الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَطَالَ الله بَقَاءَك وأدام عزك وتأييدك وسعادتك ونعمتك وأمتع أَمِير الْمُؤمنِينَ بك بالموهبة فِيك وعندك وَالسَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته
الْمَذْهَب الثَّالِث
أَن يفْتَتح الْعَهْد بِلَفْظ إِن أولى أَو إِن أَحَق وَمَا أشبه ذَلِك وَهِي طَريقَة غَرِيبه خَارجه عَن أصُول الْكِتَابَة من حَيْثُ إِن رتبه الْمُلُوك فِيمَا يكْتب لَهُم التَّعْظِيم وَمثل هَذَا الإفتتاح إِنَّمَا يكْتب لأَصْحَاب الرتب السافلة الَّتِي لَا تقَارب رُتْبَة الْملك وَلَا مَا دونهَا
على أَنه قد كتب بذلك عَن ديوَان الْخلَافَة بِبَغْدَاد للسُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف على جلالة قدره بتقليد الديار المصرية والبلاد الشامية واليمنية فِي بعض الأحيان وَكَانَ ذَلِك إِنَّمَا وَقع حِين كَانَ الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله متغيرا عَلَيْهِ حِين تلقب بِالْملكِ النَّاصِر لما فِي ذَلِك من مضاهاة لقب الْخَلِيفَة
وَهَذِه نُسْخَة الْعَهْد الْمَكْتُوب بِهِ على هَذِه الطَّرِيقَة
تلمسان بعد ذَلِك وَبَايَعَهُ أهل الأندلس وَبَقِي إِلَى مَا بعد خلَافَة الْمُسْتَنْصر
وَكَانَ الْمغرب الْأَقْصَى بيد الْمُسْتَنْصر يُوسُف بن مُحَمَّد من بني عبد الْمُؤمن فَتوفي فِي يَوْم الْأَضْحَى سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة وَملك بعده أَبُو مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن الْمَعْرُوف بالمخلوع وَكَانَ الْوَالِي بمرسيه من الأندلس أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن يَعْقُوب بن الْمَنْصُور بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن فَدَعَا لنَفسِهِ وتلقب بالعادل وَوصل خبر ذَلِك لمراكش فاضطرب الموحدون وباينوا المخلوع وبعثوا ببيعتهم إِلَى الْعَادِل بالأندلس فَسَار الْعَادِل إِلَى مراكش فَدَخلَهَا وَبَقِي بهَا حَتَّى قتل فِي أول شَوَّال سنه سبع وَعشْرين وست مائَة وَكَانَ أَخُوهُ إِدْرِيس بإشبيليه من الأندلس فَدَعَا لنفسة وبويع وَبعث الموحدون ببيعتهم إِلَيْهِ ثمَّ قصد مراكش فَهَلَك فِي طَرِيقه مفتتح سنة ثَلَاثِينَ وست مائَة
وتغلب إِدْرِيس بن هود على الأندلس وأنتزعه من الْمُوَحِّدين وأستقل بِهِ وبويع بعده ابْنه الْمَأْمُون عبد الْوَاحِد
ابْن ادريس وتلقب بالرشيد وَدخل الى مراكش فَبَايعُوهُ وبقى حَتَّى توفّي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وبويع بعده أَخُوهُ السعيد ابو الْحسن عَليّ ولقب المعتضد بِاللَّه وبقى الى مَا بعد خلَافَة الْمُسْتَنْصر
وَكَانَ أَبُو دبوس مُحَمَّد بن يُوسُف بن نصر الْمَعْرُوف بِابْن الْأَحْمَر قد ثار بشرق الأندلس فِي سنة تسع وَعشْرين وستمائه وخطب للأمير أبي زَكَرِيَّا يحيى صَاحب افريقية من بَقِيَّة الْمُوَحِّدين وأطاعته جيان وشريش من الأندلس فِي السّنة الثَّانِيَة من ولَايَته ثمَّ بَايع لِابْنِ هود سنة احدى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة عِنْد وُصُول تَقْلِيد خَليفَة بَغْدَاد اليه ثمَّ تغلب على اشبيلية سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وانتزعها من ابْن هود ثمَّ رجعت الى ابْن هود بعد شهر ثمَّ تغلب على غرناطة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَبَايَعُوهُ وَهُوَ بجيان فَقدم اليها ونزلها وابتنى بهَا حصن الْحَمْرَاء وَهُوَ الْمعبر عَنهُ بالقصبة الْحَمْرَاء وَالْمرَاد بالقصبة القلعة وَهِي مقرّ ملك بنيه الى الْآن ثمَّ تغلب على مالقة وَأَخذهَا من يَد عبد الله بن زنون الثائر بهَا بعد موت ابْن هود وبقى الى مابعد خلَافَة الْمُسْتَنْصر