جمَاعَة مِنْهُم وهرب الْبَاقُونَ وسلمت بطائحهم إِلَى رجل يُقَال لَهُ أبن مَعْرُوف
ولآيات الْأَمْصَار فِي خِلَافَته
كَانَ على مصر الفائز بنصر الله فَتوفي فِي سَابِع عشر رَجَب سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وَولي بعده العاضد لدين الله أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن يُوسُف يَوْم وَفَاة الفائز ووزر لَهُ أَسد الدّين شيركوه بن شادي ثمَّ وزر لَهُ أبن أَخِيه السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَبَقِي العاضد إِلَى مَا بعد خلَافَة المستنجد
وَكَانَت دمشق وحماه وَمَا مَعهَا من الْبِلَاد الشامية وَبَعض بِلَاد الجزيرة وَغير ذَلِك بيد الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود
وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي عشر شَوَّال سنه تسع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة بقلعة دمشق وَكَانَ قد أتسع ملكه وخطب لَهُ بِالْحرم واليمن ومصر وطبق ذكره الأَرْض وَملك بعده ابْنه الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وعمره إِحْدَى عشرَة سنه وَحلف لَهُ الْعَسْكَر بِدِمَشْق وأطاعه السُّلْطَان صَلَاح الدّين بِمصْر وخطب لَهُ بهَا وَضربت السِّكَّة بأسمه وَملك غَازِي بن مودود بن زنكي الْبِلَاد الجزرية بعد نور الدّين وَبَقِي الْملك الصَّالح إِلَى مَا بعد خلَافَة المستنجد
وَكَانَت حلب بيد عماد الدّين زنكي إِلَى مَا بعد خلَافَة المستنجد وَكَانَت طرابلس بيد الفرنج وَكَانَ على مَكَّة قَاسم بن فليته فَخَطب للمستنجد كَمَا كَانَ يخْطب لِأَبِيهِ المقتفي ثمَّ قتل قَاسم سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة وَولي بعده ابْنه عِيسَى وَالَّذِي ذكره صَاحب حماة فِي تَارِيخه أَن عِيسَى عَم قَاسم سير
الْحَاج سنة سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة وَقَامَ مَكَان أبن أَخِيه قَاسم الْمَذْكُور ثمَّ عَاد قَاسم فَملك مَكَّة ثمَّ هرب وَعَاد عَمه عِيسَى فملكها وهرب قَاسم إِلَى جبل ابي قبيس فَوَقع عَن فرسه فأمسكه عِيسَى وَقَتله وَكَانَ على المدينه سَالم بن قَاسم فَبَقيَ إِلَى مَا بعد خلَافَة المستنجد
وَكَانَ على الْيمن مهْدي بن عَليّ بن مهْدي ثمَّ ملكه بعده أبنه عبد النَّبِي بن مهْدي ثمَّ ملك بعده عَمه عبد الله بن مهْدي ثمَّ عَاد عبد النَّبِي ثَانِيًا وَهُوَ آخِرهم وَبَقِي إِلَى مَا بعد خلَافَة المستنجد
وَكَانَ مَا وَرَاء النَّهر بيد مُلُوك بني جنكز خَان وَكَانَ على غزنة ملكشاه بن خسروشاه بن بهْرَام شاه بن مَسْعُود بن مَحْمُود من بني سبكتكين وَهُوَ آخِرهم ثمَّ أنتقل
الْملك إِلَى الْمُلُوك الغوريه فَملك بعد ملكشاه السبكتكيني عَلَاء الدّين الْحُسَيْن بن الْحُسَيْن وأستضاف غزنة إِلَى الْغَوْر فِي سنه خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وتلقب بِالْملكِ الْمُعظم وَتُوفِّي سنه سِتّ وَخمسين وَخمْس مائَة وَملك بعده غياث الدّين مُحَمَّد فَبَقيَ إِلَى مَا بعد خلَافَة المستنجد
وَكَانَ على إفريقية والغرب الْأَقْصَى والغرب الْأَوْسَط والأندلس عبد الْمُؤمن بن عَليّ أحد أَصْحَاب الْمهْدي بن تومرت صَاحب دولة الْمُوَحِّدين فَبَقيَ حَتَّى توفّي بسلا من الغرب الْأَقْصَى فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنه ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة وَولي بعده أبنه أَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن عبد الْمُؤمن فاستولى على حميع مَا كَانَ بيد أَبِيه من الأندلس وَجَمِيع بِلَاد الْمغرب وَبَقِي إِلَى مَا بعد خلَافَة المستنجد