الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَهَذِه نُسْخَة بيعَة من ذَلِك
أوردهَا أَبُو الْحُسَيْن بن إِسْحَاق الصابى فِي كِتَابه غرر البلاغة فِي الْكِتَابَة وهى
تبَايع عبد الله أَبَا فلَان فلَانا أَمِير الْمُؤمنِينَ بيعَة طوع وَاخْتِيَار وتبرع وإيثار وإعلان وإسرار وَإِظْهَار وإضمار وَصِحَّة من غير نغل وسلامة من غير دغل وثبات من غير تَبْدِيل ووقار من غير تَأْوِيل واعتراف بِمَا فِيهَا من جمع الشمل واتصال الْحَبل وانتظام الْأُمُور وَصَلَاح الْجُمْهُور وحقن الدِّمَاء وَسُكُون الدهماء وسعادة الْخَاصَّة والعامة وَحسن العائدة على أهل الْملَّة والذمة على أَن عبد الله فلَانا أَمِير الْمُؤمنِينَ عبد الله الذى اصطفاه وأمينه الذى ارْتَضَاهُ وخليفته الذى جعل طَاعَته جَارِيَة بِالْحَقِّ وموجبة على الْخلق وموردة لَهُم مورد الْأَمْن وعاقدة لَهُم معاقد الْيمن
وولايته مؤذنة لَهُم بجميل الصنع ومؤدية بهم إِلَى جزيل النَّفْع وإمامته الْإِمَامَة الَّتِى اقْترن بهَا الْخَيْر وَالْبركَة والمصلحة الْعَامَّة الْمُشْتَركَة وأمل فِيهَا قمع الملحد الجاحد ورد الجائر الحائد وَقسم العاصى الخالع وَعطف الغاوى المنازع وعَلى أَنَّك ولى أوليائه وعدو أعدائه من كل دَاخل فِي الْجُمْلَة وخارج عَن الْملَّة وعائذ بالحوزة وحائد عَن الدعْوَة ومستمسك بِمَا بذلته عَن إخلاص من رَأْيك وَحَقِيقَة من وفائك لاتنقض وَلَا تنكث وَلَا تخلف وَلَا توارى وَلَا تخادع وَلَا تداجى وَلَا تخاتل علانيتك مثل نيتك وقولك مثل طويتك وعَلى الا ترجع عَن شَيْء من حُقُوق هَذِه الْبيعَة وشرائطها على مر الْأَيَّام وتطاولها وَتغَير الْأَحْوَال وتنقلها وَاخْتِلَاف الْأَزْمَان وَتَقَلُّبهَا وعَلى أَنَّك فِي كل ذَلِك من أهل الْملَّة الإسلامية ودعاتها وَأَعْوَان الدولة العباسية ورعاته الايتداخل قَوْلك مواربه وَلَا يداخله مداهنة وَلَا يَعْتَرِضهُ مغالطة ولايتعقبه مُخَالفَة وَلَا تختل بِهِ أَمَانه وَلَا تعله خِيَانَة حَتَّى تلقى الله مُقيما على أَمرك ووفيا
بعهدك إِذْ كَانَ مبايعو وُلَاة الْأَمر وخلفاء الله فِي الأَرْض {إِنَّمَا يبايعون الله يَد الله فَوق أَيْديهم فَمن نكث فَإِنَّمَا ينْكث على نَفسه وَمن أوفى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ الله فسيؤتيه أجرا عَظِيما}
عَلَيْك بِهَذِهِ الْبيعَة الَّتِى أَعْطَيْت بهَا صَفْقَة يدك وأصفيت فِيهَا سريرة قَلْبك والتزمت الْقيام بهَا مَا طَال عمرك وامتد أَجلك عهد الله إِن عهد الله كَانَ مسؤولا وَمَا اخذه على أنبيائه وَرُسُله وملائكتة وَحَملَة عَرْشه من أَيْمَان مُغَلّظَة وعهود مُؤَكدَة ومواثيق مُشَدّدَة على أَنَّك تسمع وتصغى وتطيع فَلَا تعصى وتعدل وَلَا تميد وتستقيم وَلَا تحيد وتفى وَلَا تغدر وَتثبت وَلَا تَتَغَيَّر فَمَتَى زلت عَن هَذِه المحجة خافرا لأمانتك ورافعا لديانتك فَجحدت الله تَعَالَى ربوبيته وأنكرته وحدانيته وَقطعت عصمَة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم مِنْك وجذذتها ورميت طاعتة وَرَاء ظهرك ونبذتها وَلَقِيت الله يَوْم الْحَشْر إِلَيْهِ وَالْعرض عَلَيْهِ مُخَالفا لأَمره
وخائنا لعهده وَمُقِيمًا على الْإِنْكَار لَهُ ومصرا على الْإِشْرَاك بِهِ وكل مَا حلله الله لَك محرم عَلَيْك وكل مَا تملكه يَوْم رجوعك عَن بذلك وارتجاعك مَا اعطيته من قَوْلك من مَال مَوْجُود ومذخور ومصوغ ومضروب وسارح ومربوط وسائم ومعقول وَأَرْض وضيعة وعقار وعقدة ومملوك وَأمة صَدَقَة على الْمَسَاكِين مُحرمَة على مر السنين وكل امْرَأَة لَك تملك شعرهَا وبشرها وَأُخْرَى تتزوجها من بعْدهَا طَالِق ثَلَاثًا بتاتا طَلَاق الْحَرج وَالسّنة لَا رَجْعَة فِيهَا وَلَا مثنوية وَعَلَيْك الْحَج إِلَى بَيت الله الْحَرَام الذى بِمَكَّة ثَلَاثِينَ مرّة حاسرا حافيا وراجلا مَاشِيا نذرا لَازِما ووعدا صَادِقا لايبرئك مِنْهَا إِلَّا الْقَضَاء لَهَا وَالْوَفَاء بهَا وَلَا قبل الله مِنْك تَوْبَة وَلَا رَجْعَة وَلَا إِقَالَة عَثْرَة وَلَا ضرعة وخذلك يَوْم الاستنصار بحوله وأسلمك عِنْد الاعتصمام بحبلة وَهَذِه الْيَمين قَوْلك قلتهَا قولا فصيحا وسردتها سردا صَحِيحا وأخلصت فِيهَا سرك إخلاصا متينا